العراق: فرنسا تفتح مكتباً لمنح التأشيرات في الموصل
افتتحت فرنسا، اليوم الأربعاء، مركزاً لمنح تأشيرات الدخول في الموصل في شمال العراق، في مبادرة هي الأولى من نوعها لبلد أوروبي في المدينة التي عانت من هيمنة تنظيم داعش وتشهد إعادة إعمار تدريجية.
وأنشئ مكتب "تي إل أس كونتاكت"، الشركة الخاصة الوحيدة المخولة بتلقي طلبات تأشيرات الدخول إلى فرنسا، في مركز مساحة عمل مشتركة في المدينة مخصص لدعم ريادة الأعمال الشبابية.
وقال القنصل الفرنسي في الموصل جان كريستوف أوجيه في كلمة، إن "افتتاح هذا المركز يترجم بشكل ملموس الالتزام الفرنسي تجاه مدينة الموصل ومحافظة نينوى".
وأضاف: "بفضل هذا المركز الجديد سوف نسهل طلب التأشيرات من قبل سكان مدينة الموصل والمحافظة لا سيما من قبل الطلاب والأكاديميين ورجال الأعمال والسياح من أجل تعزيز العلاقات بين فرنسا ومحافظة نينوى".
وحتى الآن، كان ينبغي على سكان الموصل ونينوى الذهاب إلى بغداد التي تبعد نحو 500 كلم، من أجل التقدّم بطلب الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا. ويوجد مركز آخر أقرب في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، لكنه يتلقى فقط طلبات المقيمين في الإقليم.
وذكّر محافظ نينوى نجم الجبوري بأن فرنسا كانت "أول بلد أوروبي" يعيّن قنصلاً عاماً له في الموصل، مشيراً إلى وجود "علاقة متميزة" تجمع المدينة بفرنسا.
وتضم الموصل التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، كذلك قنصلية تركية ومكاتب للأمم المتحدة وعددا من المنظمات الدولية غير الحكومية.
وفي 2014، خضعت المدينة لهيمنة داعش الذي جعلها "عاصمة" له، لكن القوات العراقية وبدعم من تحالف دولي تقوده واشنطن، استعادت السيطرة على الموصل في يوليو 2017.
ولا تزال عملية إعادة الإعمار بطيئة في المدينة، وسط دمار يخيّم حتى الآن على مساحات واسعة منها، لكن بعض مظاهر الحياة بدأت تعود إلى الموصل، فالمتاجر افتتحت، وحركة السيارات والازدحام عادا، أما المواقع الأثرية فتخضع لإعادة ترميم ممولة من قبل وكالات دولية.
مشروع إعادة إعمار مطار الموصل
وفي صيف 2022، أعلنت السلطات إطلاق مشروع إعادة إعمار مطار الموصل الذي لا يزال خارجاً عن الخدمة بعد ستّ سنوات على هزيمة داعش.
ومنحت محافظة نينوى التي مركزها الموصل، مشروع إعمار المطار إلى شركتين تركيتين.
وأعرب محافظ نينوى في حديث لـ"فرانس برس" عن أمله في "أن تدخل فرنسا في ميدان الاستثمار في محافظة نينوى من أجل أن نطور محافظتنا".
من جهته، قال القنصل الفرنسي في الموصل لـ"فرانس برس" إن "الاستثمارات والاقتصاد واحد من الملفات التي يهمنا أن نعزز حضورنا وعلاقاتنا فيها".
وأضاف: "نحن متأكدون أن هناك احتمالات لفرص اقتصادية يمكن لنا اكتشافها في الموصل ومنطقتها تمكّننا مستقبلاً من رؤية مشاريع تزدهر".