صلاة التراويح بأفريقيا.. طقوس مُتفردة ومظاهر احتفالية عارمة
تتهافت قلوب المسلمين شوقًا حول العالم، تلهُفًا وترقُبًا لقدوم شهر رمضان المُعظم خاصة صلاة التراويح بأفريقيا، وفي غضون ذلك يتسم الشهر الكريم، بطابعٍ خاص ومميز على الأراضي الأفريقية، التي يمتزج بها الكثير من الطقوس والعادات المرتبطة بآداء الفرائض، ولا ينفصم عن ذلك صلاة التراويح التي تشهد نحوها إقبالًا منقطع النظير.
خلال السطور التالية، نُسلط الضوء على أبرز المظاهر الاحتفالية المرتبطة بشهر رمضان المُعظم، بما في ذلك صلاة التراويح بداخل أرجاء القارة السمراء.
جنوب أفريقيا:
تُعد جنوب أفريقيا واحدة من أكثر الدول الإفريقية التي يتجلى فيها الاختلاف العرقي الملحوظ بين جنسيات مختلفة، أبرزها الهنود والماليزيون والإندونيسيون والأفارقة، ما ينعكس بالإيجاب على طقوس شهر رمضان الكريم هناك، حيث تتنوع فيه مظاهر الاحتفال خاصة في صلاة التراويح بأفريقيا.
ومن المعروف أن جنوب أفريقيا تتألف من نحو 500 مسجد، و408 معاهد تعليمية بما فيها الكليات ومدارس خاصة الإسلامية ومراكز التدريب الديني، وكليات العلوم الإسلامية، فضلا عن الكثير من الجامعات التي تدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في مقرراتها الأكاديمية.
وعلى مدار الشهر الكريم، تشهد جنوب أفريقيا، بثًا متواصلًا لصلاة التراويح بشكلٍ يومي على الهواء مباشرة في كل المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة، كما تبدأ الكثير من الجمعيات الخيرية عملها الإنساني قبل رمضان في سبيل مساعدة فقراء المسلمين على استقبال الشهر الفضيل وهم في أفضل حال، كما ينشط المسلمون هناك بشكل فردي في إعداد وجبات الإفطار وحقائب رمضان وتوزيعها على الفقراء.
كما تشهد المساجد هناك في الشهر الكريم تدافعًا من أعداد كبيرة من الرجال لأداء صلاة التراويح وهي مميزة في تقاليد وعادات صلاة التراويح بأفريقيا، بينما اعتادت النساء هناك على أداء صلاة التراويح في المنازل، ومن الأنشطة المعهودة لمسلمي جنوب إفريقيا في شهر رمضان الكريم زيارة المقابر وتلاوة القرآن الكريم وأدعية الترحم على الموتى بها.
بوركينا فاسو:
فيما تشهد مدن وقرى بوركينا فاسو نشاطاً كبيراً بالتزامن مع حلول شهر رمضان؛ استعداداً لاستقباله خير استغلال، ويظهر اهتمام البوركينيين برمضان في أكثر من جانب؛ فيحرصون على جمع نفقات الشهر، وشراء الاحتياجات من المأكولات، والمواد الغذائية الرئيسة، كما تحتوي موائد الإفطار البوركينية على التمور، والأرز، واللحم، والعصيدة، والإدام، مع بعض المشروبات المحلية التي تُصنع من دقيق الحبوب، والدخن المخلوط بالزنجبيل والمحلى بالسكر، ويسمى باللغة المحلية «جولا».
وبعيدًا عن ذلك، يهتم البوركينيون بتنظيف المساجد أثناء الشهر المُعظم، وتجديد محتوياتها من الحصر والسجاد، وإعداد ساحات المساجد الصغيرة وتهيئتها للصلوات؛ لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتدفقة نحو آداء صلاة التراويح.
غينيا:
انتقالًا إلى غرب القارة الأفريقية، على وجه التحديد في غينيا كوناكري نجد أن صلاة التراويح بأفريقيا لها طابع خاص، التي تطل على المحيط الأطلسي، تُقدّر هناك نسبة المسلمين بـ%90، وقبل حلول شهر رمضان، يتبادل الأقارب والأهالي هناك الهدايا فيما بينهم، خاصة بين الأصهار، وهناك بعض الجمعيات الخيرية تنظّم نفسها لهذا الشأن طيلة السنة؛ لبذل المعونة لأهل القرى في شهر رمضان المبارك، كما تُغلَق المراقص والملاهي قبل حلول الشهر، تعظيماً لشأن رمضان واستعداداً له.
ويتأهب مسلمو غينيا، لاستقبال الشهر، من خلال نشر الوعظ والإرشاد والفتوى وتوجيه المسلمين بشكل مباشر أو عبر الإذاعة ووسائل التواصل الحديثة، يذكّرونهم بفضائل الشهر، ويبيّنون لهم كيف كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم مع رمضان، وهناك يحرص الغالبية العظمى من المسلمين على الإفطار الجماعي بالمساجد، التي تشهد تكدسًا من المصلين خصوصًا في صلاة التراويح، كما يتهادى الأهالي، على حافة الطرق أو في السيارات، حاملين بجعبتهم الهدايا إلى معارفهم وأصدقائهم.
غانا:
أما في دولة غانا، يستقبل المسلومن شهر رمضان بتجديد وتجميل المساجد في جميع أنحاء البلاد ، ويشتري الناس إمداداتهم الغذائية في الأسابيع التي تسبق الشهر الكريم، فرمضان بالنسبة لهم هو تمرين ديني يمنحنهم الفرصة لتحقيق أحد أركان الإسلام لبناء الانضباط الذاتي.
وهناك في جميع أرجاء غانا، يحرص المسلمون بشدة على التدافع نحو صلاة التراويح في المساجد، وبعدها يعمدون إلى الاستماع لتفسير القرآن الكريم، كما يُكثرون من العبادات الأخرى مثل النوافل والأذكار، وتعتبر واحد من المزاهر المميزة في صلاة التراويح بأفريقيا.
كينيا، ويُشكل المسلمون نسبة %35 من تعداد سكان البلد المسيحي، وينتشرون في مختلف أنحاء البلاد، ولا سيما في القطاع الساحلي في مُدن باتا ومالندي ومومباسا، كما يعيش مسلمون في مناطق الداخل بالعاصمة نيروبي، والمناطق الحدودية بين الصومال وكينيا.
كينيا:
لم يختلف الحال كثيرًا بالانتقال إلى نيروبي عاصمة كينيا، فهناك يستقبل المسلمون شهر الرحمة والمغفرة بمظاهر احتفالية صاخبة، كما يحرصون على تحقيق التكافل الاجتماعي والتكاتف فيما بينهم في رمضان؛ فيتفقد الجار جاره؛ ليعرف حاله وإذا ما كان يتيسر له الإفطار والسحور، وإذا علم أن جاره غير ميسور، على الفور يقوم بتوفير الإعانة اللازمة له.
ومن الأمور اللافتة، صلاة التراويح التي يحرص مسلمو كينيا على آدائها بشكلٍ دؤوب بداخل المساجد الكبرى هناك، وبعد ذلك تنطلق أصوات الأناشيد الدينية التي تجذب إليها القلوب وتطرب لها الآذان، علاوةً على ذلك، يتبوأ السحور مكانةً كبيرة هناك مع ارتباطه بعادات عديدة، من بينها يتم إيقاظ الناس للسحور من خلال إيقاعات الطبول، وضرب الدفوف، ويتجول المسحراتية في أحياء البلدان هناك، لإيقاظ الناس لتناول سحورهم.