مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الناصرية إرث العراقيين.. تاريخ ومعالم أبهروا العالم

نشر
الأمصار

بعد عام من زيارة بابا الفاتيكان إلى مدينة أور التاريخية في محافظة ذي قار بالعراق، سجلت مديرية الآثار التابعة للمحافظة ارتفاعاً هو الأول من نوعه منذ عقود لسياح قادمين من داخل وخارج البلاد بشكل ملفت للأنظار يبين مدى الاهتمام المتصاعد بالمدينة محلياً وعالمياً.

أكثر من 40 راهبة وراهب في رحلة حج الى مقام بيت النبي الله أبراهيم (ع)

أعلنت وسائل الإعلام العراقية، الإثنين، عن ذهاب أكثر من 40 راهبة وراهب في رحلة حج إلى مقام بيت النبي الله أبراهيم (ع) وزقورة أور وأهوار الچبايش.

 اتفاق مؤسسة "الحجيج العالمية"

وفي وقت سابق، صرح مسؤول عراقي أن اتفاقا تم مع مؤسسة "الحجيج العالمية" التابعة للفاتيكان لانطلاق موسم تفويج الحجيج المسيحيين لمدينة أور الأثرية وبيت النبي إبراهيم ابتداء من شهر أيار/ مايو المقبل في مدينة الناصرية (375 كيلومترا جنوب بغداد).

وقال يحيى محمد باقر الناصري محافظ مدينة الناصرية :"تم الاتفاق مع مؤسسة الحجيج العالمية التابعة للفاتيكان حول انطلاق موسم جديد من تفويج الحجيج المسيحيين إلى مدينة أور الأثرية وبيت النبي ابراهيم الخليل ابتداء من شهر أيار/ مايو القادم". وأضاف الناصري :" مؤسسة الحجيج قامت مؤخرا بأدراج مدينة أور الأثرية ضمن الدليل السياحي للفاتيكان".

وكان وفد من مؤسسة الحجيج العالمية التابعة للفاتيكان ضم 30 شخصية دينية ورسمية زار مدينة أور الأثرية منتصف كانون أول/ ديسمبر الماضي لأداء طقوس الحج في بيت النبي إبراهيم الخليل في مدينة أور الأثرية، وتشير النصوص الدينية إلى أن النبي إبراهيم ينحدر من أور ويعرف الإنجيل المكان باسم أور الكلدانيين.

تسهيل الدخول

وأسهم قرار الحكومة العراقية منح مواطني 36 دولة في العالم، سمات دخول سريعة في المطارات والمنافذ الحدودية العراقية، والذي جاء بعد زيارة البابا بأيام، بتخفيف أكبر عقدة كانت تواجه أي شخص يرغب بزيارة العراق سواء للسياحة أو الاستثمار، إذ كانت تمر بسلسلة معقدة من الإجراءات.
ويعد هذا القرار، الأول من نوعه في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها، إذ لطالما عرف العراق بالإجراءات المعقدة لنيل تأشيرة لزيارته، حتى للسياح القادمين لزيارة الأماكن والعتبات الدينية في البلاد.

ويذكر أن الدول التي سيسمح لمواطنيها بالحصول على سمات دخول سريعة هي: أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وفنلندا، والنمسا، وسويسرا، وكندا، وهولندا، وبلجيكا، وإسبانيا، والسويد، والدنمارك، واليونان، وبولندا، وإيرلندا، فضلاً عن روسيا، والصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وقبرص، والتشيك، وإستونيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، ونيوزيلندا، وأستراليا.

مشاريع كبرى في الناصرية

وتنوي الحكومة العراقية التعاقد مع شركة إيطالية لإنشاء “مترو” لربط مدينة أور بالأهوار وتم تحديد الخرائط لتلك الشركة، و”خلال الفترة المقبلة ستكون أور قبلة عالمية ومورداً مهماً في ميزانية العراق” وفق عبد الرزاق، الذي بين أن الحكومة المحلية في ذي قار وسعت الطريق من الناصرية إلى أور ومنظمة يو بي بي الإيطالية أقامت مشاريع عدة بالمدينة، من بينها مماشٍ ومراكز مياه صالحة للشرب وغيرها.

وتضم مدينة ذي قار، إضافة إلى مدينة أور الأثرية، أهواراً عدة، منها “أهوار الجبايش” وهي عبارة عن مسطحات مائية ذات مساحات واسعة، تقع شرق مدينة الناصرية، وهي امتداد لهور أبو زرك وهور الحمار. وتتغذى أهوار الجبايش بالمياه من نهري دجلة والفرات، وتوجد فيها أنواع عدة من الطيور المتنوعة وتضم عدداً كبيراً من الأسماك.

وتوجد في هذه الأهوار أيضاً نباتات مائية ونبات القصب والبردي. وأدرجت الأهوار في عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي، ما يجعلها من المناطق الفريدة التي يجب المحافظة عليها، وهي تعتبر من المناطق السياحية المهمة في العراق، لا سيما في فصل الشتاء.

زيارة بابا الفاتيكان

وقال مدير مفتشية آثار ذي قار، عامر عبد الرزاق، إن “إعداد الأفواج السياحية القادمة إلى مدينة أور ازدادت بعد زيارة البابا فرنسيس”، مشيراً إلى “تخصيص 30 مليار دينار بحدود (20.5 مليون دولار) لمشاريع سياحية في المدينة”.

وأضاف عبد الرزاق، “أن زيارة البابا إلى أور انعكست إيجاباً وأدت إلى زيادة الاهتمام الحكومي والدولي بالمدينة”، لافتاً إلى أن “رئاسة الوزراء شكلت لجنة خاصة بتطوير وتأهيل مدينة أور وقررت تخصيص أكثر من 19 مليار دينار (13 مليون دولار) لإنشاء مدينة سياحية بالقرب منها وتم شراء الأرض وتحديد المكان الخاص بها”.

وأشار إلى “وجود تعاقدات مع جامعة بنسلفانيا من أجل صيانة وترميم مدينة أور، وستأتي بعثة من الجامعة لصيانة بعض الأبنية في أور، فما يجري حالياً هو عمليات ترميم للمواقع الأثرية”، مؤكداً حدوث “طفرة في أعداد السياح، ففي ثلاثة أيام، زار 18 فوجاً سياحياً مدينة أور”.

وشهدت المدينة احتفالات في 6 مارس (آذار) ، بـ”يوم التسامح والتعايش” الذي يصادف في الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا فرنسيس إلى المدينة والعراق عموماً، بحضور شخصيات دبلوماسية وحكومية ودينية.

مدينة الناصرية

الناصرية، هي مدينة في محافظة ذي قار، العراق، تقع على نهر الفرات على بعد 370 كم جنوب غرب بغداد، بالقرب من أطلال مدينة أور القديمة.

وهي عاصمة محافظة ذي قار وحسب تعداد 1987 كان عدد سكان المدينة 265.937 نسمة، وفي 2003 كان عدد سكانها 560.200 نسمة.

وبنيت مدينة الناصرية الحالية عام 1870 على ضفاف نهر الفرات، ويعتقد أنها سميت نسبة إلى ناصر الأشقر أو ناصر السعدون شيخ عشائر المنتفك.

وكان يسمى مركز المدينة سابقًا عكد الهوا وهي المنطقة المسماة حاليًا الحبوبي.

مدينة الناصرية

وتقع مدينة أور الأثرية والزقورة الشهيرة على بعد كيلومترات معدودة من المدينة والتي يعود تاريخها لألاف السنين، ودخل الإنجليز مدينة الناصرية بشكل كامل شهر يوليو من عام 1915 عند استعمارهم للعراق في بدايات القرن العشرين، وبعد معركة الناصرية الشهيرة حيث قتل 2000 جندي عثماني و400 جندي بريطاني وهندي بريطاني.

ومعظم سكانها تقريباً من المسلمين الشيعة مع تجمعات صغيرة من المندائية والمسلمين السنة، حتى عام 1951 كانت البلدة لموطن جالية يهودي ضخمة.

ويضم الجزء الجنوبي الغربي من الناصرية محطة لتوليد الطاقة الكهربائية التي بنيت في سبعينيات القرن العشرين والتي تعرضت لضرر بالغ عندما قصفتها طائرات التحالف خلال عملية عاصفة الصحراء في 3 فبراير 1991.

تاريخ مدينة الناصرية

شهدت المدينة عدة أضطرابات حيث أنها شهدت ما يسمى بالانتفاضة الشعبانية عام 1991، بعد عملية عاصفة الصحراء.

كما أن المدينة و بعض ما حولها من القرى والنواحي شهدت أضطرابات أخرى في يناير 1999 عندما أعتقلت القوات الحكومية الشيخ أوس إمام مسجد الناصرية، والتي أعقبتها يوم 15 يناير 1999 تظاهرات لمؤيديه من الشيعة في المدينة الذين طالبوا باطلاق سراحه، الا أن مطلبهم لم ينفذ بل على النقيض من ذلك فقد تم تفريق تظاهرتهم بالقوة وأطلقت القوات الحكومية عليهم النار وقتلت 5 أشخاص وجرح 11 أخرين واعتقل ما لا يقل عن 300 متظاهر وقرر منع صلاة الجمعة في المدينة.

وبعده بمدة وجيزة في فبراير 1999 شهدت المدينة اضطرابات أخرى بسبب مقتل أية الله محمد صادق الصدر وولديه في النجف حيث أتهمت الحكومة يتدبير ذلك.

حرب العراق (2003-2010)

عند احتلال العراق عام 2003 دخلت قوات التحالف مدينة الناصرية بعد معارك عنيفة مع بعض من الضباط والأهالي استمرت منذ 23 مارس حتى 29 مارس 2003 أدت إلى تدمير العديد من مباني المدينة مثل مبنى البهو ومبني البلدية ومدينة الملاهي اضافة لمقتل ما يقارب ال 700 عراقي و22 جندي مارينز أمريكي وجرح 150 جندي مارينز أمريكي أخرين وأسر ثم تحرير عدد من الجنود الامريكيين من أشهرهم Jessica Lynch جيسيكا لينش.

وأصبحت مدينة الناصرية تحت قيادة القوات الإيطالية التابعة لقوات التحالف الدولي وتضم القيادة الايطالية قوات كورية جنوبية ورومانية وغيرها. كانت مدينة الناصرية ومحافظة ذي قار عموما ثاني محافظة عراقية تسلم قيادتها الأمنية للقوات العراقية بشكل كامل وكان هذا عام 2006 بعد محافظة المثنى ومدينة السماوة.

مشاهير مدينة الناصرية

تعتبر الناصرية مدينة الفن والشعر والأدب حيث الكثير من ابنائها المشاهير في عالم الفن والادب ومنهم:

حضيري أبو عزيز
ناصر حكيم
داخل حسن
ستار جبار
جبار ونيسة
حسين نعمة
طالب القرةغولي
زامل سعيد فتاح
كاظم الركابي
عريان السيد خلف
كاظم إسماعيل الكاطع
سناء عبد الرحمن
أمل طه

المواقع الأثرية في مدينة الناصرية

وتضم محافظة ذي قار كثيرا من المواقع الأثرية التي تعود لعصر فجر السلالات السومرية ومملكة (أوما) التي ظهرت في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأهم تلك المواقع زقورة أور وبيت النبي إبراهيم الخليل وتل جوخا أو كما يسمى بـ(يوخا) الواقع شمال الناصرية، مركز المحافظة، ويبلغ مساحته نحو (10 كلم) ويضم أكثر من سبعة مواقع أثرية منها (تل فروة) و(تل بنات الشيخ) و(تل أبو الجرابيع) وتعرض للسرقة لمرات كثيرة.

كما ذكر أن الحجيج المسيحي الذي أقام القداس قرب بيت النبي إبراهيم الخليل، يعد الأول من نوعه من ناحية الحجم منذ عام 2003، في الوقت الذي يواجه فيه مسيحيو جنوب العراق تناقصا بالأعداد بسبب الهجرة القسرية التي تعرضوا لها منذ موجة العنف الطائفي التي ضربت العراق أواسط عام 2005، حيث يقدر أعدادهم في محافظة البصرة بـ1350 فردًا بعد أن كانوا 3200 فرد قبل عام 2003 بحسب إحصائيات شبه رسمية، فيما لم يبق في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان سوى 20 عائلة، بينما لا توجد في محافظة ذي قار سوى عائلتين اثنين.