دول جوار السودان تدخل على خط الحل بأزمة الجيش السوداني والدعم السريع
تحاول الكثير من دول جوار السودان في حل أزمة معارك الجيش السوداني والدعم السريع وخاصة الدور المصري والذي بدأ منذ الطلقة الأولى للمعارك، وظهر مؤخرًا وبعد صمت طويل الدور الإرتري والذي أعلن عنه الرئيس أسياس أفورقي.
قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الجمعة، إن وزير الخارجية المصري سامح شكري أبدى له خلال اتصال هاتفي استعداد القاهرة لتقديم المساعدة لبلاده وبحث معه وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني والدعم السريع .
وأوضح حميدتي عبر حسابه الرسمي على تويتر، أن شكري اتصل به هاتفيا وبحث معه “الموضوعات المتعلقة بالأزمة الراهنة بين الجيش السوداني والدعم السريع، والمبادرات المحلية والإقليمية والدولية الرامية لإيجاد حل شامل”.
وأضاف أن شكري أعرب خلال الاتصال عن “تضامن مصر الشقيقة مع الشعب السوداني ودعم خياراته”، مؤكداً “استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات لتجاوز هذه الظروف”.
وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد قال أمس عبر تويتر، إن شكري اتصل هاتفيا برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع حميدتي، وطالبهما بالوقف الفوري لإطلاق النار.
وقال بيان للخارجية المصرية، إن شكري عبّر للطرفين السودانيين المتناحرين عن قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والدعم السريع وتعريض أمن واستقرار السودان لخطر بالغ، وأكد لهما موقف مصر الثابت الداعي لاحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف بالهدنة.
الرئيس أسياس أفورقي يطالب بدمج الدعم السريع في الجيش ومحللون: يحاول اللحاق بـ”ركب المنتصر”
بعد أكثر من أسبوعين على اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قطعت إريتريا صمتها تجاه الحرب الدائرة في جارتها الغربية.
بينما تحدث الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لأكثر من ساعة عبر التلفزيون الرسمي حول خلفيات هذه الحرب وأسبابها التاريخية والراهنة، فضلاً عن إعلان مواقف بلاده ورؤيتها للوضع الحالي في السودان وإشتباكات الجيش السوداني والدعم السريع .
بدا أفورقي في هذا الحوار المخصص كاملاً للسودان، كما لو كان يتقمص دور المحلل السياسي أكثر منه رئيس دولة وما يفرضه ذلك المنصب من تحفظ سياسي ودبلوماسي عن معارك الجيش السوداني والدعم السريع .
أسهب أفورقي في تحليل الوضع السوداني منذ عام 1956 (تاريخ الاستقلال) وحتى اندلاع الحرب الأخيرة من دون أي تحفظات، معتبراً أن العلاقات الإريترية- السودانية تاريخياً تتجاوز التعريفات التقليدية.
الترحيب بالنازحين
رحب أفورقي بالنازحين السودانيين ببلاده، مؤكداً أنه نظراً “إلى ظروف الحرب القائمة بين الجيش السوداني والدعم السريع، ألغت حكومته جميع الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات والتصاريح الضرورية للانتقال عبر الحدود”، مضيفاً أن “السودانيين في إريتريا لن يعتبروا نازحين أو لاجئين، ولن نقيم معسكرات أو مخيمات، بل سنستقبلهم في بيوتنا، ونقتسم معهم الخبز”.
وشن أفورقي هجوماً على من سماهم “الحانوتية” الذين يترقبون دوماً موعد الموت والجنائز ليتكسبوا منها ويتاجروا بالمآسي الإنسانية في أكثر من بلد، سواء تحت مبررات العمل الإنساني، أو مبررات توفير الحماية للنازحين، فيما لا تحركهم إلا الأغراض السياسية”.
وأشار إلى المنظمات الدولية الناشطة في مجال اللاجئين، فضلاً عن دول لم يسمها، وقال إنها تسهم في خلق الأزمات من أجل إدارتها والتربح منها، مشدداً على أن بلاده ترفض هذه الطريقة “لن نطلق حملات إعلامية ودعائية عند استقبالنا للأشقاء السودانيين، لن نبعث الكاميرات للحدود كي تصور النازحين”، واصفاً الأمر “بغير الإنساني والمذل وتراثنا وثقافتنا يمنعاننا من هذا الفعل المشين”.
دعم البرهان
اعتبر أفورقي أن للأزمة السودانية جذوراً تاريخية تبدأ منذ فجر الاستقلال، لكن تبدت ملامحها أكثر مع بداية الثمانينيات عندما بدأ تيار الإسلام السياسي في التبلور واقتحامه للفضاء السياسي العام، متمثلاً في “تيار الإخوان المسلمين” تحت مسمى “الحركة الإسلامية السودانية”، ليبلغ ذروته عام 1989 عندما تمكن بالتحالف مع بعض العسكريين في تدبير الانقلاب والوصول إلى سدة الحكم في يونيو (حزيران) 1989، معتبراً هذا التاريخ “بداية تفكيك وتذويب الدولة السودانية” الذي تحقق جزء منه عام 2011، وأشار إلى “انفصال جنوب السودان” الذي اعتبره بمثابة “خطأ إستراتيجي وتاريخي لا يمكن تبريره”.
واعترف الرئيس الإريترتي بأن حكومته دعمت قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان بعد سقوط النظام السابق، “ليس لأسباب تتعلق بشخصه، بل لأنه يمثل المؤسسة السيادية الأولى في البلد وهي الجيش”، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن تحفظات بلاده على سير المرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن “المسار الانتقالي تم تحريفه بشكل مدبر”.