الدولار بدل الليرة التركية للتعامل في أسواق شمال غربي سوريا
أعلنت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في سوريا، السبت، اعتماد الدولار الأميركي بدلاً عن الليرة التركية في معاملات البيع والشراء بأسواق الهال شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في بيان حمل توقيع وزير الاقتصاد والموارد في حكومة الإنقاذ باسل عبد العزيز.
وذكر بيان الحكومة أنه تقرر اعتماد الدولار الأميركي نتيجة لعدم استقرار سعر صرف الليرة التركية وتعرض المزارعين وتجار سوق الهال لخسائر كبيرة.
وألزم القرار جميع حلقات البيع في أسواق الهال اعتماد الدولار الأميركي في البيع والشراء، وفي حال الدفع مباشر بالليرة التركية فإن سعر الصرف يحسب وفقاً للحد الأعلى الظاهر على الشاشة المعتمدة في سوق الهال.
تقلب الليرة التركية يرفع الأسعار في الشمال السوري
وشهد الشمال السوري خلال الستة أشهر الماضية ارتفاعًا في أسعار السلع الغذائية بنسبة 48%، وذلك إثر هبوط سعر صرف الليرة التركية التي يستخدمها السكان في تداولاتهم اليومية.
وقال فريق REACH التابع للأمم المتحدة في تقرير نشر قبل أيام، إن مُعدل الحد الأدنى من الإنفاق على المواد الغذائية الأساسية ارتفع من 1600 ليرة تركية إلى ما يُقارب 2700 ليرة تركية خلال سنة ونيف.
وذكر التقرير أنه بين ارتفاع وهبوط تتأرجح أسعار الخضر والفاكهة خلال ستة أشهر، فمثلًا انخفض سعر البصل في حلب بنسبة 31% في حين ارتفع سعره في إدلب بنسبة 16% ذلك لأن إدلب تعتمد على البصل المُستورد بينما تعتمد حلب على الإنتاج المحلي.
ووفقًا للفريق فقد استمرت أسعار الطماطم بالارتفاع بنسبة 8% ذلك بسبب أن الشمال السوري يعتمد على الطماطم المستورَدة من تركيا.
أكثر المناطق تأثراً بزيارة الأسعار
والتزايد الذي يشهده الشمال السوري يختلف من منطقة إلى أخرى وبحسب المدة الزمنية حيث تُعتبر منطقة مارع في ريف حلب الشمالي الأكثر تأثرًا بالأسعار بنسبة ارتفاع 16% على مدار 6 أشهر، بينما تُقابلها منطقة تفتناز في ريف إدلب بما نسبته 30%.
شهدت سلع معينة ارتفاعًا ملحوظًا أكثر من السلع الأخرى يَعود ذلك لأنها في الغالب سلع مُستوردة من الخارج فمثلًا في الحاجيات الأساسية ارتفع سعر معجون الطماطم بنسبة 20% على غراره أيضًا ارتفع سعر البرغل بنسبة 15% والأرز 13%، أما في الخضراوات فقد شهدت أسعار البطاطا والخيار انخفاضًا ملحوظًا حيثُ انخفض سعر البطاطا ما نسبته 30% على مدار 6 أشهر، في حين شهدت عدة سلع أخرى ارتفاعًا متفاوتًا بالأسعار.
الجدير بالذكر أنه في حين ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الأسعار يُعاني السوريون في الشمال السوري من قلة المُساعدات الغذائية القادمة من المنظمات الدولية إثر انخفاض التمويل حيثُ أفادت المنظمات أن عدد شاحنات المساعدات التي تعبر إلى شمال غربي سوريا قد انخفض مقارنة بالعام الماضي (مع عبور 2496 شاحنة في الفترة من كانون الثاني إلى أيار 2023 مقارنة بـ3506 في كانون الثاني وأيار 2022).