كيف حضرت الأزمة السودانية في أروقة القمة العربية بجدة؟?
عقد عقب القمة العربية بجدة كل من وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والأمين العامّ لجامعة الدول العربي أحمد أبو الغيط مؤتمرا صحافيا مشتركا في جَدَّة.
وناشد وزير خارجية السُّعُودية الأطراف السودانية المتنازعة إلى التحلي بالمسؤولية واللجوء إلى الحُوَار، مؤكدا أن المملكة تعمل مع واشنطن للوصول إلى هدنة إنسانية في السودان.
وشدد "بن فرحان" علي أن المملكة تعتمد فكراً اقتصادياً حديثاً لتحقيق الأمن الغذائي العربي، كما أنها طرحت مبادرة لتأمين سلاسل إمدادات الغذاء للدول العربية.
فيما نوه بن فرحان أيضا إلى أن إعلان جَدَّة أكد على تعزيز العمل العربي المشترك.
من جانبه، قال أمين عامّ الجامعة العربية أحمد أبو الغيظ: إن القمة العربية بجدة حققت الهدف المطلوب منها، مبيناً أن سوريا تحتاج لمساعدة العرب وأن تكون بمعزل عن رؤية القُوَى الخارجية.
شدد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب في القمة العربية بجدة محورية جهود مجموعة الاتصال للتوصل لتسوية عاجلة للأزمة في السودان التي شكلتها جامعة الدول العربية وتضم "مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية"، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوداني.
ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية
وذلك في ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية بجدة، في دورته العادية الـ 32 في جدة برئاسة المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، والذي كان بعنوان "دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان".
وخلال اللقاء، أكد القاد في القمة العربية بجدة على التضامن الكامل مع جمهورية السودان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية باعتبار أن الأزمة الحالية شأن داخلي، مشددين على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوداني.
كما أعرب القادة العرب في القمة العربية بجدة عن ترحيبهم بإعلان جدة الإنساني الذي تم التوصل إليه، في 11 مايو 2023، ووقعته القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بشأن تجديد الالتزامات بالقانون الإنساني الدولي، الذي ينطبق على هذا النزاع المسلح، وذلك بجهود سعودية أمريكية بالتعاون مع مبادرات دولية وإقليمية.
وشددوا في القمة العربية بجدة على أهمية دعم المحادثات الجارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة برعاية سعودية- أمريكية.
ورحبوا بعقد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال العربية المعنية بمتابعة تطورات الوضع في جمهورية السودان، بمشاركة وزراء خارجية جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والأمين العام للجامعة العربية، مؤكدين على محورية مواصلة مجموعة الاتصال في جهود التوصل إلى تسوية عاجلة للأزمة الراهنة والوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني، وأهمية مواصلة مجموعة الاتصال لجهودها ومساعيها الحميدة مع الأطراف السودانية لتغليب صوت الحكمة وإعلاء المصالح العليا للسودان، والتوصل إلى حلول تفضي إلى تلبية طموحات وتطلعات الشعب السوداني نحو الأمن والاستقرار والتنمية.
كما طالب القادة العرب، من الجامعة العربية مواصلة التنسيق مع كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) والشركاء الدوليين على أساس الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضيه والتعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها شاناً داخلياً سودانيا.
ورحبوا بالجسور الإنسانية المقدمة من كل من: المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ودولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية جيبوتي، من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة والمساعدات المهمة المقدمة من عدد من الدول العربية إلى السلطات السودانية لمواجهة تداعيات الوضع الإنساني، والاستضافة الكريمة من جمهورية مصر العربية لأعداد من النازحين من السودان جراء الأزمة الحالية التي اندلعت أحداثها، منذ 15 أبريل 2023.
كما دعوا الدول العربية والأمانة العامة بمضاعفة تلك الجهود الرامية لتمويل الاحتياجات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالتعاون المنظمات العربية والدولية الإنسانية ذات الصلة، بالتعاون مع السلطات السودانية المختصة.
كما طلب القادة العرب من الدول الأعضاء دعم جهود الاندماج في مؤسسات التمويل الدولية للاستفادة من المبادرات الدولية لإعفاء ديون الدول الفقيرة الموقرة بالديون (هيبيك)، وكذلك لاستئناف المساعدات التنموية الدولية للسودان ورفع أية قيود على السودان في المنظمات الدولية والإقليمية، والتأكيد وتقوية التنسيق بين حكومة جمهورية السودان وكل من الدول العربية والصناديق العربية الوطنية والقومية الدائنة بغية إلغاء الديون الثنائية على السودان.
وطلبوا من الأمانة العامة والدول الأعضاء دعم الحكومة السودانية في جهودها لتوطيد السلام والاستقرار وتعزيز الانتقال الديمقراطي في المرحلة القادمة وتحقيق أهداف وأولويات الفترة الانتقالية، ودعوة الأطراف غير المنضمة إلى اتفاق السلام للحاق بركب السلام.
وأكدوا ضرورة تفعيل دور الآلية المشتركة المكونة من حكومة السودان وجامعة الدول العربية من أجل مراجعة الأوضاع الإنسانية الحالية، بالإضافة إلى الالتزامات السابقة والتأكيد على أهمية استئناف الدول العربية مساهماتها المالية لهذه الآلية عبر حساب السودان لدى الجامعة العربية.
ورحبوا بالدعوة التي وجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي تم بناء عليها عقد دورة طارئة، عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بعد، لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، وذلك للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
وأعرب القادة العرب، تقديرهم وشكرهم للأمين العام للجامعة العربية على جهوده المبذولة لمساندة أولويات السودان في المرحلة الانتقالية، وطلبوا منه مواصلة الجهود التنسيقية التي يبذلها على المستوى العربي، ودعمه للتواصل بين الجامعة العربية والمنظمات والمبادرات الدولية الخاصة بمعالجة تطورات الأوضاع في السودان، وتقديم تقرير حول تنفيذ هذا القرار في الدورة العادية المقبلة للمجلس على المستوى الوزاري.