بعد مخرجات العقبة..
هل ينجح الاجتماع الخماسي بشرم الشيخ في وقف التصعيد الإسرائيلي بفلسطين
تشهد فلسطين صراع قائم بينها وبين الجانب الإسرائيلي منذ الاحتلال الذي تم من الجانب الإسرائيلي في عام 1948، وهو صراع طويل ومعقد يتعلق بالأرض والهوية والدين والسياسة.
تتركز مشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حول الأرض، حيث يتنازع الفلسطينيون والإسرائيليون على نفس الأرض في فلسطين، ويتطلب الصراع العديد من الحلول السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتشمل القضايا الرئيسية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تقسيم الأراضي والمياه والحدود، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والحد من العنف وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتمر العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بفترات من التصعيد والتهدئة، وتوجد العديد من المبادرات السياسية والتفاوضية والوساطات من قبل المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
اجتماع خماسي في شرم الشيخ لبحث التهدئة
تحضر الولايات المتحدة الأمريكية لاجتماع خماسي يعقد الأحد المقبل في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث التهدئة في الأراضي الفلسطينية، ويأتي محاولة تقد الاجتماع بعد زيادة إسرائيل من الإجراءات الأحادية في الفترة المقبلة.
الاجتماع تشارك فيه الولايات المتحدة ومصر والأردن وفلسطين وإسرائيل وهو استكمال للاجتماع المشابه الذي عقد الشهر الماضي بالعقبة في الأردن.
تم الاتفاق في العقبة على مبادئ عامة، على أن يجري بحث التفاصيل وآليات التنفيذ في شرم الشيخ، لبحث وقف إسرائيل للإجراءات الأحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية بما فيها وقف الاستيطان وهدم وإخلاء المنازل والاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية.
ومن المؤكد أن هذا الاجتماع يهدف إلى تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وتطويع الوضع الحالي الذي يتسم بالتوتر والعنف وإيجاد حلول سلمية للصراعات القائمة في المنطقة.
ويمكن أن يتضمن هذا الاجتماع مناقشات حول سبل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، بالإضافة إلى إيجاد حلول سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
اجتماعات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث التحضيرات للقاء الأحد
بدأت أمريكا في اجتماعاتها مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث التحضيرات للقاء الأحد.
والتقى الممثل الأمريكي الخاص بفلسطين في رام الله مع وفد فلسطيني برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة.
وقال الشيخ في بيان له إنه تم في اللقاء بحث العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والعلاقات الثنائية وآخر المستجدات بعد مؤتمر العقبة".
وأضاف أنه "تم عقد هذا الاجتماع تحضيراً للاجتماع الخماسي في شرم الشيخ يوم الأحد".
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أن الاختبار للتهدئة في رمضان هو تنفيذ الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لالتزاماتهما.
التهدئة في فلسطين
التهدئة في فلسطين يعد محاولة للتخفيف من التوترات والعنف في المنطقة، وتحقيق الاستقرار والسلام الدائم في فلسطين والمنطقة بشكل عام.
وقد تم إجراء العديد من جلسات الحوار والتفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى اتفاقات تهدئة ووقف إطلاق النار.
ويتطلب بحث التهدئة في فلسطين التركيز على عدة جوانب، بما في ذلك التخفيف من العنف والتهديدات الأمنية، والعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للسكان في المنطقة، وتحقيق العدالة والمساواة والحرية للفلسطينيين.
ويمكن أن تشمل محاولات التهدئة في فلسطين إجراء مفاوضات وحوارات بين الجانبين، ووساطة دولية من قبل منظمات دولية وحكومات أخرى، وتحفيز الحوافز الاقتصادية لتحقيق التهدئة والسلام.
ومن المهم أيضًا تعزيز الثقة بين الجانبين من خلال تبادل الأفكار والتواصل وتعزيز الحوار المجتمعي والثقافي. ويتطلب بحث التهدئة في فلسطين أيضًا تحركات سياسية من الدول المجاورة والمجتمع الدولي بشكل عام لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
مخرجات اجتماع العقبة المنعقد فى فبراير الماضى
تعهد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون في ختام اجتماع يعد الأول من نوعه منذ سنوات وعقد الأحد في مدينة العقبة الساحلية جنوب الأردن بـ "خفض التصعيد على الأرض ومنع مزيد من العنف"، غير أن مخرجات الاجتماع الخماسي بالعقبة لم تكن محل إجماع، ففي أعقابه أعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني بتسلئيل سموتريتش أنه "لن يوافق على أي تجميد في النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية"، وفقاً لـ "رويترز".
وفي المقابل رفضت جميع الفصائل الفلسطينية في غزة باستثناء "حركة فتح" اجتماع العقبة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، مما لا يبشر بالتهدئة المرتقبة.
وبالتزامن قُتل إسرائيليان بالرصاص خلال هجوم فلسطيني بالضفة الغربية المحتلة الأحد، كما أعلن مسؤولون إسرائيليون.
مخرجات العقبة
وشارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني ماجد فرج ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي ومنسق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك بحضور مسؤولين أمنيين من الأردن ومصر.
وأورد البيان الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما جميع الاتفاقات السابقة بينهما، وجددا تأكيد ضرورة التزام خفض التصعيد على الأرض ومنع مزيد من العنف".
وأكدت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في البيان "استعدادهما المشترك والتزامهما العمل الفوري لوقف الإجراءات أحادية الجانب لما بين ثلاثة وستة أشهر، على أن يشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أية وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر، ووقف إقرار أية بؤر استيطانية جديدة لمدة ستة أشهر"، كما "اتفق المشاركون أيضاً على دعم خطوات بناء الثقة وتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين من أجل معالجة القضايا العالقة من خلال الحوار المباشر، إذ سيعمل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بحسن نية على تحمل مسؤولياتهما في هذا الصدد".
واتفقت الأطراف الخمسة، إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر والولايات المتحدة، "على مواصلة الاجتماعات وفق هذه الصيغة والحفاظ على الزخم الإيجابي والبناء على ما اتفق عليه لناحية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود إلى تحقيق السلام العادل والدائم"، بحسب البيان ذاته. كما "اتفقت على الاجتماع مجدداً في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال مارس (آذار) المقبل لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه".
وقال البيان إن "الأردن ومصر والولايات المتحدة تعتبر هذه التفاهمات تقدماً إيجابياً نحو إعادة تفعيل العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعميقها، وتلتزم المساعدة في تيسير تنفيذها وفق ما تقتضيه الحاجة".
كما أكدت الأطراف الخمسة "أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً من دون تغيير، وشددت في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية التي تعني الدور الأردني الخاص".
واشنطن ترحب بالاتفاق
ورحبت الولايات المتحدة، أمس الأحد، بالتزام الإسرائيليين والفلسطينيين "تفادي أعمال العنف الجديدة"، مشيرة إلى أن "التطبيق سيكون حاسماً".
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان في بيان "ندرك أن هذا الاجتماع هو نقطة انطلاق، وأنه سيكون هناك كثير من العمل يتعين القيام به في الأسابيع والأشهر المقبلة من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وأضاف أن "التطبيق سيكون حاسماً"، مرحباً على وجه الخصوص بالدور الذي اضطلع به في الأسابيع الأخيرة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "لضمان شروط نجاح" الاجتماع.
وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل والضفة الغربية نهاية يناير (كانون الثاني)، حيث حذر من استئناف النشاط الاستيطاني، ودعا إلى تهدئة التوترات.