البنك الدولي يتوقع انكماش اقتصاد سوريا بـ5.5% في 2023
حذر البنك الدولي من أن الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا بقوة 7.8 درجات وأعقبته هزّات ارتدادية عنيفة ستكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد السوري، متوقّعاً أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.5 بالمئة هذا العام.
النمو الاقتصادي يشهد مزيداً من الانكماش
وبحسب ما ذكره البنك الدولي في تقرير فإنه من المتوقع أن "يزداد انكماش إجمالي الناتج المحلّي بمقدار 2.3 نقطة مئوية" في سوريا، مشيراً إلى أنّ النمو الاقتصادي قد يشهد "مزيداً من الانكماش إذا تباطأت أعمال إعادة الإعمار".
وأضاف أن: "الانكماش الإضافي يعود في الدرجة الأولى إلى تدمير رأس المال المادي وتعطل النشاط التجاري".
ومن بين العناصر التي يمكن أن تفاقم التداعيات على الاقتصاد، لفت التقرير إلى "محدودية الموارد العامّة، وضعف الاستثمارات الخاصّة، وقلّة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المناطق المتضرّرة".
المنطقة المتضررة من الزلزال منهكة من الحرب الأهلية
وحذر التقرير من أن المنطقة المتضررة من جراء الزلزال كانت أصلاً منهكة من جراء الحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد في العام 2011.
ومن جانبه، قال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه إن: "الزلزال الذي ضرب سوريا في الآونة الأخيرة يؤدّي إلى تفاقم التداعيات الوخيمة للصراع الذي يعيشه الشعب السوري منذ 12 عاماً. يأمل البنك الدولي أن يساعد هذا التقييم في وضع البيانات المرتبطة بهذه الكارثة المدمّرة تحت تصرف الجهات المعنية الأساسية، وأن يُسهم في تشجيع جهود الاستجابة الدولية".
وأشار تقرير التقييم السريع للأضرار والاحتياجات الناتجة عن الزلزال في سوريا لعام 2023، إلى أنه "تُقدَّر الأضرار المادية الناجمة عن الزلزال بـ3.7 مليار دولار أميركي، أمَّا الخسائر فتُقدَّر بنحو 1.5 مليار دولار أميركي، ليبلغ إجمالي قيمة الأضرار والخسائر 5.2 مليار دولار أميركي".
فيما تعد احتياجات التعافي وإعادة الإعمار، فتُقدر بحسب التقرير بنحو 7.9 مليار دولار أميركي على مدى ثلاث سنوات.
قال البنك الدولي إنه: "يزداد معدّل التضخّم بنسبة عالية، والسبب الرئيسي في ذلك النقص في السلع المتوفّرة، وزيادة تكاليف النقل، وارتفاع الطلب الكلّي على مواد إعادة البناء".
و منذ 2011، بلغت حصيلة ضحايا الزلزال نحو 6000 قتيل في سوريا التي دمّرتها حرب أهلية مستمرة أودت بحياة ما يقرب من نصف مليون شخص وأدّت إلى نزوح ملايين السوريين ودمّرت البنية التحتية.
أما في تركيا فقد أسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص