الأسوأ منذ عقود.. الفيضانات تدمر دول العالم وسط جهود إنقاذ شديدة
تشهد دول العالم فيضانات في أنحاء متفرقة، تتسبب في هدم البيوت وتشريد الأفراد، بالإضافة إلى موت البعض نتيجة حوادث الغرق.
الهند
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة الناجمة عن الأمطار الموسمية في الهند إلى 76 قتيلا، قضوا في حوادث متفرقة، حسبما أعلن مسؤولون السبت.
واجتاحت الأمطار الغزيرة ولاية مهارشترا الواقعة غربا متسببة بانزلاقات تربة وسيول وانهيار مبنى.
وقالت حكومة الولاية في بيان صحفي إن “الأمطار الغزيرة التي هطلت على أنحاء مختلفة من الولاية وترافقت أحيانا مع ارتفاع المد وفيضان السدود أدت في مناطق مختلفة.. إلى سيول وفيضانات في مناطق عدة”.
وأدت الأمطار التي تتهاطل بغزارة منذ الخميس إلى انهيار مبنى في مومباي وفي انزلاقات تربة وطمرت عشرات المنازل، فيما لا يزال 59 شخصا في عداد المفقودين، حسب ما أعلنت الحكومة ويقول خبراء إن ولاية مهاراشترا تشهد أشد هطول للأمطار خلال شهر يوليو منذ 40 عامًا.
الصين
عانت الصين الأسبوع الماضي من الفيضانات بعدما أعلنت السلطات مصرع 12 شخصاً بسبب سيول غمرت مترو انفاق في تشنغتشو فيما انتشرت على وسائل التواصل صور مروّعة لركّاب عالقين في عربة قطار وقد غمرتهم المياه حتى أكتافهم ويرجع السبب إلى انفجار سدود بعض الخزّانات مما تسبّب بإصابات خطيرة وبخسائر في الأرواح وبأضرار في الممتلكات ويقود الجيش عمليات الإنقاذ في المدينة التي تعد أكثر من 10ملايين نسمة.
وقال مسؤولون في بلدية تشنغتشو في منشور على موقع “ويبو” للتواصل الاجتماعي إنّ المدينة “شهدت سلسلة عواصف مطرية نادرة وغزيرة، مما تسبّب بتراكم المياه في مترو تشنغتشو”، مشيرين إلى أنّ الكارثة أسفرت عن مصرع 12 شخصاً وإصابة 5 آخرين بجروح.
وكانت السلطات أصدرت أعلى مستوى من التحذير من الأحوال الجوية في مقاطعة خنان وعاصمتها تشنغتشو والتي اجتاحتها فيضانات قياسية
الفيضانات الموسمية شائعة في الصين، لكنّ العلماء يقولون إنّ التغيّر المناخي يتسبّب بزيادة ظواهر الطقس المتطرّفة.
وكان مصدر عسكري صيني حذّر من خطر انهيار سدّ بعد هطول أمطار غزيرة “غير مسبوقة” في وسط البلاد.
وذكرت القيادة الإقليمية لجيش التحرير الشعبي الصيني في بيان أنّ صدعاً بطول 20 متراً ظهر في سد في مدينة لويانغ التي يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة في مقاطعة خنان. وحذّرت من أنّ “السدّ قد ينهار في أي لحظة”
وأعلن الجيش أنه أرسل جنوداً للقيام بأعمال طارئة من بينها تحويل مسار الفيضانات.
وتتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في الصين في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل.
لكنّ التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء الواسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية في تشنغتشو إنه أعلى معدل متساقطات يومي منذ بدء تسجيلها قبل 60 عاماً.
وتشهد الصين كل صيف فيضانات بسبب الأمطار الموسمية. والعام الماضي، دمّرت فيضانات غير مسبوقة في جنوب غربي البلاد الطرق وأدّت إلى إجلاء عشرات آلاف السكان.
غرب أوروبا
حصيلة الفيضانات في غرب أوروبا تتجاوز 180 قتيلا بينهم 156 على الأقل في ألمانيا، ويأتي هذا بينما تتواصل جهود الإنقاذ للبحث عن المفقودين بعد أسوأ فيضانات تضرب دول المنطقة منذ عقود.
وفي ولاية راينلاند-بفالتز وحدها، أعلنت الشرطة في بيان أن 110 أشخاصا قضوا جراء الفيضانات، مقابل 98 قتيلا وفق الحصيلة السابقة.
كما قضى شخص في جنوب ألمانيا حيث انهمرت كذلك أمطار غزيرة.
وأوردت الشرطة في البيان “يُخشى أن يتم إحصاء المزيد من الضحايا”، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن 670 شخصا بجروح في الولاية.
كذلك قضى شخص جراء الفيضانات في بافاريا في جنوب ألمانيا على الحدود النمساوية، حيث انهمرت كذلك أمطار غزيرة.
في النمسا تمت تعبئة فرق الإطفاء في منطقتي سالزبورغ وتيرول، فيما غمرت المياه المدينة القديمة في هالين.
وكتب رئيس الوزراء سيباستيان كورتز في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “تتسبب أمطار غزيرة وعواصف للأسف بأضرار جسيمة في عدة مناطق من النمسا”.
وأخيرا إلى الشرق على الحدود بين ألمانيا والجمهورية التشيكية، ارتفع مستوى المياه في منطقة ساكسن مساء السبت، ما تسبب بأضرار.
جهود الإنقاذ
يأتي هذا الارتفاع بينما كثف عناصر من الجيش ورجال الإطفاء جهود البحث عن ضحايا الدمار الذي خلفته أسوأ فيضانات تضرب غرب أوروبا منذ عقود مسفرة كذلك عن عشرات المفقودين وتعرضت مناطق غرب ألمانيا لأسوأ الأضرار جراء الفيضانات التي ضربت أيضا بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا تاركة شوارع ومنازل مغمورة بالمياه الموحلة عزلت تجمعات سكنية بأكملها.
وقالت السلطات الألمانية إنه من المرجح العثور على مزيد من الجثث في الأقبية العائمة والمنازل المنهارة، وتمت تعبئة نحو 22 ألفا من عناصر الإنقاذ.
وفي بلجيكا المجاورة ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 27 قتيلا فيما لا يزال كثيرون في عداد المفقودة.
كيف تجري عمليات الإنقاذ في المناطق الألمانية التي ضربتها الفيضانات؟
ما إن هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا، حتى غمرت العديد من المناطق وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف الأشخاص في مدينة ماستريخت الهولندية.
أدى فيضان سد في منطقة هاينسبرغ الألمانية على بعد 65 كيلومترا جنوب غرب دوسلدورف ليلا، إلى إجلاء أكثر من 700 شخص بشكل طارئ.
في بعض المناطق المتضررة، بدأ رجال الإطفاء والمسؤولون المحليون والجنود وبعضهم على متن دبابات، مهمة ضخمة تتمثل بإزالة أكوام الركام التي تسد الشوارع.”.
ويتضح الآن الحجم الحقيقي للكارثة إذ يجري مسح المباني المتضررة التي سيتعين هدم بعضها، فيما تُبذل الجهود لاستعادة خدمات الغاز والكهرباء والهاتف.
وأدى تعطل شبكات الاتصالات إلى تعقيد الجهود التي تُبذل لمعرفة عدد المفقودين، فيما باتت معظم الطرق في وادي أهر الغارق بالمياه، غير سالكة.
التغير المناخي
وقال رئيس الوزراء الهولندي” مارك روته” إن العواصف التي اجتاحت أوروبا هي “بدون شك” ناجمة عن التغير المناخي، فيما دعا الرئيس الألماني شتاينماير إلى معركة أكثر “تصميما” ضد الاحترار المناخي في ضوء الكارثة.
من جانبه تحدث أرمين لاشيت من الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والأكثر حظا لخلافتها بعد الانتخابات عن “كارثة غير مسبوقة” في ولاية رينانيا شمال فيستفاليا التي يتحدر منها، وفي رينانيا بالاتينات.
وذكرت مجلة دير شبيغل الإخبارية أن العلاقة بين الاحترار العالمي والأحداث المناخية القاسية مثل هطول الأمطار الغزيرة التي تسببت في الفيضانات ستسلط الضوء على استجابة المرشحين لمسألة تغير المناخ.