بيان عاجل من الجامعة العربية بشأن اشتباكات طرابلس الليبية
أعربت "جامعة الدول العربية"، عن قلقها البالغ والشديد إزاء الاشتباكات المُسلحة العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس أمس الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الليبيين.
وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة عن خالص العزاء لأسر الضحايا والتمنيات بالشفاء للمصابين، مُضيفًا أن الجامعة العربية تدعو للوقف الفوري لأعمال العنف التي عصفت بالاستقرار النسبي الذى كان يسود العاصمة طرابلس خلال الأشهر الماضية.
وحث المصدر جميع السلطات الليبية على اتخاذ الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن.
وأوضح أن وقوع هذه الاشتباكات يُؤكد مُجددًا أهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة وإتمام العملية الانتقالية عبر إجراء الانتخابات في أقرب الآجال.
وفي وقت سابق، ارتفعت حصيلة الاشتباكات "العنيفة" التي اندلعت بين مجموعتين مُسلحتين مُواليتين للحكومة الليبية في طرابلس إلى 27 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، حسبما أفاد مصدر طبي.
وأكد مركز طب الطوارئ والدعم سقوط 27 قتيلاً وإصابة 106 آخرين على الأقل في حصيلة "مبدئية" للاشتباكات بين اللواء 444 وقوة الردع الخاصة، القوتان العسكريتان الأكثر نفوذاً في طرابلس، التي امتدت حتى من ليل الإثنين حتى ليل الثلاثاء.
وأشار المصدر إلى إجلاء 234 عائلة وعشرات من الأطباء والممرضين الأجانب الذين احتجزوا في مناطق القتال.
وأكد المركز الذي يشرف على عمليات الإسعاف في غرب ليبيا، إقامة ثلاثة مستشفيات ميدانية وتخصيص أكثر من 60 سيارة إسعاف للتعامل مع الإصابات.
واندلعت الاشتباكات بعد قيام قوة الردع باعتقال آمر اللواء 444 العقيد محمود حمزة، دون إيضاح أسباب اعتقاله، وإذا كان بموجب أمر قضائي أم لا، وفق ما قال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية.
جهة مُحايدة
وفي وقت متأخر الثلاثاء، أعلن المجلس الاجتماعي لأعيان سوق الجمعة في جنوب شرقي طرابلس التوصل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لتسليم العقيد حمزة إلى "جهة محايدة".
وأكد المجلس أن الاتفاق يشمل كذلك وقف كل العمليات العسكرية وعودة الوحدات المسلحة إلى ثكناتها. وعاد الهدوء إلى أحياء العاصمة ليلاً.
وأعادت المعارك إلى الواجهة حالة عدم الاستقرار في طرابلس التي تتنافس فيها مجموعات مسلحة موالية بشكل عام لـ"حكومة الوحدة الوطنية"، لكن من دون قيادة موحدة.
ويعد اللواء 444 الذي يقوده حمزة ويتبع رئاسة الأركان العامة للجيش في غرب ليبيا، واحداً من أكثر القوى العسكرية تنظيماً، وتنتشر معظم قواته جنوب العاصمة، كما تسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا وتحديداً ترهونة وبني وليد، وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
فيما تعد قوة الردع، وهو جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع المجلس الرئاسي الليبي برئاسة محمد المنفي، من القوى المسلحة النافذة في طرابلس، إذ تسيطر على معظم وسط المدينة وشرقها وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية التي تضم المطار المدني الوحيد في طرابلس وغرب البلاد.
وتحتجز قوة الردع في سجن رئيس داخل القاعدة معظم رموز نظام معمر القذافي الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية أو ينتظرون أحكاماً نهائية وأبرزهم صهر العقيد الراحل ورئيس جهاز مخابراته السابق عبدالله السنوسي.
تتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرها طرابلس ويرأسها عبدالحميد الدبيبة، شكلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.