«عين عريك» في فلسطين وطن يتعايش فيه الجميع
يطلق الكثيرون على قرية عين عريك القريبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية لقب «وطن مصغر» يسكنه حوالي ألفي نسمة من المسلمين والمسيحيين، فيها يتعانق الصليب والهلال، والمسجد والكنيسة، وصوت الأذان مع قرع أجراس الكنيسة، وصوت الشيخ الذي يصلي في مسجده مع صوت المطران الذي يصلي في كنيسة.
هذا التعايش الذي مرت عليه مئات السنوات لم يتغير، ينتظر أبناء القرية سبت النور القادم من كنيسة القيامة وبابا نويل الذي يفرحهم بالهدايا، والبيض الملون، ليحتفلوا بالعيد، كما ينتظرون معاً كعك عيد الفطر، وأضحية عيد الأضحى.
مجلس قروي
يحفل سجل القرية بتاريخ طويل من مظاهر التعايش والتسامح، تتجلى في عدة صور أبهاها المجلس القروي الذي يتشكل من مسلمي ومسيحيي القرية، ومركز نسوي عين عريك أيضاً يضم ذات الحجاب وغير المحجبة، بينما تفتح مدرسة البطريركية اللاتينية ذراعيها لتضم بروضتها ومدرستها هذا التنوع الذي يزرع قيم المحبة والإخاء، وفي صورة أخرى للتعايش اعتادت أم حنا أن تذهب لمساعدة أم خليل لتحضير معمول العيد، لمة متبادلة وعشرة متوارثة، جمعتهما من أكثر من 70 عاماً تعبر عن معنى
التسامح الديني الحقيقي.
وقد تعددت قصص المحبة والإخاء، فالشاب العشريني راسم عواد تصادف حفل زفافه مع بداية شهر رمضان، وحفاظاً على التقاليد والعادات المتوارثة أباً عن جد، ولتكتمل فرحته بوجود أصدقائه ومحبيه المسلمين، قرر أن يقدم غداء العرس أسبوعاً، لتكن الجمعة قبل قدوم رمضان موعداً لغداء عرسه، والأحد الذي يليه عقد الخطبة وإكليل الزواج بالكنيسة رغم ما يكلفه من جهد وتعب.
احترام
رئيس مجلس قروي عين عريك باسيل شاهين يقول لـ «البيان»: يعد التعايش بيننا من أهم ما يميز عين عريك، بالإضافة لمكانتها التاريخية والطبيعية التي تمتلكها، وحقيقة نحن ننسى بأن هناك ديانتين في القرية، وأن هذا مسيحي والآخر مسلم، ويضيف نحن في تعايش منذ مئات السنين، لدينا احترام كبير للديانتين، نحرص على الحفاظ على الآثار والمعالم المسيحية والإسلامية بشكل كبير، ففي حال كان هناك مشروع ترميم كنيسة نرى ابن القرية المسلم قبل المسيحي يتطوع في المشروع، وكذلك الأمر بالنسبة لابن القرية المسيحي.