علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. زيارة اوردغان وحقوق العراق!!
حسب التقارير الاخبارية ان الرئيس التركي رحب طيب اوردغان سيقوم خلال هذا الاسبوع بزيارة رسمية للعراق يلتقي فيها الرئاسات ويناقش خلال الزيارة ثلاثة ملفات رئيسة هي تواجد حزب العمال الكردستاني التركي على الاراضي العراقية وملف المياه وتصدير النفط العراقي عبر ميناء جيهان التركي وبالعودة الى تاريخ العلاقات العراقية التركية فهي كانت تتمحور وفق مواقف تركيا من القضايا التي تخص العراق وكذلك علاقتها مع امريكا والكيان الصهيوني وبعد احتلال العراق ايضا لم تكن تلك العلاقات بأحسن حالاتها فقد تأثرت بالكثير من القضايا والاحداث التي مرت على العراق .
وبالعودة الى العلاقات الثنائية فان تركيا دولة جارة ترتبط بالعراق بحدوها الجنوبية بمئات الكيلو مترات اصافة الى رابطة الدين وعوامل التاريخ المشارك ابان الدولة العثمانية فهناك تاريخ واواصر الاخوة الإسلامية ووشائج الجيرة والمصالح المشتركة .
اما في الجانب الاقتصادي فأن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا فالعراق استورد خلال العام الماضي ما قيمته ١٥ مليار و٢٠٠ مليون دولار وهو رقم كبير في العلاقات الاقتصادية بين بلدين جارين.
وقبل هذا وذاك فللعراق حقوق تاريخية في مياه دجلة والفرات وان منابع النهرين كانت ضمن ما كان يطلق عليه بلاد الرافدين او بلاد ما بين النهرين وان تقسيم الحدود الحديث جعل منبعي النهرين ضمن تركيا الحديثة وان اتفاقية الدول المتشاطئة تفرض للعراق تلك الحقوق ان ما يعيشه العراق من حالة جفاف مدمرة يعود جزء كبير منها الى بناء السدود على منابع النهرين وانخفاض حصة العراق في النهرين من ١٠٠ مليار متر في العام الى ٣٠ مليار بنقص سبعين بالمائة وهنا لابد للمفاوض العراقي ان يتعامل مع موضوع المياه بانه موضوع حقوق وليس منة من احد وانه يرتبط بالامن القومي والغذائي لاكثر من اربعين مليون نسمة علاوة إن على الرئاسات الثلاث ان تتكلم بصوت واحد ولغة واحدة باسم العراق وليس باسم جهات وطوائف ثم يأتي موسوع تواجد مقرات حزب العمال الكردستاني التركي على اراضي العراق في اقليم كردستان فأن سياسة العراق تقوم على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول وخاصة دول الجوار فلابد من إنهاء هذا الملف من قبل العراق يبقى موضوع تصدير النفط العراقي من ميناء جيهان بما يخدم مصالح البلدين الجارين وعدم الاضرار بحقوق الاخر.
ان العلاقات الدولية المتوازنة تقوم على الندية والاحترام المتبادل بين الدول فكيف اذا كان البلدان جارين ويرتبطان بالعديد من عوامل الجغرافية والتاريخ الانساني المشترك. وكل مواطن في البلدين ينتظر من هذه الزيارة ان تكون بداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بما يعود بالفائدة على الشعبين الجارين وهذا هو المطلوب.