القدس: الاقتحامات المستمرة للأقصى جريمة تستدعي المحاسبة الدولية
قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن اقتحامات المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف اليومية، تشكل حلقة إجرامية من حلقات الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتسارعة في مدينة القدس بشكل خاص وفلسطين المحتلة بشكل عام، ما يستدعي محاسبتها دوليا.
وأكد كنعان، أن السياسة العنصرية التهويدية تكشف عن الوجه الحقيقي لحكومة اليمين الحزبية المتطرفة، التي تستند قيادتها وبرامجها وتحالفاتها على مزاعم صهيونية أسطورية، تتمثل بمحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه وتهويد وأسرلة وعبرنة كل شبر في مدينة القدس العربية الفلسطينية.
وأشار إلى أن المتابع لما يجري من وقائع وأحداث في مدينة القدس، يستشعر تفاقم الخطر الصهيوني المتمثل بزيادة عدد الاقتحامات وتمديد وقتها في ظل اعتماد القوة الوحشية المفرطة في تفريق المعتكفين المسالمين العزل من النساء والشيوخ والشباب داخل المسجد الأقصى، التي مهد لها بحملة إبعادات كثيرة ضد المرابطين والمرابطات.
كنعان: التطرف يجري دون أي اعتبار لحرمة المقدسات
وأضاف، أن هذا التطرف يجري دون أي اعتبار لحرمة المقدسات التي حفظها القانون والقرارات والأعراف الدولية، خاصة في شهر رمضان المبارك الذي وعدت السلطات الإسرائيلية وفي الكثير من اللقاءات والاجتماعات والتصريحات اتجاهها نحو تخفيف التضييق والإجراءات التعسفية فيه، غير أن حكومة الأحزاب الصهيونية وعبر وزيرها ايتمار بن غفير الذي تحول من قائد للاقتحامات وناطق باسم جماعات الهيكل المزعوم إلى مشرع وحام لهذه الاقتحامات التي يتزعمها نيابة عنه يهودا غليك، ترسيخاً لأجندته الحزبية المرفوضة، ومستغلاً ما يجري في الساحة الإسرائيلية الغاضبة على الإصلاحات القضائية لعقد تفاهمات لإرضاء المستوطنين وتحديداً جماعات الهيكل وطلبة المدارس التلمودية، الذين يؤيدون الإصلاحات بهدف إطلاق يدهم وقواتهم الأمنية نحو المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
وقال كنعان، إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تنبه الرأي العام العالمي أن السياسة الإسرائيلية الجارية، تأتي في سياق برنامج فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة ومخططها للقضاء على حرية العبادة في مدينة القدس، بالتزامن مع حملة التشريعات والقوانين العنصرية في الكنيست الإسرائيلي، وفي إطار استغلال الأزمات الدولية والانشغال العالمي بها، اضافة إلى سياسة الكيل بمكيالين التي اعتمدتها القوى العالمية المعنية بخارطة السلام، الأمر الذي يقود المنطقة إلى حرب دينية.
وأوضح أن القدس والأقصى عقيدة راسخة في الضمير وأي محاولة للمساس بها يعني حتمية النضال والدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وموطن الإسراء والمعراج.
وتابع، أن اللجنة الملكية لشؤون القدس ترى أن سباق التهويد الصهيوني لمدينة القدس يزداد خطورة مع تزامن بعض الأعياد اليهودية المزعومة مع أيام شهر رمضان المبارك، واخطرها "عيد الفصح اليهودي" وما يسمى بيوم ذكرى "الكارثة" المعني باحياء المحرقة المزعومة، هذه الأعياد التي تنشر الكراهية والتطرف وتمارس فيها أبشع السلوكيات والجرائم العنصرية ضد الفلسطينيين.
المطالبة بتدخل عاجل لحماية الشعب الفلسطيني
وطالب بتدخل دولي عاجل لحماية الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في الحياة والعبادة وتقرير المصير، مشيرا إلى أن المطلوب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية توحيد الصف والجهود ودعم الصمود والرباط المقدسي من خلال دعم المبادرات والمؤسسات المقدسية بما في ذلك زيادة الاعتكاف والتواجد في المسجد الأقصى المبارك.
واستطرد كنعان "إذا ارادت إسرائيل السلام كما تدعي، فيجب عليها وقف جميع انتهاكاتها بشكل عاجل والالتزام بجميع القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم"، مبينا أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة الوحيدة صاحبة الصلاحية الحصرية لإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك.
وشدد كنعان على أن الأردن شعباً وقيادة هاشمية، سيبقى صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية على عهده تجاه فلسطين والقدس مهما بلغت التضحيات وكان الثمن.