تكالة والدبيبة يبحثان أزمة طرابلس وسط تحذيرات من تجدد الاقتتال
سادت حالة من الهدوء الحذر في العاصمة الليبية «طرابلس»، اليوم الخميس، عقب 48 ساعة دامية، شهدتها أحياء جنوبها الشرقى، جراء اشتباكات مسلحة نشبت بين أكبر قوتين عسكريتين غربى ليبيا، فيما بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، أحداث العاصمة الدامية، أمس.
وناقش «تكالة» و«الدبيبة»، مساعى التهدئة، وسبل تعزيز الجهود الرامية لإجراء الاستحقاقات الانتخابية، وتعالت الأصوات المحذرة من تجدد الاقتتال في طرابلس، محليا ودوليا، رغم إعلان أعيان النواحى الـ 4 في العاصمة، التوصل لاتفاق «وقف إطلاق نار» وتسليم آمر اللواء 444 لـ«جهة محايدة».
وشهدت طرابلس، يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين، اقتتالا بين اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، و«قوة الردع الخاصة» التابعة للمجلس الرئاسى، إثر اختطاف الأخيرة، آمر اللواء444، العقيد محمود حمزة، واحتجازه داخل مطار معيتيقة دون إبداء أسباب.
وعقب وقوع 55 قتيلا و146 مصابا- في حصيلة أولية أعلنها أحد العاملين بمركز طب الطوارئ- أعلن مجلس أعيان النواحى الأربعة، التوصل لـ«وقف إطلاق نار» بين طرفى الاقتتال، بإطلاق سراح آمر اللواء 444 عقب 48 ساعة من احتجازه، وتسليمه إلى «جهة محايدة» على أن تعود وحدات الطرفين العسكرية إلى ثكناتها.
وإثر ذلك، التقى «الدبيبة»، مجلس حكماء النواحى الأربعة وسوق الجمعة، مساء أمس، وطالبهم باستكمال الوساطة حتى تسوية الخلاف بين طرفى الاقتتال بشكل نهائى.
تحذيرات من تجدد الاقتتال
ورغم تسليم مجلس حكماء النواحي الأربعة في ليبيا، آمر «اللواء 444» إلى جهة محايدة، أفادت وكالة رويترز، أمس، باستمرر الاشتباكات المسلحة في عين زارة، عقب إطلاق سراحه.
وحذرت وكالة نوفا الإيطالية من تجدد الاشتباكات، مؤكدة وجود تعبئة وتحشيدات عسكرية في المناطق الجنوبية من طرابلس وعلى طول طريق عين زارة الذي يربط المنطقة المتجانسة في جنوب شرق طرابلس والمنطقة القريبة من الجامعة، مرجحة تجدد الاشتباكات التي وصفتها بأنها «استعراض قوة بين الدبيبة وحفتر».
وفي الأثناء، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، مساء أمس، من تجدد أحداث طرابلس، معتبرا أنها «تذكير حى» بهشاشة الوضع الأمنى في ليبيا.
وأشار «بوريل»، إلى الحاجة الملحة لإجراء انتخابات لإيجاد حل سياسى مستدام وشامل في ليبيا، كضمانة وحيدة لعدم تجدد الاقتتال.
وفي السياق ذاته، حذرت تنسيقية الأحزاب من إطاحة تلك الاشتباكات المسلحة بفرص حدوث انفراجة سياسية مرتقبة في البلاد التي تعانى انسدادا سياسيًا، مؤكدة ضرورة إنهاء الانسداد السياسى كضمانة وحيدة لاستتباب الأمن.
واعتبرت التنسيقية، أن الاقتتال الذي يندلع من حين لآخر في العاصمة الليبية، ما هو إلا «تعبير عنيف عن حالة الغموض التي تسود البلاد بما تشهده من تفكك مؤسساتها».
وتسود مخاوف من استمرار النزاع المسلح الذي وصفته وسائل إعلام ليبية بأنه معركة نفوذ و«تكسير عظام» بين «الدبيبة وحفتر»، يقوده التشكيلين المسلحين اللذين يتقاسمان النفوذ في طربلس ويتناحران للانفراد بالهيمنة العسكرية عليها.