بعد ظهوره في مسلسل عملة نادرة...
مسلسل عملة نادرة يسلط الضوء على السحر كموروث ثقافي في قرى صعيد مصر
خلال أحداث مسلسل "عملة نادرة" بطولة نيللي كريم، والذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، قررت نادرة " نيللي كريم" أن تستعين بمن يعمل أعمال السحر لمسعود "أحمد عيد"، فاتصلت بسلفتها إسراء "مريم الخشت" وطلبت منها "أتر" لمسعود، وفهمت إسراء أنها تريد أن تقوم بأعمال السحر لمسعود، ولكنها وافقتها وأحضرت لها شيئا من "أتره"، وأتى جاسر بالشيخ المعني بتلك الأعمال وأعطاه زجاجة يشرب منها مسعود حتى يتم السحر.
وبحسب كتاب "تاريخ ما قبل التاريخ" تأليف عبدالله حسين، فأن الأثري المصري محرم كمال، أمين المتحف المصري الأسبق يرى أن ما ندعوه الآن بالسحر قد ورثناه عن المصريين القدماء فقد اشتهرت مصر في قديم الزمان بالسحر، وإلى الآن لا تعدم قرية من قرانا ساحرًا تضفي عليه خيراتها وتضع فيه ثقتها، ويستمتع فيها بالنفوذ والثقة اللذين كان ينعم بهما سحرة العصور القديمة.
كان المصري القديم يلجأ إلى الساحر إذا أراد التخلص من عدوه، وتخبرنا النصوص بأن الساحر كان يعذب هذا الشخص بما يطلقه عليه من أحلام مزعجة وأشباح مرعبة وأصوات مستغربة، بل إن الساحر كان يسلط عليه الأمراض فتنهك قواه وتهد بدنه. وكان الساحر قادرًا على أن يجعل النساء يتركن أزواجهن ويتعلقن بأذيال من يريده هو من رجال وإن كانوا موضع كرههن من قبل. وكان الساحر يطلب في مثل هذه الأحوال؛ لكي ينجح عمله أن يؤتى له بقليل من دم الشخص المطلوب أو قلامة من أظافره، أو خصلة من شعره أو قطعة قماش من ثياب يكون قد لبسها؛ فإذا حصل على ما طلب، صنع تمثالًا من الشمع بشكل الشخص المطلوب (العمل له)، ووضع في التمثال أو استعمل في صنعه الأشياء التي أخذها، فإذا تم له ذلك ألبس التمثال ملابس كالتي يرتديها الشخص نفسه حتى يشبهه تمام المشابهة، ثم يجري عليه طائفة من الأعمال السحرية، فكان إذ دق مسمارًا في التمثال أصيب الشخص بمرض، وإذا قرب التمثال من النار أصابت الشخص حمى خبيثة، وإذا طعن التمثال بسكين قُتل الشخص أو جُرح. ويظل الساحر يزاول أعماله حتى يقضي على الشخص الذي يريده! وقد ورد في النصوص أن هذا النوع من السحر قد استعمل ضد الملك رمسيس الثالث، ولكنه اكتشف الأمر وقبض على هؤلاء السحرة، وصادر ما وجده لديهم من تماثيل الشمع التي صُنعت بشكله، كما أوردته ورقة «هاريس» البردية السحرية وورقة «تورين» البردية القضائية. أفليس هذا النوع من السحر، وعمل التماثيل من الشمع أو الطين، ووخزها بالإبر والدبابيس هو الذي يستعمله الدجالون في القرى والأقاليم الآن؟