Athena فيلم فرنسي تنبأ بأحداث الشغب فى فرنسا
يجد مشاهدو نيتفلكس أنفسهم في حالة صدمة عند مشاهدة الفيلم الفرنسي Athena، خاصة بعد أحداث الشغب الأخيرة التي شهدتها فرنسا، الفيلم مليء بالإثارة، ويجمع بين مشاهد الحركة المصممة بشكل معقد بالمشكلات الاجتماعية، العمل من نوعية الأفلام التي تحاول التعامل مع توترات الحياة في بلد يبدو وكأنه "يدخل" إلى حرب أهلية، ومع ما يحدث الان فى فرنسا سيجد المشاهدين أنفسهم أمام عمل توقع ما حدث ولكن مع بعض الأختلافات.
شهدت فرنسا أعمال شغب منذ حوالى أسبوع بسبب مقتل شاب جزائرى يدعى نائل، برصاص شرطى فى "نانتير" غربى باريس الثلاثاء الماضي، ومع اعتقال أكثر من 1300 شخص، وإضرام النار في 1350 سيارة، وانتشر ما يصل إلى 40 ألف شرطي في محاولة لاحتواء الفوضى، مما أدى إلى اعتقال الضابط المتورط واتهامه بارتكاب "القتل العمد".
قام المخرج رومان جافراس بـ إخراج فيلم Athena الذى طرح على منصة نيتفلكس، في 23 سبتمبر من العام الماضى 2022، وظهر من جديد في قائمة الأكثر أفلام مشاهدة من بعد أحداث الشغب خاصة، الفيلم مدته 99 دقيقة، ويدور في إحدى الضواحي الفرنسية، حيث بدأت أعمال الشغب في حى معروف باسم أثينا في أعقاب القتل الوحشي لـ شاب يدعى إدير، مع التركيز على محنة أشقاء الفقيد كريم ومختار وعبد ، الأشقاء من أصل جزائري "مسلم"، أحدهما جندي في الجيش الفرنسي، والآخر تاجر مخدرات والثالث قائد الجماعة التي بدأت أعمال الشغب، وجميعهم غاضبون من القتل العنصري لـ شقيقهم إدير، وعلى خلفية أعمال الشغب، تكشف المؤامرة عن مشاعر ونهج كريم وعبد .
وتم تصوير الفيلم في خلال العام 2021، في ضاحية إيفري كوركورون الباريسية، ويتميز Athena بأنه يجمع في الحوار بين اللغتين الفرنسية والعربية، كما تم تصوير بعض المشاهد فى مسجد، ومشاهد أخرى فى منزل أدير الذى يظهر مجموعة كبيرة وهم يؤدون الصلاة عليه.
وأثار فيلم Athena الجدل في فرنسا منذ طرحه، وعلق عضو حزب سياسى فى فرنسا، على الفيلم باعتباره نذير لـ "حرب أهلية" قادمة، ألا أنه تلقى مراجعات إيجابية كثيرة.
كما عرض فيلم Athena بـ مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ 79، الذى أقيم في 9 سبتمبر من العام الماضى 2022، وتنافس على جائزة الأسد الذهبي، ومن ثم تم طرحه في 23 سبتمبر من العام الماضى 2022 على منصة نتفليكس.
يأتي جزءا كبيرا من نجاح فيلم Athena في الطريقة التي تتخلى بها عن توقعات السينما الاجتماعية لصالح جانب محدد، حيث ركز على وفاة شاب، على يد قوات الشرطة، والمواقف المتباينة التي يمر بها أشقائه الثلاث، خاصة أن كل منهم لديهم شخصيته الخاصة، وتوجهاته التي يحاول الدفاع عنها، عبد ضابط سابق في الجيش، وبالتالي يريد الحفاظ على الوضع الراهن بقدر ما يستطيع، والثاني مختار تاجر مخدرات الذى يرى فى الفوضى فرصة لكسب المال، أما الثالث كريم فيحاول توجيه سكان الضاحية إلى معركة ضد الشرطة في محاولة لتحقيق العدالة لأخيه، وهذا ما أعطى العمل صدى وقوة كبيرة بعد أحداث فرنسا.
وبالرغم من التشابهات الكثيرة ما بين فيلم Athena، وا يحدث في فرنسا، ألا أنه لا يعطى الإجابات التي تطمئن بـ هدوء في الوضع الحالي، ولكن ينتهى مع إزالة المسؤولية الأخلاقية عن العنف من قبل الشرطة، ألا أن جميع الجرائم التي ارتكبت خلال العمل كانت جميعها مبنية على تتابعات أحداث مأساوية من سوء الفهم.