المغرب يتحول إلى قبلة صناع القرار عبر استضافة لقاءات ومشاورات
يستضيف المغرب، في الآونة الأخيرة، لقاءات واجتماعات ومشاورات دولية عدة، تجمع صنّاع القرار والمسؤولين على قطاعات عديدة في مختلف دول العالم، من بينها، على الخصوص، النسخة الثالثة من المشاورة العالمية بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين التي احتضنتها العاصمة المغربية الرباط الأسبوع الماضي.
ويُرتقب أن يحتضن المغرب، في الفترة الممتدة من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل بمراكش، الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي ستجمع على مدى أسبوع محافظي بنوك مركزية، ووزراء للمالية، وممثلي الوسط الأكاديمي، ورجال الأعمال، وبرلمانيين، وفاعلين من المجتمع المدني، وصحافيين، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي.
وكانت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، قالت في شريط فيديو من مدينة مرّاكش إن المغرب باعتباره حلقة الوصل بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، يعد “المكان المثالي” لعقد الاجتماعات السنوية القادمة للمؤسستين الماليتين الدوليتين.
ويرى العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن اختيار المغرب في أكثر من مرة لاستضافة جملة من المشاورات واللقاءات الكبرى ذات الصبغة الاستراتيجية، يعود إلى ثلاثة مؤشرات أساسية، على رأسها ثقة المنظومة الدولية المتزايدة في المملكة، اعتباراً لصدقية توجهاتها واحترامها لجميع التوجهات الدولية وعلاقاتها الثنائية ومتعددة الأطراف مع مكونات البيت الدولي.
المؤشر الثاني يتعلّق بالتطور والدينامية التي يعرفها المغرب على مستويات عدة، ما يجعله يشكّل، بالنسبة للمجتمع الدولي، “أحد البارومترات الأساسية لشمال أفريقيا والمغرب الكبير والساحل، ونموذجاً متفردا عنوانه التجربة والتقدم والتعاون”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه إلى هسبريس، أن المغرب استطاع أن يجد له مكاناً داخل المنظومة الدولية العريضة ضمن النظام العالمي الجديد الذي أصبح لا يؤمن إلا بالكفاءة والموثوقية، فضلاً عن توجّهه نحو تنمية أوراش كبرى من قبيل السيادة الطاقية والغذائية والأمن الروحي والاستقرار، وهو ما يؤهله ليس فقط لاستضافة لقاءات من الحجم الوازن، ولكن أيضاً ليصبح شريكاً في صنع القرار الدولي على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاستراتيجية.
تعظيم دور المغرب
من جانبه، قال زهر الدين طيبي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن المغرب يحظى، عبر استضافة هذه اللقاءات والمشاورات الدولية، بجلب الأنظار والاهتمام الدوليين، بالنّظر إلى حجم المتابعة التي يحظى بها هذا النوع من المشاورات، لاسيما تلك التي تروم البحث عن حلول لأزمات في دول معيّنة، كالمشاورات الليبية التي احتضنتها مدينة بوزنيقة مؤخرا.
وأكد طيبي، الخبير في العلاقات الدولية، ضمن تصريح لهسبريس، أن “مخرجات هذه اللقاءات تُساهم بكل تأكيد في تقوية شراكات المغرب مع الدول المعنية بها أولاً، ثم مع الدول العظمى سياسياً واقتصاديا”.