قبل يومه العالمي.. معلومات وأرقام خاصة بمرض التوحد
"قادرون بإختلاف"، شعار أطلقته مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، كمسمى جديد بذوي الإعاقة، الذين يعتبرون جزء لا يتجزأ من مجتمعنا الذي نعيش فيه، فهم خصهم الله بميزة وقدرات خاصة لينيروا العالم ببهجتهم وخفة ظلهم وروحهم الطاهرة التي ليست لها مثيل على الإطلاق.
وغدًا الأحد، يحتفل العالم باليوم العالمى للتوحد، والذى يوافق 2 أبريل كل عام، والذي يهدف لدعم مرضى التوحد، واكتشاف الأطفال المصابين بالتوحد والتوعية بهذا المرض.
ما هو مرض التوحد؟
التوحد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويتميز المصاب بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة.
بالإضافة إلى الميل إلى الأعمال الروتينية، والسلوكيات التكرارية، ومواجهة صعوبات في مجال التواصل البصري والسمعي بشكل تقليدي، ويترتب على عدم فهمه من الآباء والأسر والمجتمع.
أسباب مرض التوحد
من أهم الأسباب التي قد تُؤدي إلى التوحد:
1. اعتلالات وراثية
- اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يُرجح أن لها دورًا في التسبب بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها.
- قد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده مسؤولًا عن عدد من حالات الذاتوية، لكن يبدو في نظرة شمولية أن للجينات بصفة عامة تأثيرًا مركزيًا جدًا بل حاسمًا على اضطراب التوحد، وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيًا، بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي.
2. عوامل بيئية
جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معًا، وقد يكون هذا صحيحًا في حالة التوحدؤ حيث يفحص الباحثون في الآونة الأخيرة احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو التلوث البيئي عاملًا محفزًا لنشوء وظهور مرض التوحد.
3. عوامل أخرى
ثمة عوامل أخرى تخضع للبحث والدراسة في الآونة الأخيرة، تشمل: مشاكل أثناء مخاض الولادة، ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد، ويعتقد بعض الباحثين بأن ضررًا في اللوزة، وهي جزء من الدماغ يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد العوامل لتحفيز ظهور مرض التوحد.
الصعوبات الرئيسية التي يُعاني منها مرضى التوحد
الأطفال المصابون بمرض التوحد يُعانون من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي:
- العلاقات الاجتماعية المتبادلة.
- اللغة.
- السلوك.
عند مرحلة البلوغ يُمكن أن يُصبح جزء من مرضى التوحد، أكثر قدرة واستعدادًا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة، ومن الممكن أن يُظهروا اضطرابات سلوكية أقل من تلك التي تميز مرض التوحد، حتى أن بعضهم ينجح في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبًا من العادي والطبيعي.
في المقابل تستمر لدى آخرين الصعوبات في المهارات اللغوية وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة حتى أن بلوغهم يزيد من مشاكلهم السلوكية سوء، وقسم من الأطفال بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة.
وآخرون منهم يتمتعون بنسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين عاديين، هؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة لكنهم يُعانون من مشاكل في الاتصال في تطبيق أمور تعلموها في حياتهم اليومية وفي التأقلم مع الأوضاع المختلفة.
قسم ضئيل جدًا من الأطفال الذين يُعانون من مرض التوحد هم مثقفون ذاتويّون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة، تتركز بشكل خاص في مجال معين، مثل: الفن، أو الرياضيات أو الموسيقى.
أعراض مرض التوحد
تختلف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض لآخر، لكن حالات مرض التوحد شديدة الخطورة تتميز في غالبية الحالات بعدم القدرة المطلق على التواصل، أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين.
تظهر أعراض التوحد عند أغلب الاطفال في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تمامًا خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يُصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم، أو عدائيين، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة، وفيما يلي نستعرض الأعراض الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الاضطراب:
1. اضطرابات في المهارات الاجتماعية
وتظهر الأعراض على المريض على النحو الآتي:
- لا يستجيب لمناداة اسمه.
- لا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر.
- يبدو أنه لا يسمع محدّثه.
- يُرفض العناق أو ينكمش على نفسه.
- يبدو أنه لا يُدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
- يبدو أنه يُحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه الشخص الخاص به.
2. مشاكل في المهارات اللغوية
في الآتي أهم أعراض صعوبات المهارات اللغوية:
- يبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين.
- يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق.
- يقيم اتصالًا بصريًا حينما يريد شيئًا معين.
- يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، أو يتكلم باستعمال صوت غنائي، أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي.
- لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
- قد يكرر كلمات، أو عبارات، أو مصطلحات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.
3. مشاكل سلوكية
في الآتي أهم أعراض المشاكل السلوكية عند مريض التوحد:
- يُنفذ حركات متكررة، مثل: الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين.
- يُنمّي عادات وطقوسًا يُكررها دائمًا.
- يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات أو في الطقوس.
- يكون دائم الحركة.
- يُصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل: دوران عجل في سيارة لعبة.
- يكون شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، أو للصوت، أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.
أهداف الأمم المتحدة من الاحتفال هذا العام
- عرض المساهمات التي يقدمها المصابون بالتوحد للمجتمع، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه. - العمل على تحفيز قبولهم مجتمعيًا لكي يتاح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في الحياة.
وسيتم تنظيم الحدث هذا العام من قبل إدارة التواصل العالمي التابعة للأمم المتحدة (DGC)، وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (DESA)، بدعم من شركاء المجتمع المدني بما في ذلك شبكة الدعوة الذاتية للتوحد ومشروع التوحد العالمي ومؤسسة سبشلستيرن.
كما من المقرر أن تنظم فعالية عالمية عبر الإنترنت خلال اليوم العالمي، بالتعاون مع إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وبالتنسيق مع معهد التنوع العصبي في سويسرا، وله حاليا فروع في 14 دولة، عبر استضافة مصابين بالتوحد من مراكز متعددة من كافة أنحاء العالم.
وتهدف هذه الاحتفالية لمناقشة كيفية مواصلة تعزيز التحول في مسار التعامل بشأن التنوع العصبي بما يمكن من التغلب على الحواجز، وتحسين أحوال المصابين بالتوحد.
حقائق وأرقام
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن حوالي 1 بالمئة من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص، وتكشف الأرقام أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف، إذ يصيب التوحد 1 من كل 37 طفلا ذكرا، و1 من بين كل 151 طفلة حول العالم.
وتشير تقارير معهد أبحاث التوحد، إلى أن المرض بدأ ينتشر بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث يصاب 60 من كل 10 آلاف طفل في المرحلة العمرية بين 5 -11 سنة، قياسا بما كان معروفا سابقا، وهو 5 من كل 10 آلاف طفل.