تأكيد على وحدته ودعوة لوقف التصعيد.. كواليس اجتماع الجامعة العربية بخصوص السودان
شهدت القاهرة الاجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان، بعد أن أطلقت كل من مصر والسعودية دعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية بشأن السودان على مستوى المندوبين الدائمين، الأحد لبحث الوضع فى السودان، حسبما صرح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي
وكان قد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن عميق القلق والانزعاج إزاء العمليات القتالية الدائرة حالياً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى العاصمة الخرطوم ومناطق آخري؛ معرباً عن صدمته وشجبه للجوء إلى السلاح والاقتتال بين الأخوة بهذا الشكل وفى نهار شهر رمضان الكريم.
وأكد الأمين العام للجامعة على مسؤولية الأطراف المتحاربة فى الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين فى مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلى ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فورى، وأضاف أن الأمانة العامة على استعداد للتدخل مع الـطراف لتحقيق ذلك.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس السبت اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، لبحث أخر المستجدات فى الساحة السودانية التى تشهد نزاعا مسلحا بين قوات الدعم السريع تحت قيادة الفريق حميدتى ونظيرتها فى الجيش السودانى تحت قيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
قال السفير الصادق عمر عبد الله مندوب السودان الدائم بالانابة، خلال الإجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان، اليوم: في البداية تمت الاشارة إلى أن الدعم السريع هو الذي بدأ الهجوم علي مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في القيادة العامة للجيش في التاسعة من صباح أمس، علما بأنه كان هناك اجتماعا مقررا له مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في ذات اليوم.
وأضاف في الإجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان، هذا وقام الجيش السوداني بتحركات لدحر الهجوم وطرد الدعم السريع الذي انتشر بكثافة في المقار والمؤسسات الحكومة كالإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري ومطار الخرطوم، معتمدين علي عنصر المباغتة لكن القوات المسلحة السودانية كانت لهم بالمرصاد.
وتابع: تمكنت القوات المسلحة من إلحاق خسائر فادحة بالمتمردين وما تزال تمشط بعض المناطق والجيوب علما بأن أعدادا كبيرة من المتمردين استسلموا أو هربوا الى الولايات المجاورة للخرطوم.
وأوضح: قامت الحكومة بحل مليشيا الدعم السريع وأعلنت أنه قوة متمردة يتم التعامل معها علي هذا الأساس، على حد تعبيره.
وتابع: فشلت كل الوساطات الوطنية والاقليمية والدولية في اقناع الدعم السريع المحلول بالإندماج في الجيش الوطني حسب نص الإتفاق الإطاري.
كما أوضح أن الجيش السوداني يعتمد الأن استراتيجية قتالية تهدف إلى تقليل الخسائر وسط المدنيين والمرافق الحكومية والممتلكات الخاصة إلى حدها الأدنى لذلك يلاحظ أن إنهاء التمرد وطرده من المواقع التي سيطر عليها أو يحتمي بها أخذ وقتا أطول.
وأكد أنه يجب على الجميع الأن التأكيد على أن ما يحدث في السودان شأن داخلي غير ان جهود الدول العربية مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد. وطالب بالتوصية بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم بعيدا عن التدخلات الدولية.
كلمة مصر
قال السفير محمد عرفي، مندوب مصر بجامعة الدول العربية، في الإجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان، إن «مصر لم تتوانَ عن تقديم كل سبل الدعم للسودان الشقيق في كل المجالات؛ سعيًا لتمكين مؤسسات الحكم الانتقالي من اجتياز المرحلة الحساسة في تاريخه».
وأضاف خلال كلمة أمام الإجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان، ضمن الاجتماع العاجل بمجلس الجامعة العربية لبحث مستجدات الأوضاع في السودان، اليوم الأحد، أن مصر أبدت استعدادًا كاملًا لنقل الخبرات وبناء الشراكات المفيدة للدولتين، مؤكدًا أن «كل الأطراف السودانية التزمت بتلك التطورات وعززت من مصداقيتهم؛ تحقيقًا لتطلعات الشعب السوداني».
ونوه أن «كل ذلك أصبح مهددًا نتيجة الأزمة الراهنة»، مضيفًا: «تتحسب مصر من خطورة أن يؤدي ذلك إلى إهدار ثمار التضحيات التي قدمها الشعب السوداني من أجل الحرية والتقدم والازدهار، والتي ظلت وتظل مصر ساندة وداعمة له باعتبار السودان العمق الاستراتيجي الطبيعي لمصر».
ولفت إلى أن «مصر ستظل داعمة للسودان؛ سعيًا لتحقيق التكامل المنشود بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية، استنادًا لواقع تاريخي وجغرافي، أثبت بما لا يدع مجالًا للشك - وبالرغم من أي اختلافات في وجهات النظر حول بعض الأمور - أن مصلحة مصر لا تفترق عن مصلحة السودان، وأن مصلحة السودان تكمن في مصلحة مصر، وأن مصير أبناء وادي النيل مشترك نابع من ماض متشابك».
وذكر أن «مصر أكدت ومازالت تؤكد التزامها الأصيل بدعم واستقرار السودان ووحدة أراضيه، وتؤكد على أهمية عدم تدخل أطراف خارجية في الشأن الداخلي السوداني، وتعرب عن تأييدها المتواصل للنموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين في المرحلة الانتقالية، ووضع الأسس الصلبة لبناء نظام ديمقراطي راسخ ومستقر».
وأوضح أن «مصر تؤكد على أهمية تسوية الأطراف السودانية النقاط الخلافية، ووضع الحلول السليمة والواجبة التنفيذ للخروج من الأزمة الحالية وضمان عدم تكرارها»، مؤكدًا أن «مصر ستتابع عن قرب وبشكل مستمر تطورات الأزمة الراهنة، وستعمل على تكثيف الاتصالات الثنائية والإقليمية اللازمة».
بيان الجامعة العربية
انتهي الإجتماع الطارئ بالجامعة العربية بخصوص السودان الذي عقد على مستوى المندوبين الدائمين دورة غير عادية، اليوم الأحد، برئاسة مصر، لمناقشة التطورات بالسودان، وذلك بناءً على طلب مصر والسعودية، حيث أكد المجلس على مايلي:
1- الاعراب عن الأسف الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات الأخيرة، والتقدم بخالص العزاء لذوي الضحايا والشعب السوداني بأكمله.
2- المطالبة بضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته.
3- التأكيد على أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية، والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد الهام.
4- التحذير من خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً، مما يحتم على كافة الأطراف إعلاء مصلحة السودان، دولة وشعباً، عبر ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل سوياً على تهدئة الأوضاع تفادياً لتفاقمها ومنعاً لتدهورها.
5- التأكيد على استعداد جامعة الدول العربية لبذل كافة المساعي من أجل معاونة السودان على إنهاء هذه الأزمة بشكل قابل للاستدامة، وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني الشقيق.
6- العمل على المتابعة الحثيثة بشكل مستمر لتطورات الأزمة الراهنة وتكثيف الاتصالات العربية اللازمة لتحقيق ما تقدم، والدعوة لإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في السودان.
7- دعوة مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم إلى التنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع السلطات والأطراف والمكونات السودانية وتقديم الدعم اللازم للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع في السودان، والتنسيق مع الأمانة العامة والدولة الرئيس للمجلس على المستوى الوزاري في هذا الشأن.
8- الطلب من الأمين العام اتخاذ ما يلزم لتنفيذ ما ورد في هذا البيان رقم ٢٥٢.