مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هل تقف إيران وراء الضربات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في دير الزور؟

نشر
الأمصار

سيطر تنظيم الدولة عام 2014 على معظم مدينة دير الزور السورية، وحاصر المدينة منذ بداية 2015 حيث اقتصر تواجد قوات النظام على بعض الأحياء ومطارها العسكري وكان يتم إمداد هذه القوات بواسطة المظلات التي تسقطها الطائرات، وتمكنت القوات الحكومية وبدعم روسي جوي من فك الحصار عن القوات الحكومية.

 

في 3 نوفمبر 2017 أعلنت الحكومة السورية سيطرة قواتها بالتحالف مع المليشيات التي تدعمها على مدينة دير الزور شرقي البلاد بعد سنوات من المعارك والقتال مع تنظيم “الدولة الاسلامية” ودمار جزء كبير من المدينة وتسيطر قوات “سوريا الديمقراطية”، وهو تحالف كردي-عربي، تدعمه الولايات المتحدة، على مساحات كبيرة من المحافظة تمتد إلى أطراف المدينة.

 

أهمية دير الزور

تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، بعد محافظة حمص، ويقدر عدد سكانها بنحو مليون ومئتي ألف نسمة وذلك حسب تقديرات عام 2010، ومعظمهم من العرب، ويوجد فيها أيضًا أكراد وأرمن، ويربطها بباقي المدن والمحافظات شبكة من الخطوط الحديدية بالإضافة إلى مطار دولي.

 

واشتهر أهل دير الزور في الماضي بالزراعة والتجارة، لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية

وتاريخيا خضعت المنطقة للحكم البابلي، ثم الآشوريين فالكلدانيين والفرس والمقدونيين، ثم الرومان، فالعرب.

 

أصبحت المنطقة مركزًا إداريا تابعًا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية، ثم احتلها الفرنسيون عام 1921 ولكن أهلها ثاروا مجددا لتتحرر المنطقة من الاستعمار الفرنسي، كما شارك أهل دير الزور في الثورة على نظام بشار الأسد، وخرجت مظاهرات في المدينة يوم 15 أبريل/نيسان 2011 ضد النظام

 

وتعرف دير زور بحقولها النفطية الكبيرة مثل التنك والعمر والورد والتي سيبطر تنظيم الدولة على أغلبها بعد معارك ضد المعارضة السورية

 

التواجد الأمريكي في دير زور

تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية في دير الزور، لأربعة استهدافات خلال الشهر الجاري

الهجوم الأول، كان في حقل الكونيكو بريف دير الزور الشرقي، عندما سقطت أربع قذائف هاون على القاعدة الأمريكية

أما الاستهداف الثاني، كان في حقل العمر الواقع جنوبي غربي دير الزور، عندما تعرضت القاعدة الأمريكية هناك إلى عدد من القذائف الصاروخية واستهدف محيط قاعدة حقل العمر النفطي الذي تتمركز فيه قوات التحالف الدولي بريف دير الزور

وكان حقل العمر تعرض، في السابع من الشهر الجاري، إلى هجوم بطائرة مسيرة، قالت “قوات سوريا الديمقراطية” إنها تصدت لها

 

وفي 28 من الشهر الماضي، تعرضت القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل العمر لقصف صاروخي، مصدره الميليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينة الميادين

 

وفي ظل عدم تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات، إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، ألمح إلى إمكانية وقوف ميليشيات مدعومة من إيران وراء هجوم صاروخي على حقل العمر في دير الزور شرق سوريا

 

في 29 يونيو الماضي، قال إن “البنتاغون ما زال هناك هجمات الصاروخية على قواتنا في سوريا، ونعمل على افتراض أن الصواريخ أطلقت من مليشيات مدعومة من إيران، والولايات المتحدة الأمريكية لم تبدأ الهجمات في سوريا، لكن علينا أن نحمي جنودنا”.

 

فصائل مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، بدأت خلال الفترة الماضية بنشر صواريخ قصيرة المدى ومدفعية متوسطة المدى ضمن نقاطها ومقراتها العسكرية في ريفي دير الزور الغربي والشرقي الخاضعين لسيطرتها.

 

وأن الحرس الثوري جلب صواريخ من مستودعات فصائله في بادية الميادين، في ريف دير الزور الشرقي ومستودعات جبل البشري في ريف دير الزور الغربي، ومن ثم قام بتجميعها بمدينة البوكمال شرق دير الزور وبلدة التبني غرب دير الزور.

 

في حين توصف مدينة الميادين بأنها “عاصمة الميليشيات الإيرانية”، وتليها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، يعتبر حقل العمر النفطي من أبرز القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية وأخرى تتبع لدول التحالف الدولي في شرقي سوريا.