مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مسحراتي القدس.. مهمة تراثية تحت ترهيب الإحتلال في رمضان

نشر
الأمصار

يتمسك الشعب الفلسطيني بعاداته وثقافته خاصة مسحراتي القدس الذي له طابعه ومذاقه الخاص في رمضان، كما يتمسك بحقه في أرضه، ورغم بطش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه شعب مُصر على الحياة والنضال، وهي المضايقات التي لم ينج منه حتى مسحراتية القدس.

يعد المسحراتي، من السمات المنتشرة في كثيرة من الدول العربية، ولكن في القدس يكون مسحراتي القدس  له نكهة خاصة مع الأغاني التراثية، والليالي الموسيقية، وأصبح أكثر رموز هذا التقليد الرمضاني مطاردين من سلطات الإحتلال ألإسرائيلي.

مفهوم المسحراتي

مفهوم إسلامي أصيل، ارتبط عند الفلسطينيين بشهر رمضان، حيث يرونه امتداداً لعهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما كان بلال بن رباح، أول مؤذن في التاريخ الإسلامي، يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور، ومنذ ذلك التاريخ أصبح “المسحراتي” مهنة رمضانية أصيلة.

"يلاحقني الاحتلال منذ 12 سنة"، يروي لرصيف22 نضال حجازي (31 عاماً)، 

كشف نضال حجازي مؤسس الأسلوب الحالي للتسحير في القدس ومسحراتي القدس  أنه بدأ عمله بعد أن توفي المسحراتي الذي نشأ على صوته، فقرر، هو وزملاؤه في "فرقة أبناء القدس للدبكة الشعبية" القيام بمهمة التسحير، قسم الفريق المكون من 14 شخصاً  البلدة القديمة إلى ثلاثة مناطق تتجوّل في كل منها فرقة تتكون من مسحراتي يشدو وآخر يحمل الطبلة واثنان يحملان الفوانيس.
 

التزم من يمثل مسحراتي القدس   بزي موحد، هو الزيّ الفلسطيني التقليدي، وقوامه حطة وعقال للرأس وقميص داكن وزناد على البطن وشروال (سروال فضفاض بين الخصر والركبتين)، بملابسهم الجميلة ومصابيحهم التي تنير الأماكن المظلمة في بلدة القدس القديمة، يسيرون ويسير الأطفال خلفهم. حفظ الصغير والكبير ما يقولونه

كيف يبدأ المسحراتي في فلسطين يومه ؟

مع بداية ساعات الفجر الأولى في كل يوم من أيام شهر الصيام الفضيل، وبزي فلسطيني أصيل وعبارات تراثية ودينية من عبق التاريخ، يبدأ المسحراتي نشاطه لإيقاظ المقدسيين في البلدة القديمة من القدس، متجولاً في أحيائها وشوارعها وأزقتها، صادحاً بالموشحات والأناشيد الدينية مع وقع قرع الطبول، ليوقظ النائمين إلى السحور، ويتغنى المسحراتي في فلسطين بالقضايا الوطنية أيضاً.

المسحراتي في القدس يعاني بسبب سلطات الاحتلال

وبالرغم من ذلك يعاني المسحراتيون في مدينة القدس من ضغوط كبيرة، فيتعرضون لبلاغات يومية من المستوطنين، تحت حجة أن قرع الطبول في أوقات الليل يسبب الإزعاج لهم، ما يدفع السلطات الإسرائيلية إلى سجنهم وتغريمهم مالياً في كثير من الأحيان.

وبخاطر الشباب الذين يقومون بدور المسحراتي بأنفسهم؛ نظراً لأنهم يتعرضون إلى الاعتقال، وهنا بات هناك اختلاف في النظرة إلى فكرة “المسحراتي” في القدس عن غيرها من المدن الفلسطينية.

تتعدد أشكال المضايقات التي يتعرّض لها تنقسم بين انتهاكات الجنود الذين يتعمدون تعطيل قيامه بالتسحير بشتى الطرق، بدءاً من توقيفه لعدة ساعات أو اعتقاله لعدة أيام، بتهمة إزعاج الأطفال اليهود، كما يلقى المستوطنون  بالمياه القذرة والأوساخ ويتصلون بالشرطة هاتفياً.

يعتبر المسحراتي أحمد حجاج أكثر من تعرض للإعتقال من الإحتلال والمضايقات التي تبدأ بتحرش الجنود أو المستوطنين به بالأيدي والكلام البذيء، وتمرّ بتوقيع غرامات مالية عليه قدرها بين 450 وألف شيكل (130 و285 دولاراً)، وصولاً إلى اعتقاله لأكثر من يوم.

ما الذي يميز المسحراتي في القدس ؟

يمشون المسحراتيين في القدس على شكل مجموعات مكونة من 4- 5 أفراد، مرددين الأناشيد والموشحات الدينية أثناء سيرهم داخل حارات وأزقة القدس التاريخية والبلدة القديمة.

عيدية المسحراتي

ويتلقى “المسحراتي” ليلة عيد الفطر نوعاً من المكأفاة من أهالي الحي، تُعرف بـ”العيدية”، تعبيراً له عن شكرهم وامتنانهم للدور الذي يؤديه، والذي يعكس حضوره في رمضان نكهة وأجواء خاصة يعشقها المقدسيون.

أبرز مقولة للمسحراتي في القدس

"يا نائم قم اتسحر، وادعو للأقصى يتحرر"، هكذا يصدح مسحراتي القدس منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، بصوته الشجي، أثناء تجوله بعد منتصف الليل في أحياء البلدة القديمة، وحي وادي الجوز في مدينة القدس.