رئيس الوزراء العراقي في مصر.. علاقات تاريخية وآفاق جديدة من التعاون
يزور محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي مصر، اليوم الأحد، على رأس وفد وزاري كبير محملاً بآمال كبيرة لفتح آفاق للتعاون مع مصر.
طموحات كثيرة حملت على الزيارة التي تأتي في توقيت هام، تدور قضايا عدة في الوطن العربي ويعتبر العراق جزءا هاما من العملية السياسية بالمنطقة، ما يؤهله إلى مواصلة التفهمات مع مصر خلال الفترة المقبلة.
وتجمع مصر والعراق علاقات قوية وممتدة على مدار التاريخ، كما حدث تقارب كبير بين البلدين منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014.
وأكدت القيادة السياسية المصرية دعمها العراق للخروج من أزماته، التي عانى منها لسنوات طوال جراء انتشار الجماعات الإرهابية والتخريبية في بلاد الرافدين.
العزاوي: الزيارة في توقيت هام للغاية
وقال الدكتور رائد العزاوي مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى القاهرة تأتي في توقيت هام للغاية حيث إنها تُعد أول زيارة له منذ توليه المنصب، وفي ظل رغبة السوداني، لتوطيد العلاقات مع مصر، مشيراً إلى أن أهمية هذه الزيارة تكمن في عدد من الأمور، حيث إن محمد شياع السوداني يرى أن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلاقات المصرية العراقية تحتاج لعمل دؤوب ومتواصل يليق بقيمة وقامة الدولتين.
وتابع: محمد شياع السوداني التقى بالرئيس السيسي في لقاءات مهمة للغاية، كما أن الرئيس السيسي هو أول من تواصل معه وقام بتهنئته بمنصب رئيس الحكومة العراقية في توقيت حرج كانت مصر داعمة فيه لجهود العراق لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد.
الرئيس العراقي: مصر نموذج يحتذي به في الحفاظ على الاستقرار
وكان قد أعرب الرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، عن امتنانه للفتة الكريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، مشيدًا بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، ومؤكدًا حرص العراق على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
كما ثمن رئيس العراق الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، معتبرًا إياها نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، وذلك على هامش مشاركته في القمة العربية في الجزائر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس جدد التهنئة لأخيه الرئيس العراقي على نيل ثقة البرلمان وتوليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي، معربًا سيادته عن خالص التمنيات له بالتوفيق في تلبية طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقي الشقيق نحو حاضر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تعاني منها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.
رئيس النواب: مصر ترفض التدخلات الخارجية في الشأن العراقي
بينما أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري، أن البلاد العربية تمر منذ فترة بأمواج متلاطمة من التحديات الجسام هددت أمن واستقرار مجتمعاتنا حتى كادت أن تودي بأمتنا العربية، مؤكداً على أن تلك المعضلات العربية أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك الحاجة الماسة لصياغة مقاربة عربية مُشتركة لمواجهتها امتثالاً لعوامل الوحدة التي تربط نسيجنا العربي برباط متين.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس النواب أمام المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي، والمُنعقد بالعاصمة العراقية بغداد، بشأن الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق.
وأشار جبالي إلى أن العراق على مدار سنوات طويلة مضت تحمل ما لايطيق في مواجهة جملة مُعقدة من المهددات أثقلت كاهلة، لكن الشعب العراقي الشقيق واجه تلك المُهددات ببسالته المعهودة، واستطاع أن يُحقق انتصاراً تلو الآخر، وهو ما يجعلنا ننظر للنموذج العراقي بفخر شديد، مؤكداً على أن مصر لطالما ساندت العراق الشقيق على كافة المستويات باعتباره أحد ركائز الاستقرار والأمن العربي، وشدد على أن مصر ترفض بشكل قاطع وتام التدخلات الخارجية في الشأن العراقي والتي تهدف لإذكاء النعرات الطائفية، مُضيفاً أن عراقاً مستقر وآمن يُعد إضافة محورية لا غنى عنها لمنظومة الأمن القومي العربي.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس مجلس النواب الدول العربية إلى دعم العراق وتعزيز التضامن العربي مع الشعب العراقي الشقيق.