واشنطن بوست: أوكرانيا أكثر دولة مزروعة بالألغام في العالم
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن أوكرانيا هى أكثر دولة مزروعة بالألغام فى العالم الآن، لافتة إلى أن الأمر سيستغرق عقودا لإزالتها.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها، أنه على مدار عام ونصف من الصراع، لوثت الألغام الأرضية إلى جانب القنابل غير المنفجرة، وقذائف المدفعية، وغيرها المخلفات الثانوية المميتة للحرب رقعة من أوكرانيا بحجم ولاية فلوريدا الأمريكية أو دولة أوروجواى تقريبا، وأصبحت أكثر بلد مُلَّغم فى العالم.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن تحول قلب أوكرانيا إلى رقع من الأراضى القاحلة المليئة بالمخاطر يعد كارثة طويلة الأمد على نطاق يقول خبراء إنه نادرا ما تمت مشاهدته، وأن ذلك قد يستغرق مئات الأعوام ومليارات الدولارات للتخلص منه.
وتشير البيانات التى جمعتها الحكومة الأوكرانية ومجموعات إزالة الألغام الإنسانية المستقلة إلى وضع صعب.
وقال جريج كروثر، مدير البرامج بالمجموعة الاستشارية للألغام، وهى مؤسسة خيرية بريطانية تعمل على إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة عالميا: «القدر الهائل من الذخائر فى أوكرانيا غير مسبوق فى الثلاثين عاما الماضية. لا مثيل لذلك».
ويدور الصراع فى حوالى 30% من أراضى أوكرانيا، أكثر من 67 ألف ميل مربع، وستتطلب عمليات إزالة تستغرق وقتا طويلا وتكلفة باهظة، وتتسم بالخطورة، بحسب مؤسسة «جلوب سك» البحثية، التى تتخذ من سلوفاكيا مقرا لها.
كما تتبعت منظمة «هالو ترست» الدولية غير الربحية التى تعمل على إزالة الألغام الأرضية، باستخدام المعلومات ذات المصدر المفتوح، أكثر من 2300 حادث فى أوكرانيا والتى اكتشف فيها ذخائر تتطلب عمليات إزالة.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن نشر القوات الأوكرانية هذا الأسبوع للذخائر العنقودية الأمريكية، التى تعرف بأنها تنشر ذخائر تفشل فى الانفجار، يزيد تلك المخاطر.
وذكرت الصحيفة أن المواد المتفجرة تسببت فى خسائر فادحة بالفعل، موضحة أن الأمم المتحدة سجلت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا 298 حالة وفاة فى صفوف المدنيين من بينهم 22 أطفال، وإصابة 632 آخرين جراء مخلفات الحرب من المتفجرات.
وقال فلاديسلاف سوكولوف، عامل إزالة ألغام فى خدمة الطوارئ الأوكرانية، إن أحد زملائه، فقد ساقه أثناء العمل بأحد حقول الألغام فى مدينة كراماتورسك عام 2022.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن كلا الجانبين الروسى والأوكرانى يستخدمان الألغام.
وبحسب الصحيفة، تعد الألغام إرثا حالكا للصراعات بشتى أنحاء العالم، من كامبوديا إلى كوسوفو، وستمثل تحديا أمام أوكرانيا عند إعادة الإعمار.