مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

كوكب الأرض يلتهب.. تأثير ارتفاع درجات الحرارة على العالم

نشر
الأمصار

مع تفاقم تداعيات تغير المناخ، يشهد العالم ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، ما يعرض حياة الملايين للخطر.

فعلى مدار الأيام الماضية، ارتفعت بشكل مطرد درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وضربت أجزاء عديدة من العالم موجات حر يقول العلماء إنها الأشد منذ عقود.

ظهرت سجلات خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، بأنه "من المؤكد تقريباً (99.0%) أن عام 2023، سيُصنف من بين السنوات العشر الأكثر حرارة على الإطلاق".

وكشفت عدة دراسات عن أن ضحايا ارتفاع درجة حرارة الأرض ربما يفوق الحربين العالميتين الأولى والثانية. 

والتغيرات المناخية لم تتوقف فقط عند ارتفاع درجات الحرارة، والتي أثرت على كثير من الدول ومن بينها، الدول الأوروبية التي تغيرت حالة الطقس بها تماما وأصبح ارتفاع درجات الحرارة هو السمة المميزة، لحالة الجو داخل هذه الدولة، بل تخطت بعضها الـ 40 درجة مئوية. 

اختفاء محاصيل بسبب التغيرات المناخية


وبالنسبة لتأثير التغيرات المناخية على أزمة الغذاء، فقد ذكرت دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان" (PLOS ONE) عام 2019 أن تغير المناخ قد أثر بالفعل على إنتاج أفضل 10 محاصيل بالعالم، بينها بعض الحبوب الرئيسية والأكثر استهلاكا في العالم مثل الذرة والقمح والشعير والأرز، أما المحاصيل الأخرى فهي نخيل الزيت وبذور اللفت والذرة الرفيعة وفول الصويا وقصب السكر والكسافا وهو أحد المصادر الرئيسية للكربوهيدرات في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهذه المحاصيل توفر مجتمعة 83% من جميع السعرات الحرارية المنتجة من الغذاء المزروع.

وتتوقع الدراسة أن تنخفض قابلية الأرض لزراعة الأرز لأكثر من 50% خلال القرن المقبل في آسيا وإفريقيا.

وأكدت الدراسة أن التأثيرات متنوعة على المحاصيل في مناطق العالم، وعلى سبيل المثال بات محصول البطاطس مهددا بشكل غير مسبوق بسبب الانبعاثات المتزايدة التي تهدد بانخفاض غلة درنات البطاطس بنحو 26% ، كما تهدد باستحالة زراعتها في بعض المناطق، مثل البيرو، موطنها الأصلي، ومحل زراعة الأنواع المتنوعة.

جدير بالذكر، أن مشكلة التغيرات المناخية هي مشكلة حياة أو موت وعندما نتحدث عن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي تؤثر على البيئة تأثير مباشر، فهي تؤثر أيضا على جميع مناحي الحياة ليست البيئة فقط و تؤثر على صحة الإنسان.

خطر ارتفاع مستوى المياه

وعلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، ما زالت تتقلص كميات الكتل الجليدية في القطب الجنوبي، ما يزيد من مخاطر ارتفاع مياه المحيطات بسبب ذوبانها والتسبب بفيضانات كارثية. وبحسب خبراء، فإن الكتل الجليدية الطافية في القطب الجنوبي وصلت إلى أدنى مستوياتها الشهر الماضي، مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية.

ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستستمر الكتل الجليدية في الذوبان بوتيرة متسارعة. ولا يستطيع خبراء البيئة تحديد كمية الجليد التي ستذوب في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية وتنتهي مياهها في المحيطات، ولكن ذوبان كامل الصفائح الجليدية في العالم سيؤدي إلى رفع مستوى البحر بمعدل 70 متراً، ما يعني أن المدن الساحلية سيتم طمرها وأن مساحة البر ستتقلص بشكل كبير.

ومع ذلك، ورغم التوقعات بأن تستمر الطبقة الجليدية بالذوبان، يستبعد خبراء ذوبان كامل جبال الجليد، ويستندون إلى أنها عايشت فترات حر في الماضي من دون أن تتعرض للذوبان الكامل.