شلل اقتصادي بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع
أصيبت عديد من المناطق في السودان بحالة من الشلل شبه التام على أثر التطورات العسكرية الراهنة خلال الأيام الماضية، حتى أن الخبير السوداني، محمد الناير، قد أشار في هذا السياق إلى تعطل عمل كثير من الموظفين ممن لم يتمكنوا من الذهب إلى أعمالهم (في أواخر شهر رمضان منذ اندلاع الصراع)، أضف إلى ذلك الصعوبات التي يواجهها السودانيون في تأمين حاجاتهم الأساسية، بالنظر إلى الاضطرابات التي تشهدها الأسواق تحت وطأة الصراع الحالي.
أفقد الصراع السودانيين موسماً احتفالياً كان يتم الاستعداد له مبكراً بشراء حاجيات العيد والملابس الجديدة وغيرها من العادات الشعبية التي تعرفها الأمة الإسلامية في مثل هذه المناسبة كل عام.
يشهد كثير من السودانيون العيد بأوضاع إنسانية متفاقمة. وتشير أحدث التقاير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى إن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء السودان وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهناك حاجة لتقديم أكثر من1.7 مليار دولار لتقديم المساعد الإنسانية والحماية إلى12.5 مليون شخص من الأكثر ضعفاً بالبلاد.
كما يشير التقرير إلى أن ثمة مخاطر أربعة رئيسية تهدد السودان، هي الأكثر أهمية في 2023 وهي: (الصراع، والكوارث الطبيعية، وتفشي الأمراض، والتدهور الاقتصادي).
الخبير الاقتصادي رصد أيضاً جانباً آخر من الصعوبات المعيشية الحالية، من بينها تضرر الخدمات إلى حد كبير، بما في ذلك إشكالية انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وغيرها من المشاكل التي تضاف إلى قائمة طويلة من الصعوبات التي يُواجهها الشعب السوداني تحت وطأة الصراع وفي ظل المشكلات الأساسية التي كان يعاني منها منذ مرحلة ما قبل الأزمة الحالية، وبشكل خاص فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية الضاغطة.
أخبار أخرى..
عدد من الدول تجلي رعاياها بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع
وضعت عدد من الدول الغربية والأسيوية طائراتها العسكرية في حالة تأهب، تمهيدا لعمليات إجلاء رعاياها من البلاد التي تشهد قتالا منذ أسبوع.
الحرية والتغيير ترفض الوساطة الإسرائيلية في اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع
أكد رئيس الحزب الناصري، والقيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، ساطع حاج، رفضه لما قيل عن وساطة إسرائيلية لحل الأزمة بين الأطراف السودانية.
وأوضح رئيس الحزب الناصري، أن ما قيل بشأن وساطة إسرائيلية ودخول لإسرائيل على خط الأزمة أمر مرفوض من معظم فئات الشعب السوداني وأطيافه المختلفة، وغير مرحب به إطلاقا.
وأضاف أن إسرائيل “دولة عنصرية تعسفية تقوم على قمع الآخر وإقصائه، وعلى العنف، ولديها من المشكلات التي عجزت عن حلها على مدى سبعين عاما، فنحن لسنا بحاجة إلى مشورة دولة تقوم على الاغتصاب وخبرة مريضة مثل هذه”.
أخبار أخرى..
لليوم السادس على التوالي.. استمرار اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع
يستمر إطلاق النار ودوي الانفجارات اليوم (الخميس) في اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع، عشية عيد الفطر في الخرطوم بينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش وقوات الدعم السريع في نزاعهما على السلطة في السودان.
وفي المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، تهرع العائلات إلى الطرق للفرار من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، التي أودت بحياة أكثر من 270 مدنياً منذ السبت وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب بسبب اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، في اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع تستمر الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشياً لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات للتر الواحد في أحد أفقر بلدان العالم.
وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة لقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد الفعلي للسودان منذ الانقلاب الذي قاده الرجلان في 2021.
وكان عليهم خصوصاً التقدم في مسيرهم في اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب أخطر المناطق التي يمكن رصدها من بعيد من أعمدة الدخان الأسود الكثيفة.
ومنذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين، إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبساً للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة.
ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق.
وسيجتمع من جديد الخميس، مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى للدعوة إلى وقف لإطلاق النار، بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر الجمعة أو السبت.
في الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعلياً على المؤسسات الرئيسية في البلاد.
ويطلق كل من الجانبين إعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق مما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية لأن الخطر قائم.
وذكر أطباء شهود عن اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع أن سلاح الجو، الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحياناً.
وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام «توقف عن الخدمة سبعون في المائة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال»، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها، وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.
لم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات «النهب والهجمات» على مخزونها وموظفيها، وتدين «العنف الجنسي ضد العاملين في المجال الإنساني».
وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جداراً أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.
ويأتي ذلك بينما لم ينس السودانيون المعارك والفظائع، التي كلفت الرئيس المستبد السابق عمر البشير الذي أطيح في 2019. مذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» و«إبادة جماعية» في دارفور.
وتضم قوات الدعم السريع، التي أنشئت في 2013 آلافاً من الجنجويد السابقين والمسلحين العرب جندهم عمر البشير لخوض هذه الحرب.
ووسط هذه الفوضى العارمة، تمكنت مصر من إجلاء 177 من جنودها الذين أسرتهم قوات الدعم السريع أثناء مشاركتهم في تدريبات مع الجيش في قاعدة عسكرية في شمال السودان.
وقد غادروا السودان مساء الأربعاء في «أربع طائرات عسكرية مصرية»، بحسب الجيش السوداني. ولم يؤكد الجيش المصري مساء الخميس رحيلهم أو وصولهم.