الأرجنتين تسدد قرض النقد الدولي باليوان الصيني

تعرض الدولار الأمريكي، الذي يتمتع بوضع العملة الاحتياطية العالمية بحكم الأمر الواقع منذ عام 1945، لضغوط متزايدة مع بحث البلدان عن بدائل وسط جهود واشنطن لاستخدام قوتها المالية في التنمر على الخصوم ومعاقبتهم لإخضاعهم.

سددت الأرجنتين قرضًا إلى صندوق النقد الدولي بقيمة 2.7 مليار دولار 'بدون استخدام الدولار' يوم الجمعة ، باستخدام اليوان الصيني وسندات حقوق السحب الخاصة (الأصول الاحتياطية لصندوق النقد الدولي على أساس سلة من خمس عملات - اليوان ، اليورو والدولار والين والجنيه) بدلاً من ذلك.

وقالت وزارة الاقتصاد الأرجنتينية إن الدفعة - الأولى من نوعها على الإطلاق من قبل بوينس آيرس ، تم سدادها باليوان وحقوق السحب الخاصة للتشبث باحتياطيات الدولار المتضائلة في خزائن البنك المركزي الأرجنتيني.

تحولت الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية ، التي تعاني من أزمة اقتصادية وأزمة ديون كبيرة ، إلى اليوان كوسيلة للمساعدة في استقرار الوضع ، حيث وقعت اتفاقية مبادلة عملات بقيمة 130 مليار يوان (19 مليار دولار) مع بكين في أبريل وسط تراجع زراعي. 

ونتجت الصادرات عن جفاف غير مسبوق تسبب بالفعل في أضرار بقيمة 20 مليار دولار.

وتوصلت الأرجنتين وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق في عام 2022 لإعادة هيكلة ديون البلاد البالغة 44 مليار دولار. 

ووافق صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة 57 مليار دولار لإدارة الرئيس السابق ماوريسيو ماكري في عام 2018 ، مع ترك الرئيس الحالي ألبرتو فرنانديز لتنظيف عواقب ما وصفه بالاقتراض 'المتهور' ، 'السام وغير المسؤول'. بعد انتخابه في عام 2019 ، طلب فرنانديز من صندوق النقد الدولي عدم المضي قدمًا في تحويل ما تبقى من مبلغ القرض ، مشيرًا إلى ندرة الدولارات في خزائن البلاد لسدادها.

وأدت الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين إلى ارتفاع معدل التضخم إلى 110 في المائة ، ووصول الفقر إلى 40 في المائة من السكان ، حتى مع استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي ، وارتفع 1.3 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2023. وتضاءلت الاحتياطيات الدولية إلى حوالي 28 مليار دولار ، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2016. تحاول حكومة فرنانديز الخروج من الفجوة الاقتصادية. 

ومن المتوقع أن يسافر فريق من وزارة الاقتصاد إلى واشنطن في الأيام المقبلة لمواصلة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

السماح بتقديم حسابات باليوان

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، أعلن البنك المركزي في البلاد أنه سيتم السماح لبنوك التجزئة في البلاد بتقديم حسابات باليوان.

تقدمت الأرجنتين بطلب للحصول على عضوية في بريكس - في الشهر الماضي ، ذكرت وسائل الإعلام أن بوينس آيرس قد تكون مؤهلة للانضمام إلى بنك تنمية بريكس في أقرب وقت في أغسطس ، عندما تتم مناقشة الاقتراح الذي قدمته البرازيل في جنوب إفريقيا. 

ومن المعروف أن الكتلة تعمل على عملة جديدة من شأنها أن تعمل بشكل فعال كبديل رئيسي للدولار في التجارة العالمية.

وسيتوجه الأرجنتينيون إلى صناديق الاقتراع في أكتوبر 2023 لانتخاب رئيس جديد ومجلس تشريعي ، وأشار الرئيس فرنانديز إلى أنه لن يترشح لولاية ثانية. 

ومن المقرر إجراء الانتخابات التمهيدية في أغسطس، حيث يعد وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا حاليًا واحدًا من اثنين من المرشحين المعلنين من حزب الاتحاد البيروني الحاكم لائتلاف الوطن. أسس التحالف ماسا والرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في يونيو.