المغرب يسجل حضورًا قويًا على الساحة الإفريقية من بوابة المنتديات الاقتصادية
اختتمت فعاليات النسخة الأولى من “المنتدى الدولي الأول للاستثمار في السنغال”، الذي احتضنت العاصمة دكار أشغاله على مدى ثلاثة أيام، توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات، بمشاركة أكثر من أربعين دولة؛ من ضمنها المملكة المغربية.
وشكلت مشاركة الرباط في هذا المنتدى الاقتصادي فرصة للمستثمرين المغاربة لاستكشاف فرص استثمارية جديدة في السنغال على وجه الخصوص والقارة الإفريقية عموما، تماشيا مع الخيارات الاستراتيجية والتوجهات الاقتصادية للمملكة في هذه القارة في إطار التعاون جنوب-جنوب التي جعلت المغرب واحدا من أهم المستثمرين في القارة السمراء، خاصة منطقة غرب إفريقيا.
ياسين عاليا، محلل اقتصادي، قال إن “مشاركة المغرب في منتدى الاستثمار الدولي بالسنغال يأتي في إطار انفتاح الرباط على القارة الإفريقية، باعتباره خيارا استراتيجيا بالنسبة للمملكة”، مضيفا أن “الرباط وبعد خيارها السياسي الذي جسده عودتها إلى الاتحاد الإفريقي، دعمته بخيار اقتصادي من خلال الانفتاح على هذه القارة التي تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي”.
وأضاف المتحدث عينه أن “المملكة بدورها قوة إقليمية اقتصادية تحاول تأكيد وجودها، خاصة في الدول الكلاسيكية الحليفة للمغرب في غرب إفريقيا؛ على غرار السنغال التي تربطها علاقات اقتصادية تاريخية بالرباط”، موضحا أن “مشاركة المملكة في هذا المنتدى تأتي تكملة لخطوات سابقة؛ منها تقديم الرباط لترشيحها للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وكذلك التوقيع على اتفاقية التبادل الحر الإفريقي، وهو ما يؤكد أن خيار التوجه نحو إفريقيا بالنسبة للمملكة هو خيار لا رجعة فيه”.
في الصدد ذاته، أورد عاليا أن “المغرب عزز من استثماراته في القارة السمراء لتشكل مجموعة من المجالات والقطاعات، كقطاع الفوسفاط مثلا، حيث يقود المجمع الشريف للفوسفاط سياسية استثمارية قوية في المنطقة، ستؤدي بالتأكيد إلى تعزيز دور المملكة كفاعل مهم في المنطقة، وتأكيد مكانتها كقوة اقتصادية مستمرة في اختراق عمق القارة الإفريقية”.
وشدد المحلل الاقتصادي عينه، في ختام تصريحه لهسبريس، على “ضرورة تدعيم وتعزيز المجالات التي ما زالت تعاني فيها القارة السمراء من نقائص، واستغلال هذه الفرض من قبل المملكة المغربية من أجل كسب مزيد من النفوذ الاقتصادي في قارة تستقطب قوى اقتصادية كبرى ومستثمرين من شتى الدول”.
سياسة اقتصادية
من جهته، أورد المحلل الاقتصادي إدريس العيساوي أن “الدولة المغربية تستمر، بقطاعيها العام والخاص، في المشاركة في أشكال التظاهرات الاقتصادية، خاصة تلك التي تعقد في القارة الإفريقية. كما أن حضور وفد مغربي في منتدى دكار سيكون له بالتأكيد نتائج جيدة؛ بالنظر إلى البعد الإفريقي في السياسة الاقتصادية للمغرب”.
أوضح المتحدث عينه أن “القطاع الخاص المغربي حاضر بقوة في عدد من الدول الإفريقية؛ منها السنغال. كما أنه يستثمر في عدد من القطاعات كقطاع الاتصال، حيث يسجل المغرب حضوره في أكثر من 10 دول إفريقية”، إلى جانب الانفتاح على قطاعات مختلفة في القارة الإفريقية على غرار قطاع البنوك والبناء وقطاع التأمينات.
في السياق ذاته، أشار العيساوي إلى أن “هذا الاهتمام المغربي بإفريقيا يأتي في إطار السياسة الرشيدة للملك محمد السادس الذي عقد أكثر من خمسين سفرية رسمية إلى عدد من الدول الإفريقية، مرفوقا برجال المال والأعمال الذين استثمروا الكثير في هذه الدول”.
وختم المتحدث عينه تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أن “هناك مجموعة من الدول الإفريقية، منها السنغال وبوركينافاسو وساحل العاج، تشهد للدولة المغربية بحضورها في أسواقها وفي عدد من القطاعات الحيوية”، مبرزا أن “المملكة تحرص دائما على المساهمة بشكل فاعل في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية الدولية؛ وبالتالي ضمان استمرار سيرورة حضورها الإيجابي في السوق الإفريقي على غرار أسواق أخرى”.