ليلة فرار المساجين.. أسرار اقتحام سجن كوبر بالخرطوم والهدى
لم يهنأ السودانيين بالفرح بخبر الهدنة بين الطرفين المتحاربين بالخرطوم حتى استيقظوا على كابوس اقتحام سجن كوبر بالخرطوم بحري وسجون أخرى ، والذي يعد من أخطر السجون في السودان، إذ أن قادة التنظيمات الإسلامية وعلى رأسهم الرئيس السابق عمر البشير ونائباه علي عثمان وبكري حسن صالح يقبعان بداخله.
وكانت صحيفة السوداني، ذكرت أمس السبت، أن 5 نزلاء بـ سجن كوبر قتلوا إثر إصابتهم "بمقذوفات" داخل محبسهم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن السجناء المصابين نزفوا داخل زنازينهم حتى الموت.
ما أهمية سجن كوبر؟
يعد سجن كوبر بالخرطوم من أقدم السجون في السودان. حيث يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1903، حيث شيده الإنجليز في فترة احتلالهم للبلاد، وأطلق عليه اسم كوبر نسبة للجنرال الإنجليزي كوبر الذي تولى مهام إدارة السجن، ومنذ تأسيسه كان يتبع للحكومة الاتحادية، وفي العهد البريطاني كان مدير السجن يعرف بالحكمدار.
بعد الاستقلال تولى إدارة السجن أول مدير سوداني الحكمدار مصطفى سعيد في الفترة من 1935 إلى 1954 ثم تغير اسم الحكمدار إلى عميد السجن، وتبلغ مساحة السجن 5 آلاف متر مربع وتم تصميم سجن كوبر بالخرطوم على شكل هندسي يحاكي سجون بريطانيا.
يقع سجن كوبر بالخرطوم في مدينة بحري في حي كوبر بالقرب من النيل الأزرق، يضم 14 قسماً، من بينها قسم مخصص للمدانين بأحكام إعدام، وثانٍ لأصحاب السوابق، وثالث لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، ورابع للمعتقلين السياسيين.
يضم سجن كوبر بالخرطوم الرئيس السابق عمر البشير وعدد من قيادات نظامه، وتعرض قبل أيام لقصف مدفعي ما أدى إلى مقتل 5 سجناء في حينه.
نقل مراسل RT عن مصادر مطلعة بعد اقتحام سجن كوبر بالخرطوم أن الرئيس السوداني المعزول عمر البشير يتلقى الرعاية الطبية حاليا بأحد مستشفيات العاصمة الخرطوم، وذلك بعد الأنباء عن فرار عشرات السجناء من سجن “كوبر”.
وأشار المراسل إلى التحقق من وجود البشير تحت الرعاية الطبية في أعقاب تداول أنباء كثيفة عن فرار العشرات من السجناء من ذات السجن الذي يُحتجز فيه ورموز دولته في الخرطوم بحري.
وكانت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، أظهرت سجناء يغادرون سجن "كوبر" بعد إطلاق سراحهم من قبل السلطات وسط الصراع الدائر في السودان.
وتم وضع البشير في سجن"كوبر" عام 2019، وقالت مصادر إن الرئيس السوداني السابق نُقل إلى مستشفى قبل عام بسبب مشاكل صحية.
كما اتهم الجيش السوداني عناصر الدعم السريع بمهاجمة أكبر سجون السودان "سجن الهدي" وإطلاق سراح عدد كبير من النزلاء فيه، وتحدثت العديد من التقارير الإعلامية عن رصد عمليات سلب ونهب في البلاد.
سجن الهدى
يتوسط سجن "الهُدى"، الذي يضم آلاف النزلاء، منطقة كثبان رملية نائية، ذات مناخ صحراوي شديدة القسوة، غربي مدينة أم درمان، ذاع صيت سجن "الهُدى" ذاع صيته في الأعوام الأخيرة، ليصبح واحدا من أشهر السجون في السودان.
- بدأت السلطات في السودان في رفع قواعد السجن تحت اسم "مدينة الهُدى الإصلاحية" عام 2000م.
وتبلغ المساحة الكلية لسجن "الهُدى" مليونا و900 ألف متر مربع، وتضم السجن و"ثكنات الشرطة" و"المزارع".
صُمم السجن لاستيعاب 10 آلاف نزيل ترتفع إلى 15 ألف نزيل عند اكتماله، ولهذا يعتبر سجن "الهُدى" أكبر السجون بالسودان من حيث الطاقة الاستيعابية، وعلى سبيل المثال يشتكي المسؤولون بسجن "كوبر" من اكتظاظ السُجناء، حيث يضم حوالي 4 آلاف نزيل خلف جدرانه.
وافتتح سجن "الهُدى" عام 2007م وخُصص للوهلة الأولى لاستقبال نزلاء الجرائم المالية والغارمين مثال متعسري دفع الديّات وسداد الشيكات المصرفية وغيرها من المنازعات المالية، المعرفين داخل السجون في السودان باسم "يبقى لحين السداد". ولاحقا أضيف لهم نزلاء جرائم الإتجار بالمخدرات.
وصُمم سجن "الهُدى" بمواصفات دولية، ويضم إلى جانب الزنازين، قاعة ضخمة للزيارة، ووحدة صحية، كما خُصصت غرف لـ"الخلوة الشرعية للمتزوجين".
المساجين الذين فروا من السجن هم من العناصر الجنائية، بينما لم يتمكن المحكومين السياسيين من الهرب، ولا يتواجد الرئيس السابق عمر البشير بالسجن الآن، حيث يتلقى العلاج في مستشفى السلاح الطبي بأم درمان.