مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ارتفاع درجات الحرارة يُشعل حرائق الغابات ودول العالم تُكافح للسيطرة عليها

نشر
الأمصار

اندلع عدد كبير من حرائق الغابات في الأونة الأخيرة في عدد دول، وذلك في ظل ارتفاع في درجات الحرارة القياسية التي تجاوزت حاجز 40 درجة مئوية.

وتشهد دول جنوب قارة أوروبا والولايات المتحدة وشمال إفريقيا ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، حيث واجهت إيطاليا ثالث موجة حر خلال الصيف الجاري، وسط توقعات بأن ترتفع درجات الحرارة في إسبانيا، الأحد، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

كما تعاني اليونان من ارتفاع مطرد في درجات الحرارة، إذ توقع مدير الأبحاث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة للمرصد الوطني كوستاس لاجوفاردوس لشبكة CNN الأميركية أن تمر اليونان بـ"موجة حر مدتها من 15 إلى 16 يوماً"، مشيراً إلى أن ذلك "لم يحدث من قبل في بلدنا".

وذكر لاجوفاردوس، أن اليونان "شهد عام 1987 أطول موجة حر، إذ استمرت حينها 12 يوماً"، مرجحاً أن تتجاوز درجات الحرارة في العاصمة أثينا "الرقم القياسي المسجل في عام 2007 والبالغ 44.8 درجة مئوية".

حريق جزيرة رودس


يأتي هذا فيما تكافح السلطات اليونانية حريقاً اندلع في غابات جزيرة رودس اليونانية وخرج عن نطاق السيطرة، مما أجبر المئات على الفرار من القرى والشواطئ المتضررة من الحرائق.

وقال مسؤول في خفر السواحل اليونانية، إن سفناً تابعة لخفر السواحل وأكثر من 20 قارباً خاصاً شاركت في عملية لإجلاء نحو ألف شخص من الشواطئ القريبة من منطقتي كيوتاري ولاردوس في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة.

ويكافح رجال الإطفاء الذين تلقوا تعزيزات من سلوفاكيا في مواجهة موجات جديدة من حرائق الغابات التي اشتعلت منذ أيام وأججتها الرياح العاتية.

وتسبب الحريق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات منذ اندلاعه في منطقة جبلية، الثلاثاء الماضي، فيما ذكرت وكالة أثينا للأنباء أن الحريق دمر 3 فنادق في قرية كيوتاري الساحلية، السبت.

وحذرت سلطات الحماية المدنية من خطر اندلاع حرائق غابات في جزيرة رودس ومناطق أخرى في اليونان، الأحد الماضي، وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.

وتندلع الحرائق باستمرار في اليونان، لكن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافاً التي تشهد هبوب الرياح أيضاً حولت البلاد إلى بؤرة لحرائق الغابات في السنوات الأخيرة.

حريق الجزائر

كل صيف، يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تطاول الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.

ومنذ الأحد، اندلع حوالى 100 حريق في أكثر من 15 محافظة في الجزائر، خصوصا في البويرة وجيجل وبجاية، وهي مناطق تضررت بالفعل في العامين الماضيين بسبب حرائق خطيرة أودت بنحو 130 شخصا.

وقالت وزارة الدفاع إن الجنود العشرة الذين قضوا جراء الحرائق حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بني كسيلة في منطقة بجاية برفقة سكان القرى المجاورة.

كما أسفرت الحرائق عن إصابة أكثر من 80 شخصا، بينهم 25 جنديا، في منطقة بجاية، وفق إذاعة "سومان" المحلية.

واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم. كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف.

وتحيط غابات كثيفة بالقرى المتضررة التي يقع الكثير منها في منطقة القبائل الجبلية، وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع سجلت 48 درجة مئوية الإثنين.

وتسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتي وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التي اشتعلت بفعل الرياح العاتية.

وفي تونس، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطيرة الاثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق.

وفي توجة بشمال شرق البلاد حيث قضى 16 شخصا، تم احتواء الحريق في شكل شبه كامل رغم استمرار بعض البؤر في الاشتعال، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

حرائق كوريا الجنوبية

اجتاحت حرائق غابات هائلة مدفوعة بالرياح الشديدة مدينة كانغ نونغ الساحلية الشمالية شرق عاصمة كوريا الجنوبية، في شهر إبريل 2023،  ودمرت نحو 100 منزل، وأجبرت مئات السكان على إخلاء منازلهم.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية عن مسؤولي الإطفاء بالمدينة قولهم: إن رياحا عاصفة هبت بسرعة قصوى لحظية تصل إلى 30 مترا في الثانية على المدينة الواقعة على بعد 168 كيلومتراً شرق سيئول ومناطق الساحل الشرقي الأخرى بإقليم كانغوون، ما أدى إلى اندلاع الحريق بسرعة في المناطق السكنية وتدمير نحو 100 منزل، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.

كما تم إجلاء بعض السياح المقيمين في أماكن إقامة قريبة إلى أماكن آمنة تحسباً للطوارئ، وتم حشد أكثر من 300 رجل إطفاء وست طائرات هليكوبتر و200 سيارة إطفاء في محاولة للسيطرة على الحرائق، إلا أن الرياح العاتية أعاقت ذلك.

وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية تحذيراً قوياً من الرياح في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك المناطق الساحلية الداخلية والغربية والجنوبية، مشيرة إلى أن الظروف الجوية غير العادية ناجمة عن وقوع شبه الجزيرة الكورية بين ضغط مرتفع في الجنوب وضغط منخفض في الشمال.

أول حريق غابات كبير في إسبانيا

أسفر نشوب أول حريق غابات كبير في إسبانيا منذ بداية 2023 عن تدمير نحو 4000 هكتار في شرق البلاد وأدى إلى إجلاء حوالي 1500 شخص، وذلك في شهر مارس 2023.

وتأثرت أكثر من 10 مناطق في إقليمي كاستيلون وتيرويل بسبب الحريق. وانقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق وأغلقت السلطات ثلاث طرق على الأقل.

ودمرت الحرائق أكثر من 3800 هكتار من الغابات - ما يعادل حوالي 5500 ملعب كرة قدم - وفقا للأرقام الرسمية.

كما أثار الحريق مخاوف في بروكسل، وعلى هامش قمة الاتحاد الأوروبي.