أسرار انهيار هدنة الجيش السوداني والدعم السريع..والمجتمع الدولي يلوح بالعقوبات
مع بداية هشة لهدنة من 7 أيام في السودان بين الجيش السوداني والدعم السريع شهدت اشتباكات متقطعة بعدة مدن، يطل من جديد شبح العقوبات الدولية للضغط على الطرفين المتحاربين من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار للوصول إلى حل للأزمة المندلعة في البلاد منذ أبريل/ نيسان الماضي.
ومنذ الساعات الأولى لبدء الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، الأطراف المتصارعة في السودان من انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ مساء الإثنين.
وفي رسالة مصورة بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووجهها إلى السودانيين، قال بلينكن إن الولايات المتحدة والوسطاء بين الجيش السوداني والدعم السريع في اتفاق الهدنة الجديد “سيحاسبون المخالفين من خلال فرض العقوبات وغيرها من الوسائل المتاحة”.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني والدعم السريع الموقع في جدة السعودية على “تكوين لجنة مراقبة يحق لها حال وقوع خرق أو انتهاك لأحكام هذا الاتفاق، اتخذ إجراءات منها: تحديد الطرف الذي ارتكب المخالفة علنا، والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، لا سيما في الجرائم والتجاوزات الجسيمة”.
عقوبات
والأحد، أعلنت الرياض وواشنطن دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء الاثنين على أن تستمر لمدة أسبوع، فضلا عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل النزاع بالحوار.
ومع بداية الساعات الأولى للهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع، شهدت العاصمة الخرطوم، اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما يجعل الأوضاع على الأرض مفتوحة على سيناريوهات عدة تتأرجح بين النجاح في الوصول لوقف إطلاق نار طويل الأمد، أو الوقوع تحت طائلة “عقوبات منتظرة”.
وأعلن عضو مجلس السيادة ياسر العطا، أن الدعم السريع اقتحم مطابع العملة حيث مخزون النقد واحتياطي الذهب
قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون إلى تشاد بوتيرة سريعة جداً لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعاً إلى أماكن أكثر أماناً قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو (حزيران)، مشيراً إلى خطر وقوع كارثة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع إن ما بين 60 إلى 90 ألفاً فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع الصراع في السودان الشهر الماضي. وتكدس عشرات آلاف في مخيم موقت بقرية بوروتا التي كان يتمركز بها بيير كريمر، من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأسبوع الماضي.
قبل موسم الأمطار
وقال كريمر من نيروبي لمؤتمر صحافي عقد في جنيف عبر رابط فيديو، “نعلم أننا لن نتمكن من نقلهم جميعاً قبل موسم الأمطار”.
وأضاف “الأمر يشبه السباق الآن لنقل أكبر عدد ممكن. نحن معرضون لخطر حدوث كارثة إنسانية كبيرة في هذه المنطقة”.
ومن المتوقع أن يكون الوصول إلى المنطقة صعباً بعد بدء موسم الأمطار لأن الجداول الكبيرة، المعروفة باسم الوديان، ستحول دون وصول الإمدادات.
وتشكل النساء والأطفال نحو 80 في المئة من اللاجئين، وانفصل كثير من هؤلاء الأطفال عن آبائهم أثناء فرارهم من إقليم دارفور الذي امتد إليه العنف بين طرفي الصراع من العاصمة الخرطوم خلال الأسابيع الأخيرة.
ثعابين وعقارب ويتم
وقال كريمر إن تقارير وردت عن تعرض عدد من اللاجئين الذين يفترشون الأرض للدغات الثعابين والعقارب.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها تسعى إلى نقل اللاجئين المتكدسين في المناطق الحدودية إلى مخيمات لاجئين قائمة بالفعل في تشاد وإنشاء خمسة مخيمات جديدة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية في تشاد يوجين بيون إن كثيراً من اللاجئين أبلغوا عن فقدان أفراد من عائلاتهم واحتراق منازلهم، وقالت إن القصر غالباً ما يسافرون بمفردهم مع أطفال.
وأضافت “يربكني النظر إليهم. هناك كثير من الأطفال، وهو أمر مفجع حقاً لأنهم لا يعرفون مكان آبائهم”.