عيد الأم.. من أين جاءت فكرته ومتى تحتفل به دول العالم؟
يحتفل العالم اليوم الثلاثاء 21 مارس بيوم عيد الأم، وهو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين وتحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة لبيان تأثيرهن على المجتمع.
ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى، إذ يصادف الاحتفال بعيد الأم في العالم العربي 21 مارس/آذار من كل عام.
أصل تسميته بيوم الأم
يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب.
ويعود أصل احتفال دول العالم بعيد الأم إلى اليوم الذي تمّ الاحتفال به بدايةً في الولايات المُتّحدة، وهو الأحد الثاني من شهر مايو، أمّا في العصور الوُسطى فقد كان يُسمَح للمغتربين بالعودة إلى ديارهم، وزيارة أمهاتهم.
حيث أنشأت "أنا جارفيس" في عام 1912، الجمعية الدولية ليوم الأم، مؤكدة على أن مصطلح "mother's" يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية -في اللغة الأنجليزية- وليس جمع في صيغة الملكية. لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم.
واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة، كما استخدمه الكونغرس الأمريكي في سنّ القانون.
عيد الأم العربي
بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر على يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين"، فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
احتفال مصر بأول عيد أم
واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة "يستكثرون" على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد.
عيد الأم عالميًا
في الولايات المتحدة الأمريكية، يعود تخصيص يوم للأم إلى المؤلفة الأمريكية جوليا وورد هاوي، التي اقترحت الاحتفال بهذا العيد في 1872، بهدف تمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام وقتها.
وفي 1908 نظمت مجموعة من الأمهات تقودهن آنا جارفيس حملة للاحتفال بيوم للأم في ثاني أحد من شهر مايو/أيار والذي يتزامن مع ذكرى وفاة والدتها، وقد تبنت الدعوة عديد من المدن في الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق من 1914 أقر الرئيس الأمريكي توماس وودرو ويلسون هذا التاريخ عيداً للأم، ويعد عيد الأم عطلة عامة في الولايات المتحدة، وقد تبنت دول عديدة هذا التاريخ.
ولأن الاحتفال الأمريكي في ثاني أحد من مايو/أيار، لذلك يختلف تاريخ الاحتفال به من عام إلى آخر.
ومن الدول التي تحتفل به وفقاً للتقويم الأمريكي أستراليا والنمسا وبلجيكا وبنغلاديش والصين وكندا وكولومبيا والبرازيل وكرواتيا والإكوادور وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والهند وإيطاليا واليابان ولاتفيا وماليزيا ومالطا والفلبين وجنوب إفريقيا وسويسرا وتايوان وهولندا وتركيا وفنزويلا وزامبيا.
وتحتفل بريطانيا بعيد الأم يوم الأحد الأخير من شهر مارس/آذار من كل عام ويعرف بأحد الأمهات، وأما عن الخلفية التاريخية للاحتفال فإنه ليس لها علاقة بالأمهات وتعود قصته إلى القرن السادس عشر وارتبطت بزيارة المسيحيين إلى الكنيسة الأم في عيد الفصح (عيد القيامة).
وفي الماضي كان الموظفون يحصلون على عطلة للعودة إلى مساقط رؤوسهم للصلاة مع أسرهم وخلال طريق العودة كان هؤلاء الموظفون الشباب يحملون الزهور لأمهاتهم.
عيد الأم في الدين
في الإسلام يعتقد بعض العلماء أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا تقليد أعمى للغرب وليس له أصل من الصحة، حيث أن الاهتمام بالأم وبرها طوال العام وفي كل وقت من تعاليم الإسلام، بينما يرى البعض الآخر أن لا ضرر في الاحتفال به، وفي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، يرتبط عيد الأم بقوة مع الصلاة لمريم العذراء.
وفي كثير من البيوت الكاثوليكية، كانت بعض الأسر لديها مرقد استثنائي مكرس لمريم العذراء، وفي العديد من الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية وتقام صلاة خاصة على شرف العذراء مريم.
طريقة الاحتفال بعيد الأم حول العالم
تختلف طُرق الاحتفال بعيد الأم من بلد إلى آخر حول العالم، فعلى سبيل المثال يتمّ الاحتفال به في تايلاند في شهر أغسطس في عيد ميلاد الملكة الحالية للبلاد (سيريكيت)، بينما يتمّ الاحتفال به في إثيوبيا على مدارعدّة أيام في فصل الخريف، وذلك من خلال تجمُّع العائلات، وغناء الأغاني، وتناول الولائم، أمّا في الولايات المُتّحدة الأمريكية فيتمّ إهداء الأمّهات، وغيرهنّ من النساء الهدايا، والورود في هذا اليوم، كما تمنح بعض العائلات الأمّ قسطاً من الراحة، وتساعدها في تدبير شؤون المنزل.
طقوس الاحتفال بعيد الأم
تختلف طقوس الاحتفال بعيد الأم في معظم دول العالم، فكل دولة لديها طريقة تقليدية للاحتفال بهذه المناسبة، ويتم التأكد بهذه الطقوس من أن الأمهات فيه يشعرن بالحب وأنهن يحصلن على الثناء الذي يستحقنه من الأبناء، ومن أبرز هذه الطقوس هي:
وجبة الإفطار: تبدأ طقوس عيد الأم من وجبة الإفطار حيث يُقدم الفطور للأم على السرير، وهي من التقاليد الكلاسيكية ليوم الأم، فذلك يشعرها بمدى أهميتها وأهمية وجودها في هذا الصباح.
الأنشطة العائلية: تجتمع العائلة جميعها في عيد الأم، كوحدة أسرية دون أي ملهيات أخرى، وقد تتنوع أنشطة عيد الأم إلى اللعب معًا، والقراءة والاستمتاع بفيلم مفضل، أو بقضاء الوقت بطهي جماعي متعاون بين أفراد الأسرة.
الحلوى: تُعد الحلوى من الطقوس التي تدل على الترحيب للأم، سواء أكانت كعكة فواكه، أم شوكلاته خاصة في صندوق، وتلك الحلويات هي من أهم طقوس الاحتفال بيوم الأم.