فرنسا تُشجع على الحوار في أزمة سد النهضة
أكد السفير باتريس باولي المكلف بالتواصل باللغة العربية بالخارجية الفرنسية، على الشراكة الوثيقة التي تربط بين بلاده ومصر، مشيرا إلى أن فرنسا أصبحت ثاني أكبر مزود للقمح بالنسبة لمصر.
العلاقات الفرنسية العربية
وقال باتريس -في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين اليوم الجمعة- إنه يقوم خلال زيارته الحالية إلى مصر بالمشاركة في الاجتماع الإقليمى الدوري للسفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط والذي يجمع سفراء فرنسا في مصر والأردن ولبنان وإسرائيل والسعودية والسفيرة غير المقيمة بسوريا والقنصل العام بالقدس إلى جانب عدد من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين قدموا من باريس، لافتا إلى أن الاجتماع ناقش عددا من الموضوعات من بينها الأوضاع في المنطقة والتحديات المرتبطة بتداعيات الأزمة الأوكرانية على الدول خارج أوروبا وكيفية المساهمة في مواجهة لهذه التحديات.
وكشف السفير أنه حرص خلال زيارته الحالية إلى مصر - التي عمل بها لمدة أربعة أعوام بالسفارة الفرنسية بالقاهرة في تسعينيات القرن الماضي - على القيام بجولة في القاهرة الإسلامية، كما قام بزيارة منطقة الدرب الأحمر.
وعن موقف باريس من التطورات الحالية في الأراضي الفلسطينية، قال إن بلاده تدين أعمال العنف والعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين، ونستنكر العمليات الإرهابية ضد الإسرائيليين وأيضا كل أعمال العنف التي تؤدى إلى وفاة مدنيين فلسطينيين.
وأكد أن فرنسا تدعو الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن أى أعمال تغذى العنف والتصعيد، وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسئوليتها تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن رؤية بلاده تتمثل في الرجوع إلى مائدة المفاوضات وهو طريق صعب ولكنه الهدف للوصول إلى حل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب مع القدس عاصمة لهما لكى يتمتع الشعبان في سلام وأمن.
وعن الأوضاع في لبنان، أكد أن موقف فرنسا تجاه لبنان واضح للغاية فالقرار عند اللبنانيين، وعلى المسئولين اللبنانيين أن يتحملوا مسئولياتهم وهو ما يعنى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة تتخذ قرارات، التعامل ومعالجة الأزمة الاقتصادية ومواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه الشعب اللبناني وذلك على سبيل المثال تمويل صندوق النقد الدولي للبنان، وهو ما يحتاج إلى قرارات لبنانية والقرار عند اللبنانيين.
كما جدد السفير الفرنسي التأكيد على أن بلاده لا تتدخل ولا تدعم أى مرشح بعينه من بين المرشحين للرئاسة ولكن هناك تنسيق مستمر مع كل الأطراف المعنية بلبنان، ونفكر في وسائل لمساعدة لبنان ولكن لن نأخذ محل اللبنانيين.
وعن اتفاقية السعودية وإيران، قال إن فرنسا ترحب بكل الخطوات التي تؤدى إلى تهدئة الأوضاع وإلى الحوار، واصفا القرار بأنه "جيد"، مضيفا أن باريس تشجع مؤتمر بغداد القائم على مفهوم التعاون الإقليمي وإيران شريك في هذا المؤتمر، مضيفا أن العودة إلى الحوار والتنسيق يعد خطوة جيدة.
وبشأن موقف باريس من أزمة "سد النهضة"، قال إن فرنسا تشجع الحوار بين الدول الثلاث والتوصل إلى اتفاق فيما بينهم.
وأشار إلى الإعلان الصادر من مجلس الأمن تحت الرئاسة الفرنسية في 2021 والذي يدعو ويشجع الأطراف المعنية إلى الحوار وإيجاد حل عن طريق المفاوضات، وهو المرجع الموجود في مجلس الأمن.