سفير مصر بروما: الحوار بين البلدين ضروري لأمن شمال إفريقيا والبحر المتوسط
شدد سفير مصر لدى روما، بسام راضي، المتحدث السابق باسم رئاسة الجمهورية، على أن الحوار بين إيطاليا ومصر أمر مهم وضروري لأمن شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وفي حوار مع وكالة "نوفا"، أكد بسام راضي أن الوضع المعقد على المستويين الدولي والإقليمي يتطلب "مزيدًا من التنسيق وتبادل المعلومات بين إيطاليا ومصر" حول ملفات مثل جرائم الهجرة، الأمن الغذائي والطاقة ومكافحة الإرهاب والأزمة في ليبيا.
وتحدث راضي عن "زخم متجدد في العلاقات الثنائية"، مستشهداً بالزيارات الحكومية المختلفة رفيعة المستوى بين ممثلي حكومتي البلدين التي تمت مؤخراً، بدءاً بمشاركة رئيسة الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني في قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي.
وكشف راضي أنه “كان من المهم للغاية أن يدعو الرئيس السيسي رئيس الوزراء ميلوني إلى قمة الأمم المتحدة الـ27 للمناخ ”كوب27" في شرم الشيخ في نفس يوم تنصيبها في روما".
العلاقات الثنائية
وتواصلت زيارات كبار المسؤولين من إيطاليا ومصر مع وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى روما، للمشاركة في حوارات البحر المتوسط في ديسمبر، بينما زار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني مصر مرتين أولهما في يناير والأخرى في مارس.
كما زار مصر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي في مارس الماضي ووزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو بالأمس.
في المقابل، بدأت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني زيارة إلى إيطاليا هذه الأيام، ومن المتوقع أن يصل وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي، يوم السبت القادم إلى روما، للقاء مع وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات، فرانشيسكو لولوبريجيدا، الذي سيناقش معه الأمن الغذائي والتعاون في الصناعة الزراعية.
إلى ذلك، أكد راضي، الذي تولى قيادة البعثة الدبلوماسية بعد أن كانت شاغرة منذ يناير 2022 بعد الوفاة المفاجئة للسفير علاء رشدي بعد معاناته مع المرض، أن "إيطاليا بلد مهم للغاية لمصر وبوابة إلى أوروبا"، لافتا إلى أن "مصر تلعب دورًا مركزيًا في الشرق الأوسط وفي دول البحر الأبيض المتوسط".
وقال إنه "في ضوء كل ما يحدث إقليمياً ودولياً، فإن العلاقات بين مصر وإيطاليا مهمة للغاية"، موضحا أن "الهجرة غير النظامية والطاقة والغاز المسال والأمن الغذائي والتجارة وليبيا وتونس ومكافحة الإرهاب كلها ملفات تتعلق بالأمن الإقليمي" يمكننا التحدث عنها".
كما أكد على "الدور المركزي" لمصر في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن "مصر هي واحدة من الدول القليلة المستقرة والآمنة في منطقة غليان، بالنظر إلى الأوضاع في ليبيا والسودان وتونس واليمن وسوريا والعراق وفلسطين والأراضي المحتلة ولبنان".
بيانات الداخلية الإيطالية
وفقًا لبيانات وزارة الداخلية، تعد مصر الآن الدولة الثالثة من حيث الجنسية التي يدعيها المهاجرون عند وصولهم إلى الساحل الإيطالي، بعدما كانت الأولى العام الماضي. ومعظم المهاجرين، من الأشخاص، الذين يبحرون من ليبيا المجاورة عبر ما يسمى بالطريق الليبي "الشرقي"، والذي ينطلق من برقة عبر المياه اليونانية ويأخذ تدريجياً أهمية أكبر في تدفقات الهجرة نحو إيطاليا، غير أن راضي أكد أنه لم تبحر أي قوارب هجرة غير شرعية من مصر منذ عام 2016.
وأشار راضي إلى أن "هناك الكثير من المواقف الصعبة في شمال إفريقيا التي هي أصل المشكلة"، مؤكدا أن "النهج الأول لحل هذه الظاهرة، كما أتحدث بشكل عام، هو التدخل في جذور المشاكل الاقتصادية".
وبحسب الدبلوماسي المصري، فإن المهاجرين المصريين الذين يغادرون من تونس وليبيا "يتحركون بشكل مشروع ولا يمكن إيقافهم".
القضية الليبية
وأوضح بسام راضي أن "عددًا كبيرًا من المصريين يعيشون في ليبيا ومن الطبيعي أن يكون هناك تبادل عمل وروابط عائلية"، غير أن "الفوضى في ليبيا هي التي تسبب ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لكنها ليست مشكلة تخص مصر بشكل مباشر: إنها تتعلق باستقرار ليبيا"، على حد تعبيره.
وبالتالي، فإن الحوار بين مصر وإيطاليا "مهم" أيضًا "حتى يكون هناك جيش واحد ومؤسسات موحدة في ليبيا" يمكنها التحكم في تدفقات الهجرة، على حد قول راضي، الذي أكد أنه "من المهم أن تؤدي العلاقات والتعاون بين مصر وإيطاليا إلى استقرار ليبيا لوقف تدفق المهاجرين".
وأضاف راضي أن مصر تتعاون مع اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي في بنغازي بشرق ليبيا، وترى أنه من المهم أن يكون هناك جيش واحد فقط مع قائد واحد أعلى.
وأشار إلى أن موقف مصر واضح للغاية بهذا المعنى "فهي تتعامل فقط مع الجيش الوطني، ولا تتعامل أبدًا مع الميليشيات أو القوات المسلحة غير النظامية. مصر تتحدث فقط مع الحكومات المركزية وليس مع الحكومات أو المؤسسات الموازية".
وفي ليبيا، وفقًا لمصر، "انتهت" ولاية رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، والمؤسسة الشرعية الوحيدة حقًا في ليبيا هي مجلس نواب الرئيس عقيلة صالح.
وأردف راضي قائلًا إن "الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر2021 قد تم تأجيلها. في ليبيا، كان هناك تحول مستمر منذ عشر سنوات حتى الآن"، لافتا إلى أن "مجلس النواب بقيادة الرئيس صالح هو الهيئة الوحيدة التي تم انتخابها بالفعل في ليبيا، وهي الوحيدة التي تتمتع بالشرعية، وهي الوحيدة التي اختارها الشعب".
وشدد على أن سياسة مصر الخارجية واضحة للغاية، موضحًا "نحن نتعامل دائمًا وفقط مع الجيوش الوطنية والحكومات المركزية، لا يوجد هيئة أخرى أو موازية أخرى. نحن ضد تقسيم أي دولة، ولدينا احترام كبير لمبدأ المواطنة وعدم التدخل في سيادة الدول".
الموقف في السودان
وقال راضي، حول المقالات الصحفية التي تفترض دعم الجيش الوطني الليبي لقوات الدعم السريع للجنرال السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي”، "لست في وضع يسمح لي بتأكيد هذه الفرضيات. هل يدعم حفتر حميدتي؟ الحقيقة هي أنني لا أعرف. لكني سأقول شيئًا آخر. لم نعتبر حميدتي، الذي يعتبره البعض متمردًا أو قائدًا لقوات المتمردين في السودان، على هذا النحو: قبل أن يكون جزءًا من مجلس السيادة الانتقالي، كان نائبًا لرئيس ذلك المجلس. لهذا السبب كانت مصر تتحدث معه"، موضحا أنه لا يوجد لديه دليل على الدعم الإثيوبي للمتمردين السودانيين، حيث أكد "ليس لدي معلومات عن هذا".
دور إيني
في هذا الصدد، أكد راضي أن "إيني شريك مهم للغاية لمصر في قطاع الطاقة، ولديها جزء كبير من الفضل في اكتشاف حقل ظهر في شرق البحر المتوسط. لولا هذا الاكتشاف لوجدت مصر نفسها اليوم في موقف صعب للغاية من حيث الطاقة، خاصة بعد ما حدث في أوكرانيا".
وأشار إلى أن "هذا المجال يتيح لمصر توفير مئات الآلاف من الدولارات في هذه الفترة أيضًا بفضل الصادرات"، لافتا إلى أن "العديد من المشاريع لزيادة الاستكشافات لحقول الهيدروكربون الأخرى في شرق البحر الأبيض المتوسط" قيد التنفيذ.
كما أبرز بسام راضي في روما كيف حققت إيني "العديد من النتائج الرائعة في وقت قصير"، ودعم بلد الأهرامات "حتى في أوقات الأزمات".