«ذا غارديان»: حفتر يرسل شحنات أسلحة إلى قوات حميدتي
قالت جريدة «ذا غارديان» البريطانية، إن قوات الدعم السريع في السودان بقيادة محمد حمدان حميدتي تتلقى شحنات من الأسلحة والذخيرة قادمة من جنوب ليبيا يجري إرسالها من قبل قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، في إشارة إلى أن الحرب في السودان بين الجيش وقوات حميدتي يجري تغذيتها عبر قوى من خارج حدود البلاد.
وتضيف في تقرير نشرته اليوم الأحد أن «حفتر يرسل تلك الإمدادات لأن رعاته (القوى الراعية له) من دول في الشرق الأوسط طلبوا منه ذلك ولأن ذلك يكسبه الكثير من المال».
وقود وأسلحة وأدوية من جنوب ليبيا إلى السودان
وتنقل الشاحنات الوقود من مصفاة بالقرب من واحة الجوف الليبية، بالإضافة إلى شحنات أصغر من الذخيرة والأسلحة والأدوية إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل حاليًا وحدات الجيش النظامي الخاضعة لسيطرة الحاكم العسكري الفعلي للسودان عبدالفتاح البرهان، حسب الجريدة.
وتقول الجريدة إن حفتر «وازن بعناية بين حاجته لإرضاء المؤيدين في الإمارات العربية المتحدة، الذين هم شركاء رئيسيون في تجارة الذهب مع حميدتي، وفي الوقت ذاته دون إزعاج رعاته الآخرين في مصر، الذين يدعمون البرهان».
وأشار التقرير إلى أن حفتر معني بـ«الحفاظ على هدوء قوافل النفط والاحتياطات المتخذة لإخفاء تحويل حوالي 10 آلاف برميل من النفط الليبي يوميًا من شركة حكومية يجري تحويلها بعد ذلك إلى وقود عالي الجودة في مصفاة السرير ونقله بالشاحنات إلى قوات حميدتي».
وأضاف: «لا يجري تقديم هذه المساعدة مجانًا ولا يُباع الوقود لقوات الدعم السريع مجانًا كذلك، إذ يولد ذلك عائدات ضخمة لعائلة حفتر والشركات التابعة له»، معتبرة أن هذه «تجارة حرب قد تكون مربحة ومستمرة لمدة عقد أو أكثر».
وأضافت الجريدة أن «الشاحنات لا تتحرك من خلال فراغ، إذ يعتمد دعم الإمارات لحميدتي وحفتر على التنافس مع دول الشرق الأوسط الأخرى والسعي لتحقيق مكاسب مالية».
تنازع المواقف الإقليمية والدولية
ولفتت ذا غارديان إلى دور الروس، قائلة إنهم يفعلون في السودان ما فعلوه عبر منطقة الساحل وأماكن أخرى في أفريقيا «يضيفون جرعة كبيرة من المعلومات المضللة إلى المزيج السوداني كمقياس جيد. إنهم حريصون على القواعد البحرية للمحيط الهندي - وهو صدى آخر لسورية، حيث كان الوصول إلى البحر المتوسط هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا».
وفي شأن آخر، يشير التقرير إلى «مصلحة السعودية في إبعاد المنافسين الإقليميين والوصول إلى الموارد الزراعية الهائلة في السودان، بينما تؤيد مصر الجيش بقيادة البرهان، فيما يسعى الصينيون للحصول على مكاسب تناكف بها الولايات المتحدة».
وشددت الجريدة على أن الوضع في السودان والصراع بين المعسكرين لا يعبر عن معركة أيديولوجية، «فعلى الرغم من وجود إسلاميين، فإن معتقداتهم هامشية بالنسبة للقتال الحالي، مهما كانت الادعاءات عكس ذلك... وفي عضون ذلك لم يكلف حميدتي ولا البرهان أنفسهما عناء تحديد أي رؤية سياسية حقيقية».
صواريخ ليبية تنقل إلى السودان جوا
ونقلت «ذا غارديان» عن شهود عيان في مطار الجوف قولهم إن هناك إمدادات عسكرية بما في ذلك صواريخ كورنيت القوية المضادة للدبابات يجري نقلها جوًا إلى السودان، وتلك الصواريخ نُهبت من مخزونات الحكومة الليبية منذ أكثر من عقد من الزمن.
وأكدت الجريدة استمرار وصول قوافل الشاحنات برًا من الصحراء الليبية الجنوبية إلى السودان عبر الحدود، وذلك على بعد 250 ميلاً.