الجزائر تأسف بشدة لتغليب العنف على الحل التفاوضي في النيجر
استنكرت الجزائر، الأحداث الدائرة في النيجر، وما تم الإعلان عنه بإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف في النيجر بدلا من مسار الحل السياسي والتفاوضي، معربة عن أسفها الشديد لما يجري في النيجر، مؤكدة أن التدخلات العسكرية جلبت المزيد من المشاكل للمنطقة بدلا من الحلول.
الجزائر تعلق على الأحداث الجارية في النيجر
وأشارت الجزائر في بيان، لوزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السبت، إلى أن الجزائر على قناعة قوية بأن الحل السياسي التفاوضي في النيجر لا يزال ممكنا، مشددة على أن السبل التي من الممكن أن تصل بالأزمة في النيجر إلى الحل السلمي لم يتم التطرق إلى جميعها، كما أن هناك فرص متبقة ولم تستنفذ بعد.
وأوضحت الجزائر، أن تاريخ المنطقة يشهد بصفة قطعية أن التدخلات العسكرية قد جلبت المزيد من المشاكل بدلا من الحلول وأنها شكلت عوامل إضافية لتغذية الصدامات والانقسامات عوض نشر الأمن والاستقرار.
أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ضرورة "منح الأولوية" للحل السياسي للأزمة في النيجر، مشيرا إلى أن الخيار العسكري الذي اقترحه قادة غرب أفريقيا كخيار الملاذ الأخير "لا يضمن نجاح تسوية" الصراع في هذا البلد.
وأوضح عطاف - في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي التقى خلالها نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن - أنه تطرق مع المسؤولين الأمريكيين إلى الأزمة في النيجر، وتم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على ثلاثة مبادئ رئيسية: احترام النظام الدستوري والديمقراطي وعودة الرئيس محمد بازوم كرئيس شرعي للنيجر، وضرورة منح الأولوية للحل السياسي للنزاع".
وأضاف أنه يتعين - الآن - السعي إلى العمل المشترك لتجسيد هذه المبادئ في الواقع السياسي بالنيجر.
وبخصوص تدخل عسكري محتمل في النيجر كانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قد تطرقت إليه كخيار أخير، أوضح عطاف أن الخيار العسكري "قد لا يسهم في تسوية النزاع".
واستطرد قائلا:"لا أحد متأكد، حتى على مستوى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا من أن التدخل العسكري يمكنه أن ينجح. لذا فإن بلدان المجموعة الاقتصادية حذرة للغاية وهي تبدي تحفظا كبيرا بخصوص هذا الخيار".