مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"مُخدر الزومبي" يُثير فزع الأمريكيين.. وفوضى في المُدن الكُبرى

نشر
زومبي
زومبي

حالة من الفزع والرعب تُسيطر على "الأمريكيين"، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب فيديوهات انتشرت لأشخاص يظهرون بحالة غير طبيعية ومُخيفة في الشوارع، الأمر الذي أثار فضول وسائل الإعلام تبين بعد التقصي أنه يتعلق بمُخدر جديد انتشر في أوساط الشباب الأمريكيين يُؤدي إلى تخفيض مُعدل ضربات قلب مُتعاطيه، ما يُشكل خطرًا على نفسه ومن حوله، وقد ينتهي به المطاف إلى الهلاك.

ووفقًا لما ذكرته "وسائل الإعلام الأمريكية" التي تناقلت الخبر على نطاق واسع أن المُخدر يُعرف باسم "tranq" أو "مُخدر الزومبي"، وهو مزيج من مادة الزيلازين، التي تستخدم عادة لتهدئة الحيوانات الضخمة، كالخيول، ومادة الفنتانيل، وهي أخطر أنواع المُخدرات.

وأكد مختصون أن هذا المزيج يُصبح قاتلًا ويتحول المُدمن عليه إلى ما يُشبه الموتى الأحياء "الزومبي"، وعن أعراضه فتبدأ بضيق في التنفس ووقف إمدادات الدم ما يُؤدي إلى تعفن في طبقات الجلد، وبعض الحالات تصل لحتمية بتر الأطراف.

وأوضح الخبراء أن مادة الزيلازين تمنح شعورًا بالنشوة يستمر لفترة أطول مقارنة بالمواد الأفيونية الأخرى، لافتين إلى أنها تمنح "إحساسًا مُهدئًا".

الأخطر في الموضوع هو أن الأطباء بمقدورهم علاج مريض يتناول جرعة زائدة من الفنتانيل، بواسطة عقار "ناركان"، بيد أن هذا العقار عاجز أمام "مُخدر الزومبي".

مُخدر الزومبي

وقد أعلنت ولاية تكساس عن أربع وفيات على الأقل حتى الآن ناتجة عن "عقار الزومبي"، كما حذرت إدارة مكافحة المخدرات سكان تكساس من انتشار هذا العقار في السوق السوداء، وحثت السكان على توخي الحذر.

وكإجراء احترازي انتشرت في عدة مدن حاليا وحدات طبية متنقلة مزودة بممرضات لمساعدة أولئك، الذين يعانون من الآثار الجانبية المروعة لهذا العقار، سيما وأن الهيئات الوصية أشارت إلى أنه تم العثور على هذا العقار في 48 ولاية من أصل 50.

يُذكر أن البيانات أظهرت أنه خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2023 زادت الوفيات الناتجة عن تناول جرعة زائدة من المخدرات بنسبة 1120 في المئة في أمريكا.

عقار الزومبي:

وشجع المسؤولون في مدينة نيويورك المدمنين على تعاطي ما يُسمى بـ"عقار الزومبي" تحت إشراف طبي في مراكز الوقاية من الجرعات الزائدة.

وظهرت حملة إعلانية جديدة لوزارة الصحة الأمريكية ممولة من دافعي الضرائب، للحد من مخاطر استخدام البشر لمهدئ الحيوانات المعروف باسم "tranq"، مشيرة إلى أنه يُمكن أن "يسبب تخديرًا شديدا أو تباطؤا في معدل ضربات القلب أو إبطاء التنفس أو توقفه".

وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أنه تمت إتاحة شرائط اختبار للأشخاص لمعرفة ما إذا كانت أدويتهم ملوثة بمادة الزيلازين، وتوصي الوزارة بالاتصال برقم 311 أو بالطبيب إذا كان أي شخص يعاني من "جروح جلدية" سببها الدواء، عادة لا تلتئم.

كما توصي أي شخص يعتقد أن عقاقيره تحتوي على تلك المادة بتجنب استخدامها ، "لا سيما بمفرده أو في مكان قد يكون من الخطورة أن يفقد فيه الوعي لفترة طويلة".

لكن نصائح حملة الوزارة الجديدة لتقليل "مخاطر الأذى" لمستخدمي "tranq" بعيدة كل البعد عن حملة السيدة الأولى السابقة نانسي ريغان الشهيرة "Just Say No" لمكافحة المخدرات.

وقال تشارلز فاين ليمان، من معهد مانهاتن للسياسة العامة، وهو مركز أبحاث محافظ، إن أولويات الوزارة للحد من الضرر ملتوية تماما.

مُخدر الزومبي

وأضاف: "من المهم أن ندرك أن وزارة الصحة في رسالتها العامة تتخلى تماما عن التزام أساسي بالصحة العامة، وهي فكرة أن الأدوية سيئة وتؤذي الناس. لا يتعلق الأمر فقط بتقليل الاستخدام الضار، وإنما بتقليل الاستخدام تماما".

واتهمت النائبة نيكول ماليوتاكيس، وهي عضو جمهوري في جزيرة ستاتن، مدينة نيويورك "بتمكين تعاطي المخدرات والإدمان، من خلال تشغيل مراكز الحقن وآلات البيع بأدوات مخدرات مجانية، بدلا من توفير العلاج للمدمنين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد التجار والمتاجرين بالبشر، وإخبار الرئيس جو بايدن بغلق الحدود الجنوبية لوقف العصابات التي تستفيد من تسميم الأمريكيين".

وبحسب صحيفة "نيويورك بوست"، حتى المدمنون مزقوا الحملة الإعلانية للمدينة.

وزيلازين هو مسكن آلام معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام البيطري، لكنه غير آمن للاستهلاك البشري.

ونظرًا لارتفاع شعبيته في السنوات القليلة الماضية، تسبب الزيلازين في إحداث فوضى في المدن الكبرى بآثاره المدمرة، بما في ذلك بشرة المستخدمين المتعفنة حرفيا.

ففي "بيغ آبل"، يمزجه التجار عادة مع الفنتانيل، وهو مزيج معروف في الشارع باسم "tranq dope"، وهي طريقة رخيصة لكنها مميتة، لتحقيق الانتشاء لفترة أطول.

وقالت السلطات إنه لم يتم العثور حتى الآن إلا على مادة الزيلازين في جميع أنحاء المدينة في المواد التي تحتوي على الفنتانيل، ولكن خارج نيويورك غالبا ما يتم خلطه أيضا بالهيروين والكوكايين والعقاقير غير المشروعة الأخرى المرتبطة بارتفاع الجرعات الزائدة من المخدرات القاتلة.

وفي نوفمبر 2021، خلال أسابيعه الأخيرة في منصبه، افتتح العمدة آنذاك بيل دي بلاسيو أول موقعين للحقن تحت الإشراف في مانهاتن، وهي خطوة أكد هو وغيره من السياسيين التقدميين أنها ستساعد في الحد من ارتفاع معدل وفيات الجرعات الزائدة.

وواصل العمدة إريك آدامز هذه الممارسة، وقال إنه يأمل في أن يكون هناك ما لا يقل عن خمسة مراكز للوقاية من الجرعات الزائدة تعمل في المدينة بحلول عام 2025، على الرغم من أن إمباير ستيت تشهد ارتفاعا كبيرا في الجرعات الزائدة من المخدرات المسجلة.

وزادت وفيات جرعة زيلازين الزائدة في "بيغ آبل" بنسبة 36٪ في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها في عام 2021، وفقًا لمكتب المدعي العام الخاص بالمخدرات في المدينة، وإجمالاً، تم اكتشاف الزيلازين في 19٪ من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية القاتلة في عام 2021، مقارنة بـ 3٪ فقط في عام 2020، وفقًًا لتقرير صادر عن وزارة الصحة بالمدينة في مارس.