مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

في ذكرى وفاته.. “الجواهري” أهم شعراء العرب في العصر الحديث

نشر
الأمصار

في مثل هذا اليوم توفي محمد مهدى الجواهري، الشاعر العراقي، الذي يُعد من أهم شعراء العصر الحديث، وُلد “الجواهري” في 26يوليو 1899 في النجف بالعراق لأب عالم ديني بين رجال الدين في النجف وأراد أن يكون ابنه رجلَ دينٍ كذلك؛ لذلك جعله يرتدي عباءةً وعمامة رجل دين منذ أن كان في سن العاشرة.

 

بدأ الجواهري قراءة القرآن في سنٍ مبكرة ولكنّه لم يحفظه، فأرسله والده إلى معلمين عظماء لتعليمه القراءة والكتابة والنحو والبلاغة والفقه، وأراد منه والده تعلم الخطابة من نهج البلاغة والشعر من قصائد الشاعر “المتنبي”.

 

بداية حبه للشعر

أظهر الجواهري ميلًا للأدب منذ صغره وبدأ في قراءة البلاغة والظاهرة والمقصدة ومجموعاتٍ من الشعر، في عام 1928، نشر الجواهري أول مجموعةٍ شعريةٍ كان قد أعدّها منذ عام 1924 وكانت تدعى “بين المشاعر والعواطف”، ولكنه وزّعها تحت مسمى “أخطار الشعر في الحب والأمة والقصيدة”

 

بدأ الجواهري مسيرته المهنية منذ أن كان في المرحلة الثانوية حيث بدأ بكتابة أبيات الشعر، وكتب قصيدةً عن الثورة العراقية في عام 1920 نُشرت القصيدة في إحدى الجرائد العراقية الأكثر شهرة.

 

كما نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات العراقية ومنها مجلة لسان العرب التي كان يصدرها الأب أنستاس الكرملي، وجريدة العراق وجريدة الاستقلال، وجريدة الرافدين، ونشر العديد من القصائد أيضًا خارج بغداد.

 

سافر الجواهري إلى إيران وبقي هناك من عام 1920 حتى عام 1924، تأثّر خلال تلك الفترة بالطبيعة الإيرانية مما أثار خياله الشعري وراح ينظم القصائد واصفًا الطبيعة هناك.

 

حياته السياسية

شجّع الجواهري الانقلاب العسكري الذي حدث في عام 1936 الذي كان بقيادة بكر صدقي، حيث دعى الجواهري قيادة الانقلاب إلى العنف الثوري ضد المتحكمين في الشعب والمستغلين.

 

كما أهدى قصيدةً لرئيس المحكمة في العراق أثناء الحكم على رجال العهد الملكي في عام 1958، أثّرت هذه القصيدة في أركان المحكمة كلها والحاضرين.

 

وكتب قصيدة مديحٍ لملك العراق فيصل الأول بعد عودته من لندن في عام 1927، وأنشد بعد ذلك قصيدةً يمدح فيها آل سعود أثناء زيارة الأمير فيصل عبد العزيز آل سعود مما أثار سخط الملك العراقي منه

 

انتُخب الجواهري في عام 1947 نائبًا عن محافظة كربلاء، ولكنّه لم يبقَ كثيرًا في هذا المنصب حيث استقال منه على الرغم من حلمه في الوصول إلى النيابة والوزارة.

 

تلقى الجواهري دعوةً لحضور حفل تأبين عبد الحميد كرامي في لبنان، فحضر الحفل وجلس في الصف الأول وألقى قصيدةً جدليةً أثارت حيرة وغضب اللبنانيين حينها

 

اُتُّهم الجواهري فيما بعد بالتهجم على الحكومة اللبنانية ورياض الصلح فطُرد من لبنان وعاد إلى العراق ودخل السجن فور وصوله إلى هناك بسبب ملاحقة الحكومة العراقية له أيضًا.

 

كتب الجواهري قصيدةً ساخرةً بعنوان “طرطرا” حيث تحدث فيها عن الأجواء التعسفية وحملات الاعتقالات في العراق وإغلاق الصحف، أثّرت هذه القصيدة في الشعب العراقي ودعته إلى الانتفاضة والتمرد ومدح روسيا والجيش الروسي أثناء انتصاراته في الحرب العالمية الثانية؛ فنظم بهم القصائد معبرًا عن تأييده والتمجيد لهم مثل قصيدة ستالينغراد وقصيدة سواستبول

 

انتُخب رئيسًا لاتحاد الكتّاب العراقيين في عدة مناسبات وسافر خارج النجف إلى جامعة بغداد من أجل دراسة الصحافة، كتب حينها العديد من المخطوطات مثل الفرات والإنقلاب وقد تغنى الجواهريّ بالمغرب العربيّ عام 1974، وأشاد بطنجةَ مدينة الرحالة العربيّ ابن بطوطة

 

وأصدر صحيفة “الفرات”، وألغت الحكومة اعترافها بها فبقي من دون عمل حتى عُيِّن معلمًا بمدرسة المأمونية في بغداد أواخر عام 1931

في عام 1944، شارك الجواهري في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق وفي سنة 1946 أصدر جريدةً باسم “صدى الدستور” وانتُخب نائبًا عن كربلاء، ولكنّ المجلس لم يدم طويلًا واستقال في سنة 1948، وفي تلك السنة سافر إلى لندن ضمن وفدٍ صحافي عراقي وانفصل عن الوفد وبقي في لندن مدة ثم سافر إلى باريس وفيها نظم ملحمته الغزلية “أنيتا” ثم أقام في مصر مدة وعاد إلى بغداد فحرر في بعض صحفها.

 

قُتل شقيقه جعفر الجواهري خلال انتفاضة الوثبة عام 1948، التي ألهمت أحد أشهر قصائده التي تدعى “أخي جعفر”، وقرأ قصيدة مسجد حيدر كهان أمام جمهورٍ من السنة والشيعة واليهود خلال نفس الشهر من المجزرة، وتقول القصيدة “هل تعرف أو لا تعرف– أن جروح الضحايا هي الفم”؟.

 

توفي الجواهري في سوريا بتاريخ 27 يوليو 1997 وبقي جثمانه ثلاثة أيام على الحدود العراقية السورية؛ إذ لم يسمح النظام السابق بدفنه في العراق، ودُفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في دمشق وكتب على قبره “يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير أقيم للجواهري تمثالٌ في مدينة السليمانية في كردستان العراق، وتميّز بغطاء رأسه المتوّج بكلمة كردستان إذ كان هديّةً من كردستان العراق.