بعد زيارة عقيلة صالح.. العلاقات المصرية الليبية تاريخ حافل بالدعم والتعاون المشترك
تشهد العلاقات الليبية المصرية علاقة وثيقة ومتينة، حيث ترتكز هذه العلاقة على العديد من الاهتمامات المشتركة والتحديات التي تواجه البلدين، وتؤكد الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين على مدى العلاقة الوثيقة بينهما.
وتعود العلاقات الليبية المصرية لمئات السنين، حيث كانت مصر واحدة من أولى البلدان التي قدمت المساعدة للثوار الليبيين خلال الثورة عام 2011. ومنذ ذلك الحين، تحسنت العلاقات بشكل كبير بين البلدين.
وتتميز العلاقات الليبية المصرية بالتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والدفاع والتجارة والطاقة والثقافة والتعليم وغيرها، وتعمل الحكومات في البلدين على تعزيز هذه العلاقة من خلال تبادل الزيارات والمشاريع المشتركة.
وفي مجال الأمن والدفاع، تتعاون مصر وليبيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتبادل المعلومات الأمنية، وتستضيف مصر عددًا من اللاجئين الليبيين الذين فروا من الصراع الدائر في بلادهم.
وفي مجال الاقتصاد، تتعاون البلدين في العديد من المشاريع المشتركة، بما في ذلك مشروع تربية الأسماك في ليبيا بتمويل من مصر، وتسعى الحكومتان إلى تعزيز التجارة بينهما وتشجيع الاستثمارات الليبية في مصر.
كما تعمل الحكومتان على تبادل الخبرات في مجال التعليم والثقافة، حيث يدرس الطلاب الليبيون في مصر ويتعلمون اللغة العربية والثقافة المصرية، وتستضيف مصر العديد من الطلاب الليبيين في جامعاتها ومراكزها الثقافية.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومتان على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، حيث تتعاون الشركات الليبية والمصرية في استكشاف وتطوير النفط والغاز في ليبيا.
وتؤكد هذه المشاريع والتعاونات المشتركة على مدى العلاقة الوثيقة بين البلدين، وتعزز الأمل في تعزيز العلاقات الليبية المصرية في المستقبل وتحقيق المزيد من التقدموالتعاون في مختلف المجالات. ويشكل الاستقرار السياسي في البلدين عنصراً مهماً في تعزيز هذه العلاقة، حيث يعمل الزعماء الليبيون والمصريون على تبني مواقف مشتركة تعزز الاستقرار في البلدين والمنطقة بشكل عام.
وتعد العلاقة الليبية المصرية علاقة استراتيجية مهمة في المنطقة، حيث تسعى الحكومتان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني.
وتتطلع البلدين إلى تعزيز هذه العلاقة في المستقبل من خلال تبني مواقف مشتركة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وذلك في إطار تحقيق الاستقرار والتنمية في البلدين والمنطقة بشكل عام.
سبل تعزيز العلاقات الثنائية
هناك العديد من الخطوات التي يمكن للحكومتين المصرية والليبية اتخاذها لتعزيز العلاقات بينهما، ومن أهم هذه الخطوات:
1- تعزيز التعاون الاقتصادي: يمكن للحكومتين تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين عن طريق تسهيل التجارة وتشجيع الاستثمارات الليبية في مصر، كما يمكن العمل على تطوير مشاريع استثمارية مشتركة تعمل على تعزيز النمو الاقتصادي في البلدين.
2- التعاون في مجال الأمن والدفاع: يمكن للحكومتين التعاون في مجال الأمن والدفاع بين البلدين لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتبادل المعلومات الأمنية، وتقديم الدعم الأمني للبلدين في حالة الحاجة.
3- تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي: يمكن للحكومتين تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، عن طريق توفير المنح الدراسية للطلاب الليبيين في مصر والعكس، وتنظيم الندوات والمؤتمرات الثقافية المشتركة.
4- تعزيز التعاون في مجال الطاقة: يمكن للحكومتين تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، عن طريق تطوير مشاريع استكشاف وتطوير النفط والغاز في ليبيا، وتوفير الدعم اللازم لشركات النفط والغاز في البلدين.
5- تعزيز الحوار السياسي: يمكن للحكومتين تعزيز الحوار السياسي بينهما، وتبني المواقف المشتركة في المنظمات الإقليمية والدولية، وتعزيز الدعم المتبادل في المجالات السياسية والدبلوماسية.
6- تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية: يمكن للحكومتين تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية للبلدين، وخاصة للمناطق الأكثر احتياجًا، وذلك من خلال توفير الدعم اللازم للمنظمات الإنسانية والمؤسسات التنموية المحلية والدولية.
موقف مصر من الوضع في ليبي
تولي مصر اهتمامًا كبيرًا للأوضاع في ليبيا، وقد تبنت عدة مواقف ومبادرات لحل الأزمة الليبية ودعم العملية السياسية في البلد الجار.
فمنذ بداية الأزمة الليبية في عام 2011، شددت مصر على ضرورة احترام سيادة ووحدة الأراضي الليبية ودعم الحل السياسي للأزمة. وفي عام 2014، أدانت مصر بشدة الانقلاب الذي نفذته ميليشيات مسلحة في طرابلس وأعلنت دعمها للحكومة المؤقتة في بيان رسمي.
وفي عام 2015، عندما تفاقمت الأزمة الليبية، عقدت مصر مؤتمرًا دوليًا لدعم الشرعية في ليبيا، وضم المؤتمر ممثلين عن الدول العربية والإفريقية والأوروبية والأمريكية، وكان هدفه دعم الحل السياسي في ليبيا وتعزيز الشرعية في البلد.
ومنذ ذلك الحين، ومصر تدعم المبعوث الأممي إلى ليبيا، والذي يعمل على تسوية الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار في البلد.
وقد استضافت مصر عدة جولات من المفاوضات الليبية، والتي جرت بين الأطراف المتنازعة في البلد، وقد تمكن المبعوث الأممي وفريق الوساطة المصري من التوصل إلى اتفاقات هامة، من بينها اتفاق الصخيرات والذي أدى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
وعلاوة على دعمها للعملية السياسية، فإن مصر تشدد على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا ومكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة المتطرفة في البلد، وتدعم الجيش الوطني الليبي في مكافحة الجماعات المتطرفة وتأمين الحدود الليبية.
كما تعمل مصر على توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين الليبيين المتضررين من الأزمة.
ما هي المساعدات الإنسانية التي تقدمها مصر للمدنيين الليبيين؟
تقدم مصر مساعدات إنسانية للمدنيين الليبيين المتضررين من الأزمة، وذلك عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية المختلفة، مثل الأغذية والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، وذلك من خلال تنسيق مع الجهات المعنية في ليبيا، بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع الإنمائية التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في البلد.
على سبيل المثال، في عام 2019، قدمت مصر مساعدات إنسانية للمدنيين الليبيين المتضررين من الأزمة، وذلك من خلال إرسال شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والأغذية إلى مدينة بنغازي في شرق ليبيا.
وفي عام 2020، قدمت مصر مساعدات إنسانية للمدنيين الليبيين المتضررين من الأزمة، وذلك من خلال إرسال قافلة إنسانية تحمل المساعدات الإغاثية إلى مدينة طرابلس في غرب ليبيا، وتضمنت القافلة المواد الغذائية والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية.
كما قامت مصر بتنفيذ عدة مشاريع إنمائية في ليبيا، بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد، وتشمل هذه المشاريع بناء المدارس والمستشفيات والطرق وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق النائية والمتضررة من الأزمة.
وقد شاركت مصر بنشاط في المؤتمرات الدولية لدعم الإغاثة الإنسانية في ليبيا، وتعهدت بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والتنموية للبلد المجاور.