"غليان عالمي".. هل تنتهي الموجة الحارة مع بداية أغسطس

انتشرت في الآونة الأخيرة تساؤلات حول انتهاء موجة الحر، وهل يشهد العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة خلال شهر أغسطس، الذي نشعر فيه عادة بالحرارة الزائدة مقارنة بباقي فصول الصيف نظرا لارتفاع نسب الرطوبة.

ويشهد العالم "موجة حارة" أثرت على غالبية الدول بما فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما يشير خبراء إلى قرب انحسارها، لكنهم يتوقعون أنماطا من "التغيرات المناخية" التي قد يشهدها العالم في المستقبل القريب.

وشهد العالم في الأونة الأخيرة ارتفاعًا في  درجات الحرارة لتتجاوز معدلاتها الطبيعية بـ"قيم ملحوظة".

وبحسب خبراء الأرصاد الجوية أن ما زاد من الشعور بارتفاع درجات الحرارة هو "زيادة نسبة الرطوبة خلال شهري يوليو وأغسطس".

ودائما ما تشتد درجات الحرارة خلال شهري يوليو وأغسطس باعتبارهما "الأكثر سخونة" خلال فصل الصيف، وحدثت الموجات الحارة من قبل لكنها كانت "أضعف نسبيا" مما يشهده العالم في الوقت الحالي، حسب سعودي.

وأوضح خبراء الأرصاد الجوية أن "الطقس الحار الرطب" سيمتد حتى منتصف أغسطس على الأقل. 

وسوف تستمر حالة "التذبذبات والتغيرات" حتى شهر أغسطس.

وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد تمتد الموجة الحارة حتى نهاية شهر سبتمبر، خاصة في العراق والكويت وبعض المناطق في السعودية، حسب ترجيحات المستشار بمركز طقس العرب.

انتهاء عصر الاحتباس الحراري

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، إلى اتخاذ إجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي، مؤكدا أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير في يوليو تؤشر إلى بدء "عصر الغليان العالمي".

وقال غوتيريش في نيويورك إن موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالي "مرعبة"، مضيفا "انتهى عصر الاحتباس الحراري. حل عصر الغليان العالمي".

وصرح غوتيريش قائلا إن "تغير المناخ هنا. إنه لمروع. وما هي إلا البداية... ما زال من الممكن الحد من ارتفاع حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية وتفادي أسوأ التغيرات المناخية. لكن ذلك يتطلب تحركا مناخيا كبيرا وعلى الفور".

وضع دائم أم مؤقت

فعلى مدار الأيام الماضية، ارتفعت بشكل مطرد درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وضربت أجزاء عديدة من العالم موجات حر يقول العلماء إنها الأشد منذ عقود.

ظهرت سجلات خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، بأنه "من المؤكد تقريباً (99.0%) أن عام 2023، سيُصنف من بين السنوات العشر الأكثر حرارة على الإطلاق".

وكشفت عدة دراسات عن أن ضحايا ارتفاع درجة حرارة الأرض ربما يفوق الحربين العالميتين الأولى والثانية.

والتغيرات المناخية لم تتوقف فقط عند ارتفاع درجات الحرارة، والتي أثرت على كثير من الدول ومن بينها، الدول الأوروبية التي تغيرت حالة الطقس بها تماما وأصبح ارتفاع درجات الحرارة هو السمة المميزة، لحالة الجو داخل هذه الدولة، بل تخطت بعضها الـ 40 درجة مئوية. 

وتسببت ارتفاع درجات الحرارة في حرائق في غابات لابالما بإسبانية وتسببت في إجلاء ما لا يقل عن ألفي شخص وحرقت علي مساحة 4500 هكتار من الأراضي.

وحول متى تنتهي موجة الحر العالمية وأسبابها؟، ضربت موجة الحر العالمية أجزاءً من آسيا وأمريكا، إذ حذرت السلطات في ولاية كاليفورنيا وفي الصين من مخاطر الحر علي الصحة وطالبو من السكان الإكثار من شرب المياه والابتعاد عن أشعة الشمس الحارقة.

أسباب حدوث موجة الحر العالمية

-تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية، ويأتي في المقام الأول حرق الوقود الأحفوري مما يزيد من مستويات غازات الاحتباس الحراري التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض.

-مناخ الأرض يتغير بشكل طبيعي ومستمر حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، ولكن في الوقت الحالي اتجاه الاحترار الحالي أسرع بكثير من أي تغير طبيعي حدث في أي وقت سابق.

-التلوث الناتج عن دخان المصانع والسيارات والتي من إحدى الأسباب الرئيسية في صعود درجات الحرارة، فتلك الملوثات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي مما قد تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل أسرع.