بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.. كيف أجلت دول العالم رعاياها من السودان؟
لا تزال تتوافد الطائرات إلى السودان لإجلاء مواطنيها من السودان مع الاندلاع المفاجئ للقتال واشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع؛ مما تسبب في تقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة.
وتجري العديد من جهود الإجلاء جوا، كما تُجرى أخرى عبر بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والواقعة على بعد نحو 650 كيلومترا شمال شرقي الخرطوم.
وفي ما يلي أهم الدول التي تقوم بعمليات إجلاء من السودان:
الولايات المتحدة
أجلت قوات خاصة أميركية رعاياها من الموظفين الحكوميين وعائلاتهم، إلى جانب عدد قليل من الدبلوماسيين من بلدان أخرى، باستخدام طائرات مروحية أقلعت من قاعدة في جيبوتي وتزودت بالوقود في إثيوبيا بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
ولا تعتزم واشنطن تنسيق إجلاء مزيد من المواطنين الأميركيين من السودان، لكنها تدرس خيارات لمساعدتهم على المغادرة.
نفت الخارجية الأمريكية صحة ما ورد في بيان قوات الدعم السريع حول تنسيق واشنطن معها لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين عن السودان، أو مشاركة هذه القوات في عملية الإجلاء.
وكانت قوات الدعم السريع في السودان قد أعلنت الأحد أنها قدّمت المساعدة لقوات أمريكية عملت على إجلاء موظفي سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم.
كندا
أعلنت الحكومة الكندية، الأحد، تعليق النشاط الدبلوماسي في السودان “بشكل مؤقت”، مؤكدا أن بعثتها ستعمل من مكان آمن خارج البلاد.
وقالت الحكومة الفيدرالية، في بيان، إن “الوضع في السودان تدهور بسرعة، مما يجعل من المستحيل الحفاظ على سلامة وأمن موظفينا في الخرطوم”، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة الكندية بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
وأضاف أن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون “من موقع آمن خارج البلاد.. لدعم الكنديين الموجودين في البلاد”.
وذكر البيان أن “السفارة الكندية ستستأنف أنشطتها في الخرطوم، بمجرد أن يسمح لنا الوضع في السودان بضمان الخدمة المناسبة وسلامة وأمن موظفينا”.
الاتحاد الأوروبي
أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، إجلاء وفد الاتحاد الأوروبي عن العاصمة السودانية الخرطوم الأحد.
وقال بوريل إن سفير الاتحاد الأوروبي، أيدان أوهارا، الذي تعرض لهجوم في وقت سابق من الأسبوع سيواصل العمل في السودان.
وأضاف بوريل في تغريدة على “تويتر” أنه مرتاح لأن عملية الإجلاء تمضي قدما بدعم من الخدمة الدبلوماسية الفرنسية والجيش الفرنسي وجيبوتي.
وتابع قائلا: “ما زلنا ملتزمين بإسكات البنادق ومساعدة جميع المدنيين الذين بقوا في الخلف”.
وحث بوريل كلا من قادة الفصائل العسكرية المتناحرة في السودان، على إعلان وقف لإطلاق النار.
وذكر بوريل أنه تحدث إلى الرئيس الفعلي قائد الجيش في السودان عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع.
كما قال إنه شدد في محادثاته على الحاجة إلى حماية المدنيين في السودان حيث تدور معارك عنيفة هناك منذ أكثر من أسبوع.
كما دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى توفير ضمانات لعملية إجلاء آمن لمواطني الاتحاد الأوروبي من السودان.
بريطانيا
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس الأحد إن القوات المسلحة البريطانية نفذت عملية “إجلاء معقدة وسريعة” لجميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان.
وحثت وزارة الخارجية البريطانية على احتماء الرعايا في منازلهم وإبلاغها بمكان وجودهم. في حين قال وزير الدفاع البريطاني إن القوات البريطانية نفذت العملية بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
فرنسا
أفادت السلطات في فرنسا بأن طائرة فرنسية تقل نحو 100 شخص غادرت الخرطوم أمس الأحد متوجهة إلى جيبوتي، وإن طائرة أخرى تحمل عددا مماثلا تستعد للإقلاع، مشيرة إلى استئناف العمليات اليوم الاثنين.
كما نقلت الطائرة وفد الاتحاد الأوروبي في الخرطوم وعددا من أبناء الجنسيات الأخرى بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
ألمانيا
قالت ألمانيا إن طائرة عسكرية هبطت في الخرطوم حيث بدأت عملية إجلاء لنحو 200 ألماني من السودان، وأضافت أن إجلاءهم وإجلاء رعايا دول أخرى “سيستغرق بعض الوقت”.
إيطاليا
قالت إيطاليا إنها بدأت إجلاء مواطنيها من السودان مساء الأحد مع مواطنين من سويسرا والفاتيكان وبلدان أوروبية أخرى بعد اشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع.
وذكر وزير الخارجية الإيطالي أنه سيجري إجلاء نحو 140 إيطاليا من السودان، فضلا عن نحو 60 شخصا من بلدان أخرى.
روسيا
قال السفير الروسي في الخرطوم لوسائل إعلام روسية إن 140 من أصل 300 مواطن روسي تقريبا في السودان أعلنوا أنهم يريدون الرحيل.
وأضاف أنه تم وضع خطط للإجلاء، لكن ما زال من المستحيل تنفيذها لأنها تشمل اجتياز جبهات قتال. وأشار إلى أن هناك نحو 15 شخصا -بينهم امرأة وطفل- عالقين في كنيسة أرثوذكسية روسية على مقربة من قتال عنيف في الخرطوم.
الدول العربية
قالت مصر إنها أجلت 436 من مواطنيها البالغ عددهم نحو 10 آلاف في السودان، مشيرة إلى أن أحد دبلوماسييها أُصيب بطلق ناري، دون الخوض في تفاصيل.
أما السعودية، فقد أجلت السبت الماضي 91 سعوديا ونحو 66 شخصا من دول أخرى من بورتسودان على متن سفينة حربية إلى جدة عبر البحر الأحمر.
وقالت الكويت إن جميع المواطنين الراغبين في العودة إلى ديارهم وصلوا إلى جدة.
وقال الأردن إن 4 طائرات تقل 343 شخصا -بينهم أردنيون ومقيمون في الأراضي الفلسطينية والعراق وسوريا وألمانيا- غادرت السودان.
كشف مواطنون أردنيون تم إجلاؤهم من السودان ما رأوه من مشاهدات خلال الأيام الماضية منذ بدء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، السبت الماضي.
وأفاد أحد الأردنيين العائدين للعربية/الحدث، بأنهم رأوا جثثاً تملأ الشوارع، معظمها في العاصمة الخرطوم، مثل شارع المطار وشارع عبيد ختم والستين.
وأضاف أن الرصاص كان يطير فوق رؤوس المدنيين، مشيراً إلى أنهم كانوا يضطرون في بعض الأحيان للمبيت خارج منازلهم في أماكن أكثر أمناً.
كذلك أوضح أن الطريق من الخرطوم إلى بورتسودان حيث يتم إجلاء المقيمين، خطير جداً ومليء بالمصاعب.
وأشار إلى وجود العديد من الآليات العسكرية التابعة للجيش والدعم السريع على طول الطريق لبورتسودان.
وعن عمليات النهب والسرقة، بيّن أنهم عناصر تلبس ملابس عسكرية ولا يمكن تمييز من أي طرف هم أو جهة يتبعون.
وكان الأردن أعلن أمس أن أربع طائرات تقل 343 شخصاً بينهم أردنيون ومقيمون في الأراضي الفلسطينية والعراق وسوريا وألمانيا غادرت السودان.
وفي وقت سابق اليوم، أقلعت أربع طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني متجهة إلى السودان لإجلاء مواطنين أردنيين وعدد من الجنسيات الأخرى بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.
وذكرت الوزارة أنه تمت تلبية طلبات تلقتها من فلسطينيين وسوريين فضلا عن ألمانيين اثنين.
وبدأ العديد من الدول إجلاء رعاياها من السودان، حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم إعلان الطرفين هدنة خلال أيام العيد.
من جهتها، قالت السفارة الليبية في الخرطوم إن 83 ليبيا -بينهم دبلوماسيون وأسرهم وطلاب وموظفون في شركات طيران وبنوك- وصلوا إلى بورتسودان ليسافروا منها إلى وطنهم.
أما تونس، فقالت إنها ستبدأ إجلاء مواطنيها اليوم الاثنين من الخرطوم. بينما تعمل الحكومة اللبنانية على إجلاء 51 مواطنا من بورتسودان.
دول أخرى
وقالت الهند إنها أرسلت سفينة تابعة للقوات البحرية إلى بورتسودان، وطائرتين عسكريتين إلى جدة في إطار استعداداتها، ونصحت مواطنيها بتفادي المخاطر غير الضرورية.
من جهتها، أفادت السلطات في كوريا الجنوبية الجمعة الماضي بأنها سترسل طائرة عسكرية لإجلاء 25 من مواطنيها في السودان.