مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

وزير الخارجية التونسي يكشف مصير مباحثات صندوق النقد الدولي

نشر
الأمصار

قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار، إنّ مفاوضات بلاده مع صندوق النقد الدولي ومع جميع الشركاء لم تنقطع.

وأكد في حديث مع "العين الإخبارية" على هامش حفل استقبال على شرف سفراء مجموعة الاتّحاد الإفريقي بمقرّ الوزارة بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا، أن هناك خطوطا حمراء واضحة تحدث عنها الرئيس التونسي قيس سعيد سابقا والتي تشمل أساسا استقرار البلاد والدفاع عن الطبقات الهشة التي تضررت خلال العشرية الماضية."

وأوضح أن الدولة لن تتخلى عن دورها الاجتماعي ولن تدوس على المقدرة الشرائية للمواطن التونسي.. موضحا أن ذلك هو التمشي العام لسياسة الدولة.

وفي أبريل/ نيسان المنقضي، أكّد الرئيس التونسي قيس سعيّد رفضه "إملاءات" صندوق النقد الدولي الذي طلب من تونس تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية تشمل رفع الدعم عن عدد كبير من المواد الاستهلاكية الأساسية مقابل منحها قرضاً، موضحا أن الإملاءات التي تأتي من الخارج وتؤدّي لمزيد من التفقير مرفوضة.

وشدّد سعيّد على أنّ "السلم الأهلي ليس أمراً هيناً"، لافتاً إلى التظاهرات العارمة التي شهدها البلد خلال "انتفاضة الخبز" في 1983-1984 زمن حكم بورقيبة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 1983 قررت السلطات رفع الدعم عن منتجات الحبوب، فارتفعت أسعار الخبز والسميد والمعكرونة، ما تسبّب في تظاهرات عنيفة وصلت إلى ذروتها في 3 يناير/ كانون الثاني 1984.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التونسي إنّ الدبلوماسية التونسية تعمل دوما على دعم الاقتصاد الوطني، داعيا إلى مزيد توفير الإمكانيات، والتنسيق المحكم بين جميع المتدخلين في الدبلوماسية الاقتصادية لتحقيق تطور في الاقتصاد التونسي.

وأكّد الوزير تواصل دعم الديبلوماسية التونسية منذ الاستقلال للدبلوماسية الاقتصادية في أفريقيا، موضحا أن "ما تم تحقيقه يعد ممتازا جدا”.

وشدد وزير الخارجية على “العمل الجماعي بما في ذلك المبادرات الخاصة، وضرورة التنظيم للانتفاع بالإمكانيات الضخمة في أفريقيا”.

 رسالة تضامن

كما عبر الوزير عن افتخار تونس بانتمائها الإفريقي.. موضحا أن حفل اليوم يعدّ رسالة تضامن بين البلدان الإفريقية وفرصة للقاء السفراء الأفارقة وقطعا للطريق أمام المندسين الذين يعملون على خدمة أجندات غير أجندة مصالح الأفارقة المشتركة.

وعاشت تونس في الفترة السابقة على وقع أزمة كانت بدايتها في 21 فبراير/ شباط الماضي حين دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، عقب ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي، إلى وضع حد  لتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، واستغلت عديد الجهات خطاب سعيد ووصفته بالعنصري.

وبعد تنديد أحزاب ومنظمات حقوقية بهذا التصريح ووصفه بـ"العنصري"، عاد سعيد وصرح، بأن "من يتحدث عن تمييز عنصري في تونس هو طرفا يبحث عن الفتنة"، محذرا من المساس بالمقيمين في البلاد من دول إفريقيا بصفة قانونية.

ودعا نبيل عمار جميع الأفارقة الراغبين في الدراسة بتونس إلى مواصلة التسجيل بالجامعات التونسية والقدوم للعيش بين أشقائهم التونسيين، معتبرا أنّ كلّ الطلبة الدارسين بتونس هم سفراء الدفاع عن علاقات الصداقة والأخوة بين الدول الإفريقية.