مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. ثورة العشرين المنسية !!

نشر
الأمصار

الامم والشعوب الحية تخلد ايامها وتعتز بتواريخ تلك الايام  وهذا هو ما دأبت عليه امتنا العربية وشعبنا في العراق وثورة العشرين الخالدة واحدة من تلك الايام  لأنها ثورة شعبية تحررية ضد الاحتلال البريطاني  حيث انطلقت في الثلاثين من يونيو / حزيران عام ١٩٢٠ اي قبل ١٠٣ سنة من الان وكانت شرارتها الاولى من مدينة الرميثة في محافظة المثنى وانتشرت لتعم كل مدن العراق وشارك فيها كل ابناء الشعب العراقي بمختلف أطيافه رجال دين وشيوخ عشائر عربية وكردية وتركمانية .
ولأنها ثورة اثخنت جراح المحتل البريطاني وأجبرته على تغيير سياسته في العراق شكلا تلافيا لأي ثورة اخرى قد تزلزل صورة بريطانيا العظمى انذاك.
ولأننا نعيش مرحلة اصبحت فيها خيانة الاوطان والعمالة للاجنبي وجهة نظر !! وخوفا من ان يصبح التذكير بتاريخ النضال الوطني محفزا لشباب الوطن للتمرد واعلان ثورته الجديدة ضد المحتل الامريكي وعمليته السياسية فعمدت سياسة الاحزاب المتعاونة مع المحتل على تغييب ذكرى الثورة العراقية الكبرى او محو ذكراها من ذاكرة الشعب  تلك الثورة التي شهد لها العالم  بانها من أعنف الثورات في العصر الحديث وان أدب الثورة الذي احتوى على قصص بطولية وانسانية ووطنية كبرى  تحاول جهات عدة طمسه كي لا يصل الى اذهان الشباب وحتى الاحتفال  بذكرى الثورة إن اقيم فيقام على استحياء من المحتل الامريكي والبريطاني.
فللثورة العراقية الكبرى قادتها   الافذاذ من رجال دين أمثال المرزا محمد تقي الشيرازي والشيخ المجاهد مهدي الخالصي الكبير والسيد مهدي الحيدري  والسيد محمد سعيد الحبوبي وشيوخ  عشائر مجاهدبن أمثال عبد الواحد ال سكر وشعلان ابو الجون وشعلان العطية وشخير الهيمص  وحبيب الخيزران وغيرهم المئات مما يضيق المجال بذكرهم وكذلك فان الشيخ محمود الحفيد الذي قاد مقاتليه من ابناء العشائر الكردية ليقاتل قوات المحتل في منطقة الفرات الاوسط وكما إن للثورة شعرائها أمثال احمد الصافي النجفي والدكتور محمد مهدي البصير وعبود الكرخي ومئات المهاويل وكذلك الشاعرات الاتي كن مع الثوار يشددن العزم في سوح المعارك  وان اردنا التطرق الى شعر ثورة العشرين بنوعيه الفصيح والشعبي فان ذلك يتطلب موسوعة كبيرة ولكنا سنمر على نماذج انسانية وبطولية فتلك الام الفراتية التي نعوا اليها وحيدها شهيدا فبقت تكابر بصبرها وجلدها ولم تدرف  دمعة عليه فقالت لها احداهن باللهجة الدارجة (جن لا هزيتي ولوليتي) أي كأنك لم تهزي مهد ابنك ولم تناغيه وهو طفل فاجابتها (هزيت ولوليت لهذا) أي  إني أدخرته لهذا اليوم وتلك التي أسر ولدها الانكليز فقالت (بس لا يتعذر موش أنة)فاجابها ولدها (حطوني بحلكة وكلت أنة)  وهناك الكثير من ادب الثورة الذي لازال يشكل خطرا على كل من يخون الوطن والشعب  واخيرا اذكر هنا هوسة قالها احد شعراء الثورة واعتقد إنه المرحوم عبد السادة الكصاد مخاطبا الملك فيصل الاول مذكرا أياه بتضحيات الشعب العراقي في ثورة العشرين  وانه لولا تضحياتهم لما كان ملكا على العراق فقال
بعنة رجالنة الما تنشرة بفلوس
فتنة عالطواب وغنت النة الطوس 
كثرة بالمعارك راحت النة نفوس 
الوظفناه يتعادة ويانة  .
وتبقى ذكرى ثورة العشرين اشعاع مجد وعزة وكبرياء لكل عراقي أصيل  رغم كل محاولات خونة الوطن  لطمس ذكراها الخالدة.