فاروشا.. مدينة “أشباح” هجرها أهلها بسبب الاجتياح التركي
أثار اسم مدينة فاروشا القبرصية، والتي أطلق عليها لقب مدينة الأشباح، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، بعدما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنقل السيطرة على المدينة المهجورة إلى القبارصة الأتراك.
وتقع مدينة فاروشا، على الساحل الشرقي لجزيرة قبرص، وهي ضمن أراضي جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دوليا.
وحتى عام 1974، كانت فاروشا مدينة سياحية حيوية، نظرا لوقوعها على ساحل البحر المتوسط، وتحولت “لؤلؤة قبرص” و”درة تاجها”، إلى مدينة أشباح، بعدما اجتاحها الجيش التركي.
وأفضى الاجتياح التركي لتقسيم الجزيرة إلى قسمين، وذلك مع ظهور جمهورية شمال قبرص التي يهيمن عليها القبارصة الأتراك ولا تعترف بها أي دولة سوى تركيا، إلى جانب دولة قبرص المعترف بها عالميا.
ومع سيطرة الجيش التركي على فاروشا، قرر سكانها وكان عددهم آنذاك 50 ألفا، الرحيل عنها، مفضلين العيش في مناطق أخرى بجزيرة قبرص على العيش تحت حراب الأتراك.
ومنذ السبعينات، أصدرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عدة قرارات اعتبرت أن فاروشا يجب تبقى خاوية ومغلقة، لأن ملكيتها السياسية والعقارية تعود لدولة قبرص الشرعية، إلى أن يتم حل المسألة القبرصية عن طريق التفاوض.
وأمرت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، تركيا، بدفع تعويضات لسكان المدينة السابقين الذين انتزعت أملاكهم.
وكانت فاروشا فيما مضى المنتجع الأشهر في قبرص، ومثلت إحدى أبرز الوجهات السياحية والترفيهية حول العالم، لدرجة أنها كانت مقصد كبار فناني هوليوود والأثرياء من شتى بقاع الأرض.
ومع الاجتياح التركي، انطفأ وهج المدينة، ليحل محله الصمت الرهيب وتصبح المدينة مهجورة، بينما تقدر قيمة التعويضات المستحقة لسكان فاروشا الأصليين من القبارصة اليونانيين بأكثر من 5 مليارات دولار.