مع ارتفاع درجات الحرارة.. الأوضاع مازالت مشتعلة بحرائق الغابات في العالم

تشهد العديد من دول العالم في الوقت الحالي حرائق غابات واسعة النطاق، حيث تسببت هذه الحرائق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات والأحراش والمنازل والممتلكات، كما تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالبيئة.

وتعد حرائق الغابات مشكلة خطيرة في جميع أنحاء العالم، حيث تسبب في دمار هائل للمنازل والممتلكات والحياة البرية. 

ويمكن أن تتسبب حرائق الغابات أيضًا في تلوث الهواء وإطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع حرائق الغابات، بما في ذلك:

• التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف.
• السلوك البشري، مثل إشعال النار عمدًا أو إهمال إطفاء النار.
• الصواعق.
• العوامل الطبيعية، مثل البركانات والانفجارات البركانية.

مجموعة من الحرائق المشتعلة حاليًا

حرائق الغابات في اليونان

تشهد اليونان أيضًا موجة حر شديدة، مما أدى إلى اندلاع العديد من حرائق الغابات، حيث تعتبر حرائق إيلي أكبر حرائق الغابات التي تشتعل في اليونان في التاريخ.

حرائق إيلي هي أكبر حرائق الغابات التي تشتعل في اليونان في التاريخ، حيث اندلعت في أغسطس 2021، وتسببت في تدمير أكثر من 100,000 هكتار من الغابات، كما تسببت في إجلاء أكثر من 20,000 شخص.

وتكافح السلطات اليونانية، مع ارتفاع مستمر لدرجة الحرارة، فى السيطرة على حرائق الغابات الذى بدأ منذ الأسبوع الماضى، وحتى الآن لا توجد توقعات بموعد انتهائها، حيث تستمر الحرائق فى رودس اليونانية فى الاشتعال، فى عرض متواصل لاينتهى، على الرغم من الاستخدام المكثف لطائرات مكافحة الحرائق، وسط عمليات إجلاء للسكان، ومساعدة عددًا من دول الجوار.

وتكافح فرق الإطفاء النيران فى إجمالى 64 منطقة من البلاد يوم الاثنين، حيث لا يزال خطر نشوب حريق مرتفعًا للغاية، داخل أثينا الكبرى وشبه جزيرة بيلوبونيز والعديد من جزر بحر إيجه. 
وحذر الدفاع المدنى اليونانى من اشتعال الحرائق، حتى الأيام المقبلة، ونشر خريطة توضح مخاطر أسوأ الحرائق فى جزيرة رودس وجزيرة إيبويا.

كما اندلعت حرائق الغابات فى جزيرة كورفو اليونانية ليل الاثنين، وتم إجلاء أكثر من 2400 شخص حول منتجع نيازاكى الشهير بسبب حرائق الغابات. 

وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء، إن الحرائق فى شمال الجزيرة فى البحر الأيونى أدت إلى إجلاء احترازى لـ 2466 شخصا، وحتى الآن، لم يتم تدمير أى منزل أو فنادق، وذكرت إدارة الإطفاء أن أكثر من 60 من رجال الإطفاء وطائرتى هليكوبتر وطائرتى إطفاء كانوا يعملون فى كورفو يوم الاثنين.

وتمت السيطرة على حريق غابة يوم الاثنين، وقضى معظم السياح الليل فى مسرح مدينة كورفو، حيث أفادت محطة الإذاعة الحكومية المحلية اليوم الاثنين أن الخطر انتهى الآن وأنه يتعين على الناس العودة تدريجيا إلى فنادقهم.

حرائق الغابات في كاليفورنيا

تشهد ولاية كاليفورنيا الأمريكية موجة حر شديدة، مما أدى إلى اندلاع العديد من حرائق الغابات، حيث تعتبر حرائق Dixie و Caldor أكبر حرائق الغابات التي تشتعل في ولاية كاليفورنيا في التاريخ.

حرائق Dixie هي أكبر حرائق الغابات في تاريخ ولاية كاليفورنيا، حيث اندلعت في يوليو 2021، وتسببت في تدمير أكثر من 1,300 منزل وأكثر من 3,000 مبنى آخر، كما تسببت في إجلاء أكثر من 150,000 شخص.

حرائق Caldor هي ثاني أكبر حرائق الغابات في تاريخ ولاية كاليفورنيا، حيث اندلعت في أغسطس 2021، وتسببت في تدمير أكثر من 1,500 منزل وأكثر من 2,000 مبنى آخر، كما تسببت في إجلاء أكثر من 100,000 شخص.

وأظهرت نتائج دراسة أجراها فريق علماء دولي أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، يساهم في زيادة المساحات المتضررة من حرائق الغابات في كاليفورنيا.
وتشير مجلة roceedings of the National Academy of Sciences (PNAS).، إلى أن النمذجة المناخية أظهرت أن التأثير البشري المنشأ نتيجة احتراق الوقود وممارسات استخدام الأراضي أدى إلى زيادة المساحة المحروقة بنسبة 172% مقارنة بعواقب حرائق الغابات وحدها، ويفسر تغير المناخ سبب تعرض كاليفورنيا لأكبر عشرة حرائق في تاريخها خلال العقدين الماضيين، حيث حدثت خمسة منها منذ عام 2020.
واتضح أيضا أنه خلال أعوام 2031 -2050 يمكن توقع زيادة في مساحة الحرائق بنسبة 50%  مقارنة بالعقود الأخيرة، وفقا لتقرير سكاى نيوز عربية.
وتشير بعض العوامل الرئيسية، التي تربط خطر حرائق الغابات بتغير المناخ، إلى أن هطول الأمطار سيكون دون المتوسط، وارتفاع درجات الحرارة مقابل انخفاض كمية الثلوج المتساقطة في فصل الربيع، وارتفاع واضح في درجات الحرارة صيفا، وتكرر موجات الحر الشاذة، وقلة الأيام الممطرة فى موسم الحرائق.
وبالإضافة إلى ذلك، يساهم تغير المناخ أيضا في نقص ضغط البخار، الذي هو الفرق بين كمية الرطوبة فى الغلاف الجوي ومقدار الرطوبة التي يمكن أن يحملها الهواء عندما يكون مشبعا، وتؤدى زيادة النقص في ضغط البخار إلى جفاف ارضية الغابة أكثر وكذلك ظلة الغابة (الجزء العلوي من الأشجار)، ما يغذى حرائق الغابات.

حرائق الغابات في روسيا

تشهد روسيا أيضًا موجة حر شديدة، مما أدى إلى اندلاع العديد من حرائق الغابات، حيث تعتبر حرائق سيبيريا أكبر حرائق الغابات التي تشتعل في روسيا في التاريخ.

حرائق سيبيريا هي أكبر حرائق الغابات التي تشتعل في روسيا في التاريخ، حيث اندلعت في مايو 2021، وتسببت في تدمير أكثر من 10 ملايين هكتار من الغابات، كما تسببت في تلوث الهواء وإطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي.

أعلنت وزارة الموارد الطبيعية الروسية، تسجيل ما لا يقل عن 102 حريق خلال يوم واحد فى غابات مقاطعة ماجادان شمال شرقى البلاد، على مساحة 135 ألف هكتار من غابات "التايجا" الشمالية.

وذكرت الوزارة - فى بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم /الأحد/ - أنه تم تسجيل 102 حريق طبيعى خلال يوم واحد غطت مساحة تبلغ 148 ألفا و711 هكتارا، مبينة أنه تم إخماد 18 حريقا منها على مساحة 13 ألفا و 762 هكتارا، فيما لا يزال هنالك 84 حريقا نشطا على مساحة تشكل أكثر من 134هكتارا، ويتم إخمادها بمشاركة أكثر من 600 رجل إطفاء.
وأشار البيان إلى عمل أكثر من 386 شخصا على إخماد الحرائق فى المقاطعة ضمن خطة تدريب إقليمية، ويضم فريق العمل الإقليمى رجال إطفاء من مقاطعة إيركوتسك، ومقاطعة زابايكال، وبريمورسكى كراي، وجمهورية تيفا، والمقاطعة العبرية ذاتية الحكم فى الشرق الأقصى الروسي، إضافة إلى الطائرات والمعدات الخاصة بإخماد الحرائق.
وأوضح البيان أنه فى الوقت الراهن تتم مراقبة حريقين على أراضى محمية "ماجادانسكي" الطبيعية، مؤكدة عدم وجود أى تهديد للمناطق المأهولة والمواقع الاقتصادية.

الوضع الحالي للحرائق

مازالت حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم مستمرة، حيث تكافح فرق الإطفاء للسيطرة عليها، وقد تسببت هذه الحرائق في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبيئة.

من المتوقع أن تستمر هذه الحرائق في الاندلاع في جميع أنحاء العالم في السنوات القادمة، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف، مما يخلق ظروفًا أكثر ملاءمة لاندلاع الحرائق.

التوصيات

هناك العديد من التوصيات التي يمكن اتخاذها للحد من تأثير حرائق الغابات، ومنها:

• تحسين أنظمة الإنذار المبكر من الحرائق.
• زيادة تمويل مكافحة الحرائق.
• زراعة الأشجار المقاومة للحرائق.
• تثقيف الناس حول مخاطر حرائق الغابات وكيفية الوقاية منها.

من المهم أن نكون على دراية بمخاطر حرائق الغابات وأن نأخذ الاحتياطات اللازمة للحماية منها. يمكننا القيام بذلك من خلال:

• تجنب إشعال النار في المناطق النائية.
• إطفاء النار تمامًا قبل تركها.
• الإبلاغ عن أي حرائق إلى السلطات المختصة.
• الاستعداد لمغادرة المنزل في حالة نشوب حريق.

من خلال اتخاذ هذه الاحتياطات، يمكننا المساعدة في الحد من تأثير حرائق الغابات وتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات والبيئة.