بعد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي.. تطور كبير في العلاقات المصرية التركية
خطوة جديدة اليوم تؤدى إلى تأسيس علاقات طبيعية بين مصر وتركيا من جديد، كما تعكس العزيمة المشتركة على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية.
تم إعلان تبادل السفراء، بين مصر وتركيا، في خطوة تم التوصل إليها بعد شهور من المفاوضات، مرت بمحطات مفصلية، وأنهت 10 أعوام من القطيعة الدبلوماسية.
رفع العلاقات الدبلوماسية
فقد قررت مصر وتركيا، اليوم الثلاثاء، رفع درجة التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى درجة سفير، بحسب ما أعلنت وزارتا خارجية البلدين.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن أنقرة والقاهرة رفعتا مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء وتبادلا السفراء.
كما ذكرت وزارة الخارجية المصرية أن رفع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا إلى مستوى السفراء يهدف لتأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد.
وأعلنت مصر في بيان ترشيح السفير عمرو الحمامي كسفير لها في أنقرة، بينما رشحت تركيا السفير صالح موتلو شن كسفير لها بالقاهرة.
واعتبرت الخارجية المصرية أن هذه الخطوة تعكس عزم البلدين المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي.
العلاقات المصرية التركية
وقد مرت العلاقات بين البلدين على الصعيد السياسي والدبلوماسي بأزمة حقيقية، منذ يوليو/تموز 2013، وإن كانت العلاقات التجارية على وجه التحديد لم تتأثر بشكل سلبي بهذه الأحداث، كما أن رجال الأعمال المصريين رفضوا إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، فيما قامت الحكومة المصرية بإلغاء اتفاقية النقل بين البلدين المعروفة باسم "الرورو".
إلا أن العامين الماضيين شهدا تطورا إيجابيا في إطار العلاقات السياسية والدبلوماسية، والتي كان أبرز ملامحها المصافحة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022".
ومؤخرا، تبادل وزراء الخارجية لمصر وتركيا الزيارات الرسمية، ومن المتوقع أن تعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لمستوى عودة السفراء قريبا، ويصاحب عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية، نشاط تجاري واقتصادي ملحوظ.
أبرز مستجدات تطبيع العلاقات المصرية التركية:
- قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا التهنئة للرئيس أردوغان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيسًا لتركيا لفترة رئاسية جديدة.
- وعلى خلفية الزلزال المدمر، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فبراير الماضي حيث تقدم الرئيس السيسي بالتعازي والمواساة في ضحايا الزلزال المروع الذي أسفر عن آلاف الضحايا والجرحى مؤكدا تضامن مصر مع الشعب التركي الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار هذه الكارثة.
- قدم الرئيس التركي الشكر للرئيس على هذه المشاعر الطيبة مشيرًا إلى أنها تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي الشقيقين.
- قام وزير الخارجية سامح شكري مؤخرا بزيارة الى تركيا بعد أعوام طويلة من توتر العلاقات وسط تصريحات تعبر عن الآمال بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين.
- استقبل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية سامح شكري في مطار أضنة في أول زيارة رسمية لمسؤول مصري إلى تركيا منذ 2013 وبالتزامن مع وصول سفينة المساعدات المصرية إلى ميناء مرسين جنوبي تركيا
- شكر تشاووش أوغلو مصر حكومة وشعبا على تضامنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبرايرالماضي وأوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شكري أن مصر كانت من أوائل الدول التي بادرت في إرسال مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الزلزال في تركيا
- زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لتركيا كانت بهدف عودة العلاقات المصرية التركية بعيدا عن تدخل الجانب التركى فى الشأن الداخلى المصرى خاصة وأن هناك مباحثات استمرت أكثر من عام ونصف فى إطار التهدئة بمنطقة الشرق الأوسط.
- التقارب المصري التركي يتزامن مع التغييرات التى تمر بها المنطقة من التقارب السعودى الإيرانى وعودة سوريا لجامعة الدول العربية وبالتالي هذه التغييرات سيكون لها انعكاسات إيجابية على البلدين بصفة خاصة وعلى باقى المنطقة بصفة عامة سواء فى التبادل التجارى أو الاستثمارات المباشرة مما يدفع العلاقات للأمام.
- مصر وتركيا أصبح تعاونهما حتميا من أجل حل المشكلات التى يعانى منها الشرق الأوسط وبالتالي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والقمة العربية بشأن ليبيا والعراق وبالتالى ما يحدث يأتي لصالح الدولتين والشعبين كما يصب في سياق التهدئة الإقليمي الذي نلمسه الآن وهو ما يحتاج إليه الشرق الأوسط بعد سنوات من الربيع العربي.
- استقبل سامح شكرى نظيره التركى مؤخرا بالقاهرة وعقدا جلسة مباحثات ثنائية مغلقة أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بين الوفدين المصرى والتركي برئاسة وزيرى خارجية البلدين
- قال مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي، إنه تباحث مع نظيره المصري بشأن الطاقة وتقوية العلاقات التجارية مع مصر.
- زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر كانت بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وإطلاق حوار معمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وبهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين.
التبادل التجاري بين البلدين
ففي عام 2019، كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين بحدود 5.4 مليارات دولار، وذلك وفق بيانات معهد الإحصاء التركي، ولكن بنهاية عام 2022 بلغت قيمة التبادل التجاري 7.1 مليارات دولار.
وعلى مدار الفترة من 2019 إلى 2022، كان ميزان التجارة في صالح تركيا، إذ بلغ فائض التجارة التركي مع مصر 1.6 مليار دولار في عام 2019، ولكنه قفز إلى 2.3 مليار دولار وإلى ملياري دولار في عامي 2021 و2022 على التوالي.
وتأتي مصر في قائمة أكبر 20 دولة مستوردة للسلع التركية في عام 2022، وقد احتلت مصر المرتبة الـ16 في هذه القائمة، بينما لا تأتي مصر ضمن قائمة أكبر 20 دولة تستورد منها تركيا، وإذا كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين تزيد على 7 مليارات دولار في عام 2022، فإن ذلك لا يمثل سوى ما يزيد بقليل على 5% من إجمالي تجارة مصر الخارجية التي تقترب من 130 مليار دولار في العام المالي 2021/2022.
أما بالنسبة لتركيا، فقيمة التجارة السلعية لها مع مصر، لا تمثل سوى 1.13% من إجمالي تجارتها السلعية مع دول العالم والتي بلغت 617 مليار دولار بنهاية 2022.