حملة تنديد ورفض دولية بسبب الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا
أثارت الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا موجة كبيرة من الغضب الدولي والاستنكار لاستخدام تلك الأسلحة المحرمة دوليًا في الحرب الروسية الأوكرانية.
تعتبر الذخائر العنقودية هي أسلحة تتكون من حاويةٍ تفتح في الهواء، وتنثر أعداداً كبيرةً، من القنابل الصغيرة أو الذخائر الصغيرة المتفجرة.
تلقى الذخائر العنقودية من الجو أو البحر أو البر، وغالبية الذخائر الصغيرة التي تطلقها معد للانفجار عند الاصطدام، لكنها تتسم بميزة السقوط الحر، أي أنها غير موجهة نحو هدف معين.
أنتجت 34 دولة أكثر من مئتي نوع من الذخيرة العنقودية.
وتخزن 87 دولة هذه الذخائر، من بينها 16 دولة استخدمتها بالفعل، خلال النزاعات المسلحة.
وتسبب استخدام تلك الأسلحة بشكل واسع في انتشار آلاف، وربما ملايين الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، في الكثير من البلدان والمناطق، مما يشكل خطرا بالغا على المدنيين.
معدلات عدم انفجار الذخائر المستعملة تتراوح بين 10 بالمئة و40 بالمئة.
وبسبب خطورتها، اعتمد مؤتمر دبلن، في مايو 2008، اتفاقية الذخائر العنقودية.
وتضع الاتفاقية قواعد صارمة لضمان عدم استخدام الذخائر العنقودية، والتخلص منها.
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن بلاده من بين الدول الموقعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها، مؤكدا أن بلاده تحث على عدم استخدام الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا .
ويأتي ذلك بعدما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن صفقة الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا، موضحة أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة وذخائر جديدة، بحسب وكالة رويترز.
وأضاف البنتاجون أن كييف تعهدت باستخدام آمن في الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا على أراضيها.
وأكد سوناك للصحفيين: "سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر".
أدانت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارجريتا روبليس، إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، مؤكدة أنه لا ينبغى إرسال تلك القنابل بغرض مساعدة /كييف/ فى الهجمات المضادة ضد القوات الروسية.
وقالت روبليس - فى تصريحات صحفية أوردتها قناة "فرانس 24" الناطقة باللغة الإنجليزية اليوم /السبت/ - إنه بناء على التزام إسبانيا الصارم مع أوكرانيا، فإن بلادها أيضا لديها التزام صارم بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أى ظرف، مؤكدة أن القنابل العنقودية مرفوضة بينما الدفاع المشروع عن أوكرانيا مقبول والجميع يدرك أنه لا ينبغى تنفيذه باستخدام القنابل العنقودية.
وتأتى تصريحات روبليس بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن شحنة الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا لمساعدتها فى الصراع ضد روسيا.
أعلنت كندا معارضتها لاستخدام الذخائر العنقودية المقدمة لأوكرانيا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بها في إطار حزمة جديدة من الأسلحة الأمريكية لكييف.
وحسب صحيفة “جارديان” البريطانية، قالت الحكومة الكندية في بيان صادر اليوم السبت: "نحن لا نؤيد استخدام الذخائر العنقودية وملتزمون بوضع حد لآثار الذخائر العنقودية على المدنيين، وخاصة الأطفال".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت أمس الجمعة، أنها ستورد إلى أوكرانيا ذخائر عنقودية محظورة بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها 123 دولة، ولا تشمل هذه الاتفاقية الولايات المتحدة وأوكرانيا.
من جانبه، رحب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال ذخائر عنقودية لبلاده، وهو القرار الذي أثار إدانة من قبل جماعات حقوق الإنسان.
وقال ريزنيكوف في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن الأسلحة الجديدة "ستساعدنا بشكل كبير على إنهاء احتلال أراضينا بينما تنقذ أرواح الجنود الأوكرانيين".
وأضاف أن الذخائر "لن تستخدم في الأراضي الروسية المعترف بها رسميًا".
تجدر الإشارة إلى أن الذخائر العنقودية تحظر استخدامها أكثر من 100 دولة، من بينها إسبانيا، وهى ذخائر تطلق عادة عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة التى تتسبب فى قتل عشوائى بمساحة واسعة، ما يهدد حياة المدنيين، كما تشكل القنابل الصغيرة التى لا تنفجر خطراً لسنوات بعد انتهاء الصراع.