صحيفة سعودية: دول التعاون الخليجي تسعى لدعم جهود السلم بالمنطقة والعالم
أكدت صحيفة (البلاد) السعودية أن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لدعم جهود السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء تحت عنوان "حضور خليجي" - أنه في الوقت الذي يواصل فيه مجلس التعاون الخليجي تعزيز مسيرة التكامل على كافة الأصعدة؛ ترجمة لتوجيهات المجلس الأعلى بتعظيم مصالح وتطلعات الشعوب الشقيقة بمزيد من الرخاء والازدهار، تحرص دول المجلس في سياساتها الخارجية على حضورها الدولي الفاعل بنهج متوازن، ومواقف إيجابية تعكس مكانتها المؤثرة في تعزيز المصالح الضخمة لدول المجلس.
وأشارت إلى أنه في هذا السياق، يأتي الاجتماع الوزاري المشترك بين دول المجلس، وروسيا الاتحادية في العاصمة موسكو؛ لتعزيز وتطوير التعاون الإستراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات، وكذلك مناقشة مستجدات الأزمة (الروسية – الأوكرانية) والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيًا، ودعم كافة الجهود التي تحقق الأمن والسلم الدوليين.
اقرأ أيضًا..
البيان الختامي لاجتماع مجلس التعاون الخليجي مع روسيا.. تفاصيل
أصدر مجلس التعاون الخليجي، الأثنين، البيان الختامي للاجتماع الذي جمع دول مجلس التعاون الخليجي مع روسيا على مستوي وزراء الخارجية، والذي أقيم في العاصمة الروسية موسكو، وترأسه وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي.
ووفقا للبيان الختامي للاجتماع وأعلنه الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي، أكد وزراء الخارجية المشاركون في الاجتماع أهمية الحوار الاستراتيجي بين منظومة مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز علاقات الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون بين الجانبين، كما أكدوا الدور المهم الذي تقوم به دولهم لدعم الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق الطاقة، وتعزيز الرخاء والازدهار.
وناقش الوزراء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وذلك على النحو التالي:
تحقيق السلام والأمن القضاء على الإرهاب
أكد الوزراء أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم، وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين، من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم، والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وحُسن الجوار، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومواجهة التحديات والأزمات من خلال الوسائل السلمية، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاعات من خلال المفاوضات.
ورحب الوزراء بجهود دول مجلس التعاون في الوساطة بهدف تهيئة الظروف لحل سياسي للأزمة في أوكرانيا وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعبروا عن الأمل بأن تؤدي هذه الجهود إلى سلام عادل وشامل ومستدام، واستعادة الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.
وأكد الوزراء أهمية وصول الأغذية والأسمدة دون عوائق إلى الأسواق العالمية وكذلك المساعدات الإنسانية، وذلك للمساهمة في توفير الأمن الغذائي للدول المتضررة.
وعبّر الوزراء عن إدانتهم للإرهاب أياً كان مصدره، ورفضهم لكافة أشكاله ودوافعه ومبرراته، وأكدوا على أهمية مواجهة انتشار الفكر الإرهابي والتطرف، بما في ذلك على شبكة الإنترنت، والعمل على تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وعبروا عن عزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
كما أكد الوزراء على الحاجة لمنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية، من قبل الأفراد أو الكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.
وشدد الوزراء على أن التسامح والتعايش السلمي من أهم القيم والمبادئ للعلاقات بين الأمم والمجتمعات.
وفي هذا الصدد، رحب الوزراء باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2686، الذي أقر المجلس بموجبه بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب والتمييز بين الجنسين وأعمال التطرف يمكن أن تسهم في اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها.
الترحيب للتقارب مع إيران
كما رحب الوزراء باتفاق المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بجهود ووساطة سلطنة عمان وجمهورية العراق وجمهورية الصين الشعبية، الذي تضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربين عن أملهم أن يشكل هذا الاتفاق خطوة إيجابية لحل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، مؤكدين على أهمية أن تقوم العلاقات بين الدول على أسس التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية. وأكد الوزراء دعمهم لخفض التصعيد وإجراءات بناء الثقة بين دول المنطقة من أجل تعزيز وضمان الأمن في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية من العالم.
وأكد الوزراء أهمية الحفاظ على الأمن البحري وأمن الممرات المائية في المنطقة، والتصدي للتهديدات لخطوط الملاحة البحرية، والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول مجلس التعاون.
وأكد الوزراء دعمهم لكافة الجهود السلمية، بما فيها مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية.
حل القضية الفلسطينية
وخلال البيان الختامي، أكد الوزراء ضرورة استئناف عملية سلام ذات مصداقية تهدف للتوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان وكافة الإجراءات الأحادية، واحترام الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس والأماكن المقدسة فيها.
وعبر الوزراء عن دعمهم للجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية على أساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأشادوا بجهود المملكة العربية السعودية لإحياء مبادرة السلام العربية، وأخذوا علماً بالمقترحات الروسية التي قدمت في الاجتماع بهدف تعزيز الدعم الدولي والإقليمي لعملية السلام.
وأعرب الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء الغارة الإسرائيلية الأخيرة على جنين وما أدت إليه من الخسائر البشرية. وشددوا على الحاجة إلى العمل على إيجاد واستدامة بيئة تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين العودة إلى حوار سياسي جاد والامتناع عن أي أعمال أحادية الأطراف من شأنها تقويض هذه الجهود.
جهود تسوية الأزمة في اليمن
كما أشاد الوزراء بجهود الوساطة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان نحو تسوية سياسية في اليمن. وأكدوا دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي. معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى الشروع على الفور بمفاوضات مباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة، والالتزام باستمرار الهدنة، ودعم الاحتياجات الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب اليمني.
كما دعا الوزراء الأمم المتحدة وجميع الدول للتعاون واتخاذ موقف حازم ضد ممارسات الحوثيين التي تتعارض مع الجهود الدولية لحل الأزمة.
الجهود لحل الأزمة في سوريا
وأكد الوزراء على أهمية الحفاظ على سلامة أراضي الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسيادتها، وأعربوا عن دعمهم لجهود المبعوث الخاص لسوريا غير بيدرسن.
وأكدوا الحاجة إلى المزيد من الجهود الدولية لدعم وساطة الأمم المتحدة في عملية سلام بين السوريين لتحقيق التسوية الدائمة للأزمة السورية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفي هذا الصدد أحيطوا علما بأنشطة محادثات أستانا في سوريا.
وأكد الوزراء أهمية دور اللجنة الدستورية السورية، معبرين عن الدعم لعمل اللجنة من خلال التواصل المستمر مع الأطراف السورية في هذه اللجنة ومع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، كميسر لضمان استمراريتها وفعاليتها.
وعبر الوزراء عن دعمهم للمساعي المبذولة لتقديم الرعاية للاجئين والمهجرين السوريين، والعمل على ضمان عودتهم الآمنة إلى مدنهم وقراهم وفق المعايير الدولية. ورفضوا بشدة أية أي محاولات لإجراء تغييرات ديموغرافية في سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، أكدوا أهمية توفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد. وبهدف المساعدة في تحسين الوضع الإنساني في سوريا وتحقيق التقدم في التسوية السياسية، دعا الوزراء المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية لزيادة مساعداتهم لسوريا.
ورحب الوزراء بالجهود العربية لحل الأزمة في سوريا بشكل خطوة-مقابل-خطوة على النحو المتفق عليه خلال اجتماع عمّان بشأن الأزمة في سوريا بتاريخ 1 مايو 2023م، كما رحب الوزراء بقرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة الحكومة السورية في اجتماعات مؤسسات الجامعة، وعبر الوزراء عن أملهم بأن تأخذ الحكومة السورية على عاتقها المبادرة والبدء في اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للتوصل لحل شامل للأزمة.
ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق
أكد المجلس على أهمية التزام العراق بسيادة دولة الكويت وعدم انتهاك القرارات والاتفاقيات الدولية وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم 833، بشأن ترسيم الحدود بين البلدين واتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، المبرمة بين البلدين والمودعة لدى الأمم المتحدة، وأكد الوزراء على ضرورة استكمال ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية العراق ودولة الكويت لما بعد العلامة 162.
وعبر الوزراء عن دعمهم لقرار مجلس الأمن رقم 2107، بشأن إحالة ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني إلى بعثة الأمم المتحدة (UNAMI)، معربين عن التطلع لاستمرار العراق بالتعاون لضمان تحقيق تقدم في كافة الملفات، ودعوة العراق والأمم المتحدة لبذل أقصى الجهود بغية التوصل إلى حل تجاه تلك الملفات.
ضرورة الخروج المرتزقة من ليبيا
ووفقا للبيان الختامي، أكد الوزراء أهمية الحفاظ على مصالح الشعب الليبي، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، وضمان سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ووقف التدخل في شؤونها الداخلية، ودعوا إلى خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2656، ودعم جهود مبعوث الأمم المتحدة عبدالله باتيلي لمساعدة الأطراف الليبية للتوصل إلى حل سياسي، وإجراء الانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة، لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الليبي، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار، مرحبين بالتوافق الذي توصلت إليه اللجنة المشتركة (6+6) المشكلة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة بشأن القوانين المنظمة لانتخاب رئيس الدولة وأعضاء البرلمان.
ضرورة وقف الصراع في السودان
كما أكد الوزراء دعمهم لمحادثات السلام في جدة وللجهود الدبلوماسية لتمكين الأطراف السودانية من التهدئة وتغليب لغة الحوار وتقريب وجهات النظر، للوصول إلى اتفاق يجنب الشعب السوداني ويلات الحروب والنزاعات ويلبي تطلعاته، ويساهم في تعزيز أمن البلاد واستقرارها وازدهارها في جميع المجالات.
وأشادوا بدور دول مجلس التعاون في إجلاء الرعايا الأجانب من السودان وتقديم العون الإنساني للسودان.
استعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان
أكد الوزراء على أهمية استعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان، والوصول إلى حل سياسي توافقي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة مكونات الشعب الأفغاني، بما يحقق تطلعات الشعب الأفغاني الشقيق، ويعود بالنفع على الأمـن والسلم الإقليمي والدولي، ودعا الوزراء سلطة الأمر الواقع إلى تنفيذ التزاماتها بضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات الإرهابية، أو استغلالها لتصدير المخدرات، وإلى احترام وضمان حقوق الإنسان والحريات، بما في ذلك حقوق النساء والفتيات فيما يتعلق بحصولهن على التعليم، والعمل، وحرية التنقل، والمشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة في الحياة العامة، بالإضافة إلى حماية الأقليات.
العمل المشترك بين روسيا ودول التعاون الخليجي
أشاد الجانبان بالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس، التي أسهمت في استقرار سوق البترول العالمية، وأكدوا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم نمو الاقتصاد العالمي.
في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم للحوار الاستراتيجي التي تم التوقيع عليها خلال الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين الجانبين في الأول من نوفمبر 2011م، في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، اعتمد الوزراء خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية للفترة (2023م-2028م).
وحددت خطة العمل المشترك المستهدفات المتوقع تحقيقها خلال الفترة القادمة، والآليات والبرامج اللازمة لتنفيذها وترجمة تطلعات الجانبين إلى خطوات عملية ملموسة لتحقيق تلك الأهداف. حيث تتضمن الخطة تعزيز الحوار السياسي بين الجانبين، ومواصلة الاتصالات المنتظمة بين وزراء الخارجية، وبين كبار المسؤولين والخبراء من دول المجلس وروسيا الاتحادية لتبادل وجهات النظر بصفة منتظمة حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة وتيرة الإنجاز في تنفيذ خطة العمل المشترك.
واتفق الجانبان على العمل على تهيئة بيئة ملائمة لزيادة التبادل التجاري والاستثمار وتطوير سلاسل إمدادات الطاقة من خلال تشجيع التواصل بين ممثلي قطاع الأعمال بهدف الاستفادة من فرص الاستثمار في دول مجلس التعاون وفي روسيا، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وعقد اجتماعات منتظمة للمختصين والفنيين في هذا المجال لوضع الأطر اللازمة لذلك، والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والسلامة النووية، والكهرباء ، وكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، وصناعة الهيدروجين الأخضر، وتقنيات الاقتصاد الدائري الكربوني، بهدف تقليل الانبعاثات..