الإمارات وكوريا الجنوبية تدرسان تطوير مشاريع طاقة نووية حول العالم
اتفقت دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية، على تعزيز التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة النووية السلمية، بما يشمل تطوير مشاريع لمحطات طاقة نووية جديدة خارج دولة الإمارات.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الخامس للجنة العليا المشتركة في مجال التعاون النووي بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية في العاصمة الكورية سيؤول.
وترأس وفد دولة الإمارات في تلك الاجتماعات، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، ومن جانب كوريا الجنوبية أوه يونغ جو نائب وزير الشؤون الخارجية، بحضور عدد من المسؤولين في البلدين يمثلون فرق القيادة العليا للجهات المعنية في مجال الطاقة النووية في كلا الدولتين.
تعاون استراتيجي
وأكد المزروعي، في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع، أهمية المناقشات التي عقدت بين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في دولة الإمارات، وبارك جين وزير الشؤون الخارجية لجمهورية كوريا الجنوبية، خلال زيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى كوريا الجنوبية خلال شهر يونيو/ حزيران 2023، حيث أكد على عمق العلاقات بين البلدين التي أثمرت عن العديد من الإنجازات الهامة بما في ذلك برنامج الطاقة النووية السلمي لدولة الإمارات.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع التزامهما بتعزيز وتوسيع هذه الشراكة مع التركيز بشكل خاص على التعاون الاستراتيجي في مختلف جوانب الطاقة النظيفة لدعم برنامج الطاقة النووية السلمي.
وإدراكاً لإمكانات التقنيات النووية المتقدمة، مثل المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة (SMRs) ، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية في ذلك القطاع، بما يشمل تطوير مشاريع لمحطات طاقة نووية جديدة خارج دولة الإمارات، والاستفادة من تجربة دولة الإمارات الناجحة والمتميزة لمحطات براكة للطاقة النووية، التي تؤكد على القدرات المشتركة للدولتين.
أمان وأمن الطاقة النووية
كما تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية التعاون في مجال أمان وأمن الطاقة النووية.
وفي هذا الصدد، اتفق الجانبان على التعاون وتنظيم فعالية مشتركة خلال مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/ أيلول 2023 يسلط الضوء من خلالها على نموذج التعاون الناجح بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية في المجال الرقابي النووي، وعرض أفضل الممارسات التي يمكن نقلها عالميًا.
وفي إطار الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين الدولتين، فقد تم إنشاء لجنة رفيعة المستوى في عام 2018 من أجل تعزيز وتوسيع نطاق التعاون النووي وفقاً للاتفاقية الموقعة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية 2018.
وقد هدفت الاجتماعات إلى الاطلاع على الإنجازات التي تحققت في إطار هذا التعاون، بالإضافة إلى مناقشة الفرص المستقبلية في المشاريع المشتركة.
وأكد المزروعي، على دور وأهمية اللجنة العليا المشتركة في مجال التعاون النووي بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في تحقيق العديد من الإنجازات في مجال الطاقة النووية السلمية، حيث ساهمت في بناء بنية تحتية قوية لمزيد من فرص التعاون الاستراتيجي.
وأضاف: "أنا واثق من أننا سنعمل معًا نحو تحقيق توجيهات القيادة الرشيدة في البلدين، ودعم رؤيتنا المشتركة".
شراكة دائمة
وفي الختام، أكد الجانبان التزامهما بتعزيز الشراكة الدائمة والتعهد على مواصلة استكشاف فرص جديدة للتعاون في مختلف القطاعات والمضي قدما على تحقيق الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة، والعمل معا على مواجهة التحديات العالمية للطاقة، ولا سيما مع استضافة دولة الإمارات العام الجاري مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
الجدير بالذكر أن اللجنة العليا المشتركة في مجال التعاون النووي بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية تضم ثلاث مجموعات عمل تشمل التعاون في مشروع محطة براكة للطاقة النووية والمشاريع الخارجية، والبحث والتطوير في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية، والتشريعات في أمن وأمان الطاقة النووية.
وتحتوي كل مجموعة عمل على برنامج مشترك للمشاريع لتعزيز العلاقات في هذا القطاع، بما في ذلك مشاركة الخبرات التشغيلية، والتعاون في مشاريع الطاقة النووية الخارجية، والبحث والتطوير، وبناء القدرات، والأمن السيبراني، وغيرها.