عودة منبر جدة التفاوضي.. هل ينجح في كسر جمود مفاوضات السودان؟
بينما يعود طرفا الصراع في السودان إلى طاولة المفاوضات المعروفة بمنبر جدة التفاوضي بعد شهر ونصف من توقفها، تواصل الجهود الدولية عملها آملاً بأي تهدئة.
فقد كشف مصدر ، عن لقاء عقد قبل يومين في العاصمة التشادية بين 3 قيادات من حركة العدل والمساواة السودانية ووفد من الدعم السريع برئاسة عبد الرحيم دقلو.
ووفق المعلومات، بحث اللقاء وضع خارطة سياسية تنهي الحرب الدائرة منذ 4 أشهر.
كما أشار المصدر إلى أن رؤية القادة الثلاث تتقارب مع الدعم السريع لكنها مغايرة لرؤية رئيس الحركة جبريل إبراهيم المحايدة في الحرب.
وأضاف أن وفد الدعم السريع سيعقد لقاءات في العديد من العواصم الأوروبية للبحث عن مخرج سياسي للأزمة.
تأتي هذه التطورات بينما أفادت مصادر بالحكومة السودانية، بأن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى السعودية لاستئناف المحادثات في منبر جدة التفاوضي مع قوات الدعم السريع، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
جاء هذا غداة بيان سعودي أميركي في منبر جدة التفاوضي ، تعهد فيه البلدان بالتزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان.
يشار إلى أن السعودية والولايات المتحدة كانتا علقتا في أوائل يونيو محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين في منبر جدة التفاوضي بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار.
إلا أنه من غير المعروف حتى اليوم ما إذا كانت التطورات الأخيرة بين الطرفين ستترك أثراً سلبياً على المفاوضات في منبر جدة التفاوضي، وتمنع تثبيت هدنة جديدة في البلاد.
إلى ذلك، بدأت بشكل منفصل عن منبر جدة التفاوضي محاولة للتوسط أطلقتها مصر الخميس الماضي، ورحب بها الجيش السوداني، وذلك بعدما فشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع في منتصف نيسان/ أبريل.
أما الآلية الرباعية (الإيغاد) فكانت قررت قبل أيام أن تطلب من قمة القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا الانعقاد من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، في خطوة رفضها الجيش السوداني.
وأدى هذا الصراع إلى نزوح ما يقارب 3 ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، «الثقة في منبر جدة» بما يقود إلى سلام مستدام بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وجاء في بيان صادر عن مجلس السيادة، أن البرهان أكد خلال الاتصال على ضرورة التزام قوات «الدعم السريع» بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين، وإجلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية «حتى يحقق منبر جدة نجاحه» وإقامة هدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع.
دعت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، كل من الجيش السوداني والدعم السريع للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذه بشكل فعال، بهدف وقف دائم للعمليات العسكرية.
وكان الوسيطان السعودي والأميركي قد أعلنا تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار في مدينة جدة بين الجيش السوداني والدعم السريع، بسبب ما وصفاه بالانتهاكات الجسيمة والمستمرة من الطرفين لتعهدات وقف إطلاق النار في البلاد.
قال يوسف عزت المستشار السياسي ومبعوث قائد قوات الدعم السريع، إن الحل المقترح من الدعم السريع لإيقاف فشل الهدن السابقة بين الجيش السوداني والدعم السريع ووقف الحرب الدائرة في السودان منذ 53 يومًا يقتضي وجود لجان مراقبة لرصد الخروقات على الأرض.
وأضاف عزت في لقاء مع برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، مساء الثلاثاء، أن الدعم السريع يقترح تشكيل هذه اللجان من 5 أعضاء منه و5 من الجيش إلى جانب أعضاء من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في السودان.
وتابع عزت أن مهمة هذه اللجان تتمثل في تحديد من يخرق الهدن بين الجيش السوداني والدعم السريع التي تم التوقيع عليها سابقًا، ومعرفة من يسيطر على الأماكن الحساسة في العاصمة الخرطوم.
وأوضح المستشار السياسي ومبعوث قائد قوات الدعم السريع أنه لا صحة لاتهامات الجيش السوداني لقوات الدعم السريع بسيطرتها على المستشفيات والمراكز الخدمية، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن قوات الدعم السريع لن تخرج من الخرطوم حتى نهاية الحرب.
وقال إن الجيش مدعو إلى الموافقة أولًا على مقترح لجان المراقبة بهدف الوقوف على الحقائق على الأرض بدل الاكتفاء بالأخبار الكاذبة والترويج لها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.