مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد الإعلان عن زيارة رئيسي.. لمحة في العلاقات التاريخية بين سوريا وإيران

نشر
الأمصار

ترتبط سوريا وإيران بعلاقات وثيقة منذ عقود عديدة، ويرتكز الاتفاق بين البلدين على مصالح مشتركة في المنطقة وعلى التحالف الإستراتيجي.

وفي إطار ذلك، يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زيارة سوريا، الأربعاء المقبل، في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره السوري بشار الأسد، ليكون أول رئيس إيراني يزور البلاد بعد 13 عامًا.

جاء الإعلان عن زيارة الرئيس رئيسي المقبلة إلى دمشق، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني" خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، لافتا إلى التخطيط لزيارات أخرى سيقوم بها الرئيس الإيراني بناءً على الدعوات التي تلقاها من جهات خارجية ونظرائه في سائر البلدان، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وأفادت إرنا، بأن زيارة الرئيس الإيراني المقبلة إلى دمشق، سوف تستغرق يومين؛ حيث سيلتقي كبار مسؤولي البلدين لاستعراض سبل تعزيز العلاقات السياسية ورفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك.

ويضاف إلى ذلك، اجتماع رجال الأعمال السوريين والإيرانيين، الذي سيحضره الرئيس رئيسي؛ فضلا عن ذلك يتضمن جدول الزيارة لقاء "رئيسي" مع الجالية الإيرانية لدى سوريا، وزيارته للمراقد المقدسة في هذا البلد.

وكان الرئيس السوري قد زار إيران في مايو العام الماضي.

ويشار إلى أن إيران داعمة رئيسية للرئيس بشار في قتاله منذ عام 2011 ضد الجماعات الإرهابية في بلاده.

وفيما يلي بعض المعلومات حول العلاقات بين سوريا وإيران:

- العلاقات السورية الإيرانية تعود إلى عام 1979 حين قام الأسد الأب بدعم الثورة الإسلامية في إيران.

ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين وتعاونا في العديد من المجالات بما في ذلك الأمن والطاقة والاقتصاد.

- تعتبر إيران أحد أكبر الموردين للنفط إلى سوريا وتقدم دعماً اقتصادياً للنظام السوري. وتقوم إيران بتدريب وتسليح الميليشيات الموالية للأسد في سوريا.

- ينظر إلى إيران باعتبارها حليفاً استراتيجياً للنظام السوري، وقد قدمت إيران الدعم العسكري واللوجستي للحكومة السورية خلال النزاع الدائر في البلاد منذ عام 2011.

- يرى البعض أن العلاقات السورية الإيرانية تستند إلى مصالح مشتركة في المنطقة بما في ذلك مكافحة الإرهاب ومواجهة تحديات أمريكا والغرب في المنطقة.

- ومع ذلك، ينظر إلى العلاقات بين البلدين بشكل مختلف من قبل دول أخرى في المنطقة وخارجها، حيث يعتبر الدعم الإيراني للأسد في سوريا عاملاً رئيسياً في التوترات الإقليمية والدولية.

المصالح المشتركة بين سوريا وإيران

تتميز العلاقات بين سوريا وإيران بوجود العديد من المصالح المشتركة في العديد من المجالات، ومن هذه المصالح:

1. الأمن: تشارك سوريا وإيران مصالح أمنية مشتركة، حيث تعتبر إيران حليفاً استراتيجياً للنظام السوري في مواجهة العديد من التحديات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك التحديات الإرهابية.

2. الطاقة: تعتبر إيران أحد أكبر الموردين للنفط إلى سوريا، وتساعد في تلبية احتياجات الطاقة في البلد.

3. الاقتصاد: تقدم إيران الدعم الاقتصادي للنظام السوري، وتحاول توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتعمل الحكومتان على تعزيز التجارة والاستثمارات بين البلدين.

4. السيطرة على المنطقة: ينظر إلى العلاقات السورية الإيرانية أيضاً من منظور السيطرة على المنطقة، حيث يعتبر البلدين أنفسهما حلفاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

5. الشؤون الدينية: تتشارك سوريا وإيران مصالح دينية مشتركة، حيث يشكل الشيعة نسبة كبيرة من السكان في سوريا، وتعتبر إيران دولة شيعية.

إن وجود هذه المصالح المشتركة يساعد على تعزيز العلاقات بين سوريا وإيران ويجعلها متينة ومستمرة.

التحديات التي تواجه العلاقة بين البلدين

هناك تحديات تواجه العلاقات بين سوريا وإيران، ومن أهم هذه التحديات:

1. الضغوط الدولية: تتعرض إيران لضغوط دولية وعقوبات اقتصادية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وتأثير هذه العقوبات يمكن أن يؤثر على قدرتها على تقديم الدعم للنظام السوري بالنفس القدرة كما كانت عليه في الماضي.

2. تحديات داخل سوريا: يعاني النظام السوري من صعوبات اقتصادية وسياسية، ويواجه تحديات داخلية كبيرة، مما يؤثر على قدرته على استيعاب الدعم الإيراني وتحقيق المصالح المشتركة.

3. الضغوط من دول ومنظمات إقليمية: تعتبر العلاقات السورية الإيرانية عاملاً رئيسياً في التوترات الإقليمية والدولية، وتواجه العلاقات بين البلدين ضغوطاً من دول ومنظمات إقليمية، مما يؤثر على تحسين العلاقات بين البلدين.

4. المنافسة الإقليمية: ينظر بعض الدول والمنظمات الإقليمية إلى العلاقات السورية الإيرانية بشكل مختلف، ويرى البعض أن دعم إيران للأسد يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، مما يؤدي إلى المزيد من المنافسة الإقليمية.

ومع ذلك، فإن البلدين يعملان على تجاوز هذه التحديات وتعزيز العلاقات بينهما، وسوف يستمران في العمل معًا لتحقيق المصالح المشتركة في المستقبل.

ومن المتوقع أن تستمر العلاقات بين سوريا وإيران في المستقبل القريب، نظراً للارتباط الوثيق والمصالح المشتركة بين البلدين. إلا أنه يمكن أن يتأثر هذا الارتباط بالتغيرات السياسية في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، وقد تؤدي الضغوط الدولية والعقوبات لتراجع في العلاقات بين البلدين.

يجب الإشارة إلى أن العلاقات الإيرانية السورية قد تعرضت لبعض الصدمات في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد اندلاع النزاع السوري في عام 2011، حيث تعرضت إيران لضغوط دولية وعقوبات اقتصادية، مما قد يؤثر على قدرتها على تقديم الدعم للنظام السوري بالنفس القدرة كما كانت عليه في الماضي.